بعرض ”الحافلة تسير 2”

المسرح الوطني يحيي ذكرى رحيل عز الدين مجوبي

المسرح الوطني يحيي ذكرى رحيل عز الدين مجوبي
  • 1734
دليلة مالك دليلة مالك

مرّت الذكرى 25 لرحيل الفنان المسرحي الشامل عز الدين مجوبي، بتكريم خصه به المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي أول أمس الخميس الذي صادف يوم اغتياله على أيادي الغدر في 1995 أمام مبنى المسرح الوطني. وحضر حفل التكريم بعض أصدقاء الفقيد وأرملته السيدة أمينة مجوبي، إلى جانب مدير المسرح الوطني محمد يحياوي.

استُهل المشهد الاحتفالي لهذه القامة المسرحية التي خسرتها الجزائر، بوضع إكليل ورد في المكان الذي سقط فيه، وتمت قراءة الفاتحة والترحم عليه. وبالمناسبة، تحدّث الممثل المسرحي حميد رابية عن الراحل عز الدين مجوبي، في نص جميل، يصف فيه مجوبي بأجمل الأوصاف. كما عرّج على مشواره الفني الحافل والمتميز. 

الوقفة التكريمية نظمتها أرملة مجوبي بالتنسيق مع المسرح الوطني.

وبالمناسبة، كانت لأمينة مجوبي كلمة، أعربت فيها عن شكرها الحاضرين. وقالت إنها فرصة لإحياء ذكرى زوجها، وأنها سعيدة بهذا اللقاء الذي يساعدها على شد أزرها والبقاء واقفة أمام تحديات الحياة، واصفة زوجها الراحل بمصدر السرور الذي كان يشعّ على عائلته والمسرحيّين كذلك.   

وتم عرض مسرحية ”الحافلة تسير 2”، وهو عمل مونودرامي، كتب نصه وأخرجه وأداه طارق ناصري، ومن إنتاج جمعية الفنانين الأحرار للمسرح من عزابة، وهو مستلهم من مسرحية ”الحافالة تسير” لعز الدين مجوبي.

وفي مساحة مفتوحة خالية من الديكور، يجسد طارق ناصري دور البطولة؛ ابن شريف الزوالي، وهو شخصية جسّدها عز الدين مجوبي في التسعينات، يجد نفسه أيضًا أمام القاضي بسبب اختلاسه حافلة إلى المستشفى، حيث زوجته الحامل تقاتل الموت.

ويحكي الشاب قصة حبه مع وفاء متواضعة الشرط، مثل حالة والده، ورفضه رؤية زوجته تموت في مستشفى مثل والدته جميلة، التي جسدت دورها دليلة حليلو في المسرحية الأصلية. 

وعز الدين مجوبي ممثل ومخرج مسرحي جزائري وُلد في مدينة عزابة بولاية سكيكدة، في 30 أكتوبر 1945، ابن محام تعود أصوله إلي حمام قرقور (سطيف). وبدأ نشاطه كممثل مع مطلع الستينات بتشجيع من الفنان الراحل علي عبدون.

التحق في 1963 بالكونسرفاتوار بالعاصمة، وكانت بدايته الفنية في الإذاعة الوطنية بين 1965 و1968. وبعد تجربة مميزة في المسرح حيث شارك في أعمال من الربيرتوار الكلاسيكي، قدّم عدة أعمال تلفزيونية، منها ”يوميات شاب عامل” لمحمد إفتيسان، وفيلم ”خريف 1988” للخضر حمينة الذي يصور أحداث أكتوبر 1988.

في 13 فيفري 1995 انطفأت شمعة الفنان الملتزم أمام مبنى المسرح الوطني الذي طالما أضاءه بإبداعاته، وكان عُين في بداية تلك السنة، مديرا له. وكان يفكر في مشاريع كثيرة للنهوض بالمسرح، وفتح الأبواب أمام المواهب الحقيقية بدون إقصاء.

وعرفت مسرحية ”حافلة تسير” التي أنتجت سنة 1985 وشاركته في بطولتها دليلة حليلو، نجاحا كبيرا، وأصبحت علامة مميزة في مسرح تلك الفترة. كما شارك مجوبي في عدة أعمال ميزت تلك الفترة. وأخرج مسرحية ”غابوا الأفكار” ومسرحية ”عالم البعوش” التي نالت نجاحا كبيرا وأخذت جائزة أحسن إخراج في مهرجان قرطاج للمسرح بتونس.

كما شارك في المسرحية الشهيرة ”بابور غرق” لسليمان بن عيسى. وخاض مع زياني شريف عياد وامحمد بن قطاف وصونيا وآخرين، تجربة المسرح المستقل في الجزائر؛ بإنشاء ”مسرح القلعة” في 1990، أنجز أثناءها ”العيطة”.