ملف النقل على طاولة منتخبي عنابة
تنصيب لجنة خاصة لتشريح واقع التنمية
- 855
أعطى والي عنابة جمال الدين بريمي، في أول لقاء له مع المنتخبين ورؤساء البلديات والدوائر، خلال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، نهاية الأسبوع المنصرم، تعليمة لتنصيب لجنة خاصة، تتكون من كل الشركاء الفاعلين في مختلف القطاعات الحيوية، لتشريح واقع عدة قطاعات بالولاية، على غرار النقل، الطرق والمشاريع المتوقفة والتشغيل والصحة وغيرها، والتشخيص والبحث عن الحلول المستعجلة، لإخراج البلديات من العزلة التنموية، وتحسين الإطار المعيشي للمواطن العنابي.
طفا إلى السطح خلال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي بعنابة، ملف النقل الذي يعتبر هاجسا أرق المسؤولين بالولاية، نظرا لهشاشة بنية محطات النقل التي وصفها المتدخلون بالمهترئة، والتي تنعدم بها النظافة والتهيئة والإنارة العمومية، وغير صالحة للاستعمال، على غرار غياب أماكن لتوقف الحافلات، التي تنشط بالنقل الحضري وشبه الحضري.
تم تقديم صور حية عن محطتين حالتهما سيئة جدا، خاصة عند تساقط الأمطار، وهما محطتا كوش نورالدين وسويداني بوجمعة، اللتان أنجزتا سنة 1977، ولم تعرفا منذ ذلك الوقت إصلاحات عميقة، وتحولتا إلى فضاء للاعتداءات والسرقات.
من جهتها، حولت محطة سيدي إبراهيم، التي استفادت من غلاف مالي معتبر لترميمها وتوسعها، سياسة "البريكولاج"، حسب المشاركين في الدورة، إلى مجرد محطة توقف الحافلات القادمة من ولاية الطارف القريبة من مدينة عنابة، منها الذرعان والشط، إلى جانب البسباس وغيرها، حيث تم التركيز على ضرورة تحويل حافلات النقل شبه الحضري ببلديات عنابة إليها، لتخفيف الضغط، خاصة مع اقتراب فصل الصيف.
في هذا الصدد، كان مشروع "الترمواي" حديث الوالي والمتدخلين، بسبب تجميده من طرف الجهات المعنية، رغم أنه يعتبر مشروعا مهما بالنسبة لمنطقة عنابة، لرفع الضغط عنها والقضاء على فوضى المواصلات، وقد اعتبر الوالي تقديم بعض الشروح الخاصة بهذا المشروع، المتعلق بتغيير خصوصية المدينة والقضاء على جمالية "الكور العنابي"، الذي يعتبر القلب النابض للمدينة، ماهي إلا ذر رماد في الأعين، مضيفا أن عنابة بحاجة إلى "الترمواي".
فيما تأكد أن المحطة البحرية لن تستلم خلال السنة الجارية، حسب ما أعلن عنه المشاركون في دورة المجلس الولائي، رغم أنه مر عليها سنوات من الإنجاز، ولم يتم إلى حد الساعة بناء الطوابق الخاصة بها، والمحلات المفتوحة على الخدمات الترفيهية والسياحية. فيما كان لملف "تيليفريك" عنابة نصيب من النقاش، إذ يعتبر من بين المشاريع التي أعطت وجها تنمويا للولاية، وقد توقف منذ سنة 2018 بعد الفيضانات التي سجلت في نفس العام، حيث سقطت الكوابل وبعض التجهيزات الخاصة به، ومنذ ذلك الوقت لم يتم إصلاحه لأسباب مجهولة، وهو ما أثار قلق سكان سرايدي، الذين طالبوا بإعادة تشغيله مجددا لتسهيل عملية التنقل بين مدينة عنابة وسرايدي مركز.
لم يغفل المتدخلون الحديث عن الوضعية الخارجية للمطار الجديد بعنابة، والذي يحتاج إلى تهيئة تليق بمستواه، كما تمت الإشارة إلى ملف النقل بالسكك الحديدية، والإصرار على توسيع الخطوط بالمحطة لتعزيز النقل وتحسينه على مستوى الولاية وما جاورها.
خلال عرض المتفرقات، أبانت بعض المداخلات المستوى الضعيف للمنتخبين، الذين مازالوا يعرضون مشاكل المواطنين بذهنية العروشية، فكل منتخب يقدم مشاكل حيه دون الحديث عن نقاط الظل التي طالما أكد عليها رئيس الجمهورية، من أجل تطويرها وإخراجها من التخلف التنموي. وقد اختصرت المداخلات حول مخاطر الطرق وغياب التهيئة، بالإضافة إلى نقص البرامج التي يحتاجها المواطن العنابي، منها ربط السكنات بشبكة الصرف الصحي وتعبيد الطرق، بالإضافة إلى توفير أدنى الخدمات التي تشجع على استقرار العائلات في أراضيها. وفي الأخير، تحدث الوالي عن الغلاف المالي الذي استفادت منه ولاية عنابة، والمقدر بـ 600 مليار دينار، ولم يتم استغلاله رغم التنمية الضعيفة بالمنطقة وفي كل القطاعات.