وضع والي عنابة جمال الدين بريمي ثلاث بلديات تابعة لدائرة برحال، ضمن برنامج زيارة المناطق المعزولة تنمويا والمحرومة من مختلف البرامج الطموحة وكانت خارج دائرة اهتمام المسؤولين، وهي التريعات ووادي العنب وبعض قرى برحال على غرار قرية قيرش.

في زيارته لبلدية التريعات تفاجأ الوالي من تفشي البطالة رغم أن المنطقة تتوفر على مشروع طموح يخص إنتاج السيارات الكهربائية بعنابة، الذي تم عرقلته. وحسب بريمي، فإن هذه المنشأة الاقتصادية لو تم إنجازها في وقت مضى، لدعمت سوق العمل بـ 6500 عامل مباشر و4500 غير مباشر.

وانتقد الوالي السياسة المنتهجة من طرف المسؤولين و«الأميار" الذين تعاقبوا على بلدية التريعات بدون تغيير الواقع المعيش بها، ناهيك عن التهميش الذي يغلب على المنطقة، فيما استفادت البلدية من مشروع إنجاز عيادة متعددة الخدمات بالتريعات مركز. وأكد الوالي ضرورة الإسراع في وتيرة أشغاله، من أجل تسليمه في الآجال المحددة.

ومن بين انشغالات المواطنين وسكان قرى تريعات مشكل السكن وتوسيع الحصص الخاصة بصيغة السكن الريفي، مع توسيع برامج التهيئة الحضرية والملاعب الجوارية للشباب، حيث وعد الوالي في هذا الصدد، بالتكفل التام بهذه النقائص في ظرف وجيز، والعمل على تدارك التأخر في المشاريع المسجلة.

واد العنب.. النقطة السوداء

وفي زيارته لمنطقة الظل ببلدية وادي العنب أوقف الوالي رئيس البلدية لعياشي بوطبة، عن العمل، حيث وجد المسؤول الأول عن الولاية أن هذه المنطقة مهمشة ومحرومة من كل البرامج التي بقيت حبرا على ورق، علما أن "المير" متابع قضائيا.

ووعد الوالي سكان هذه المنطقة بتحسين إطارهم المعيش، وإخراجهم من العزلة التنموية. ومن بين القطاعات التي وقف عليها السيد بريمي قطاع الموارد المائية، حيث عاين محطة الضخ بذراع الريش، ووقف على نظام التزويد بالمياه الصالحة للشرب للمدينة الجديدة. كما قُدم له عرض عن عملية ربط مصبات المياه المستعملة وتحويلها إلى محطة المياه المعالجة ببلدية وادي العنب.

وفي زيارته للملحقة الإدارية الجديدة بحي خرازة، وقف الوالي على مدى تقدم أشغالها لتخفيف الضغط عن مقر بلدية وادي العنب وتقريب الخدمة من المواطن، خاصة أن حي خرازة التابع لهذه البلدية، يبعد عنها بحوالي 20 كلم. كما حظي قطاع الصحة العمومية باهتمام من طرف السلطات الولائية؛ حيث عاين الوالي العيادة متعددة الخدمات بوادي العنب ومختلف المصالح الخاصة بالعيادة. وتم خلالها وضع حيز الخدمة مصلحة التكفل بالمرأة الحامل، ومصلحة المستشفى النهاري لمرضى السكري، مع تحسين عمل قاعات العلاج الموزعة على مستوى القرى والتجمعات السكنية التابعة لبلدية وادي العنب.

برحال تتعزز بمشاريع جديدة

وفي سلسلة الزيارات التي خصت دائرة برحال ببلدياتها الثلاث، تم معاينة مشاريع قيد الإنجاز، منها مشروع ابتدائية تحتوي على 12 قسما بلغت نسبة أشغالها 90 بالمائة، ستسلَّم في الآجال القريبة، حيث تم بناء المدرسة بالقطب الحضري الجديد الكاليتوسة ببلدية برحال. وستدخل، من جهة أخرى، المصحة الاستشفائية بالكاليتوسة، حيز الخدمة نهاية شهر أفريل القادم؛ بهدف تقريب الصحة من المواطن، وتفادي تنقله إلى عاصمة الولاية للبحث عن مركز صحي يقدم له أبسط الخدمات. كما شُرع في تجسيد مشاريع أخرى في قطاع التربية، منها مشروع بناء متوسطة ببرحال مركز بـ 16 قسما و3 مخابر و4 ورشات، بالإضافة إلى 4 سكنات وظيفية.

شطايبي ستقضي على تهميش القرى

وفي طريقه إلى مناطق الظل المنتشرة بدائرة برحال، لفت انتباه الوالي المشاريع الجاري إنجازها ببلدية شطايبي، والتي تحتاج هي الأخرى، حسبه، لنهضة تنموية وتسريع مختلف المشاريع، حيث عاين في هذا الصدد، مشروع تهيئة منطقة التوسع السياحي؛ كالمسلك المؤدي إلى شاطئ الخليج الغربي والمنارة. وأكد حينها ضرورة ربط هذا الطريق بقنوات الصرف الصحي وبالماء الصالح للشرب، وتدعيمه بالإنارة العمومية والغاز الطبيعي قبل حلول موسم الاصطياف. كما ألزم المسؤولين بتهيئة الواجهة البحرية وترميم ميناء شطايبي. واستمع إلى انشغالات الصيادين، حيث وعد بالتكفل بها في أسرع وقت ممكن.

وفي سياق متصل، كانت انشغالات المواطنين حاضرة بعد وقوف بريمي على مشروع 20 مسكنا بصيغة الريفي في قرية الزقع ببلدية شطايبي؛ إذ شدد على تهيئة الطرقات والإنارة العمومية وتوفير الماء الصالح للشرب بصفة يومية. كما أكد على توصيل الغاز في أقرب الآجال الممكنة. ووقف على مشروع توصيل غاز المدينة إلى مركز التكوين المهني عفيفي يوسف على مستوى بلدية شطايبي مركز. وتفقّد حصة 50 \60 سكنا اجتماعيا بمنطقة الزاوية، التي شدد على ضرورة تسليمها في الآجال القريبة.

وفي ما يخص منطقة التوسع السياحي "الخليج الغربي" ببلدية شطايبي، أمر الوالي بإعادة التكفل بأشغال تهيئة المنطقة، وإنشاء مجاري تصريف مياه الأمطار، وبالإسراع في الانتهاء من العملية لتحويل منطقة شطايبي إلى نقطة سياحية بامتياز.  كما سيتم تعبيد كل الطرقات المؤدية إلى المسلك الجبلي، خاصة تلك المطلة على البحر.

سيدي عمار ... إطلاق مشروع 2400 مسكن عمومي إيجاري

أعلنت مصالح ولاية عنابة، مؤخرا، عن تخصيص حصة سكنية في طور الإنجاز قدرها 2400 سكن ذات طابع عمومي إيجاري، لفائدة أحياء بلدية سيدي عمار، على أن توزَّع بعد الانتهاء من الأشغال، بما فيها التهيئة الخارجية.

وأعطيت تعليمات لرئيس دائرة الحجار للشروع في تنصيب لجان التحقيق بالبلدية. كما سيتم برمجة خرجة ميدانية لمدير السكن والوالي، إلى مواقع إنجاز هذه السكنات في الأيام المقبلة، للوقوف عن كثب، على مدى تقدم الأشغال.

وستعزَّز مشاريع سكنية جديدة من طرف مصالح الولاية. ومن بين البلديات المعنية سرايدي والشرفة والعلمة، التي ستستفيد من حصص سكنية ريثما تُضبط ملفات المشاريع المخصصة لهذه البلديات، وهي العملية التي تندرج ضمن مساعي القضاء على السكن الهش والبناءات القصديرية التي استحوذت على الأراضي التابعة للدولة وشوّهت المنظر العام، ناهيك عن تقليص سلسلة الاحتجاجات، التي حوّلت عنابة إلى رقعة غير مستقرة بسبب الطلبات الكثيرة على السكن.