التنمر في المدارس الابتدائية
رد فعل نفسي ضحيته ضعفاء الشخصية
- 1191
التنمر لدى الأطفال ظاهرة برزت بشدة خلال السنوات الأخيرة، وقد يعاني الفرد آثارها النفسية لسنوات، وفي هذا الخصوص، حدثنا الأخصائي النفسي والعصبي للأطفال، مراد بوجدل، الذي أوضح أن التنمر مشكلة أصبح العديد من الأولياء يستشيرون أخصائيين لعلاج أطفالهم منها، وعادة ما تكون في الوسط المدرسي من طرف زملاء في القسم أو في نفس المدرسة.
في هذا الصدد، قال الأخصائي، إن أول شيء لابد من التفرقة بينه، هو التنمر والعراك الذي يحدث بين شخصين مناسباتيا، وقد يكون بسبب مناوشات أو حادثة أو مشكل معين، لكن التنمر ظاهرة يمارسها أشخاص على أشخاص ضعفاء، سواء من حيث البنية الجسدية، أو من حيث الشخصية، وكلما كانت ردة فعل هؤلاء قوية، سواء بالبكاء أو الخوف أو الفزع، كلما تطاول أكثر المتنمرون ورفعوا من حدة ممارساتهم.
يعتبر التنمر، يقول الأخصائي، من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الأطفال، والتي من الممكن أن تسبب لهم الكثير من المشاعر المختلطة، مثل الخوف والوحدة والحزن والمرض والشعور بالأذى، وتصل في بعض الأحيان إلى أذى جسدي، كالضرب وسرقة ممتلكات، الشتم، إطلاق أسماء سخرية عليه، كل ذلك يؤثر على معنوية الضحية وتجعل تأثيراته واضحة على تحصيله الدراسي.
على صعيد آخر، قال بوجدل، إن التنمر مشكل نفسي يعاني منه المتنمر في حد ذاته، حيث تطغى لديه مشاعر التعنيف وطاقة لا يجد مجالا لتحريرها إلا على شخص أقل قوة منه، وكلما شهد ردة فعل من طرف ضحيته، زاد تنمره، كما أنها سلوك ناتج في بعض الأحيان عن الغيرة المفرطة، لاسيما لدى الأطفال في سن لا يدركون خلاله طريقة التعبير عن مشاعرهم، وقال "إن استمر التنمر عند الطفل، فلابد من البحث عن أساليب لعلاج الطرفين المتنمر والضحية على السواء".
أشار الأخصائي إلى أن ظاهرة التنمر يمكن لمسها في مختلف المؤسسات التربوية، وعلى العديد من المستويات، من الابتدائيات إلى الجامعات، بدرجة أقل، ويمكن أحيانا لمسها بأشكال أخرى في أماكن العمل، لكن أكثرها خطورة تكون في المرحلة الابتدائية إلى غاية الثانوية، وهي المرحلة التي يبني فيها الصغير والمراهق شخصيته، وهي المرحلة التي تفصله عن النمو بشخصية متزنة قوية، أو عكس ذلك، ضعيفة وتعاني الكثير من الشوائب النفسية.
أضاف أن ما يصيب الأطفال الذين يتعرضون للتنمر عند كبرهم، تتمثل في العديد من الآثار النفسية، على غرار الخوف، ضعف الشخصية، عدم التمكن من اتخاذ قرارات حرة، العزلة وغيرها، أما المتنمرون فيميلون بعد سنوات إلى أنهم متسلقون على غيرهم اجتماعيا، لمحاولة الوصول إلى أهدافهم على حساب غيرهم، وغالبا ما يتمتعون بثقة وتقدير مبالغ لذاتهم.
في هذا الصدد، أكد الأخصائي على دور الأولياء في مراقبة أطفالهم، وحثهم على السلوكيات الحسنة تجاه الغير، مع مراقبة الطفل إذا كان يعاني من التنمر من طرف زملاء مدرسته، لاتخاذ التدابير اللازمة ووقف الأمر وحمايته من التعرض لضرر جسدي أو نفسي.