أشرف على تخصيص مصلحة جديدة بـ "فرانس فانون" لحجر المشتبه فيهم

جراد يدعو المواطنين إلى التحلي بالحيطة ضد كورونا

جراد يدعو المواطنين إلى التحلي بالحيطة ضد كورونا
  • 673
ق. و ق. و

دعا الوزير الأول عبد العزيز جراد أمس، بالبليدة الجزائريين للتحلي بالحيطة والحذر لتجنب انتشار فيروس كورونا، مضيفا أن "الأمر لا يتعلق بإعلان حالة الطوارئ، بل بأخذ الاحتياطات لأننا في وضع عالمي مس كل البلدان حتى الأكثر تطورا"، في حين أشرف رفقة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد أمس، على تخصيص مصلحة جديدة بالمستشفى الجامعي فرانس فانون بالبليدة لحجر المشتبه فيهم المصابين بفيروس كورونا (كوفيد 19).

وقال الوزير الأول "نطلب من المواطنات والمواطنين أن يكونوا واعين وحذرين ويحافظوا على صحتهم وعلى صحة أبنائهم وبناتهم"، مشيرا إلى أن "توقيف التدريس في المدارس لا يعني أن يذهب التلاميذ إلى الشارع والمساحات العمومية والحدائق، بل عليهم البقاء في منازلهم ومواصلة الجهود التربوية حتى تمر هذه الأزمة ونكون مطمئنين وترجع الحياة الطبيعية لكل الناس".للإشارة، فإن المصلحة المخصصة لحجر المشتبه فيهم المصابين بفيروس كورونا (كوفيد 19)، تتوفر على كافة المعدات والأجهزة والظروف التي من شأنها أن تضمن راحة المقيمين بها.

وكان هذا القسم مخصص لأن يكون مصلحة لطب القلب وجراحة الشرايين وفق الشروحات المقدمة للسيد جراد من طرف القائمين عليها، حيث يتوفر على 71 سريرا، موزعين على غرف تتوفر الواحدة منها على سريرين، 15 منها مخصصة للإنعاش، إلى جانب أربع قاعات جراحة ومخبر وقاعة للأشعة.

وتأتي هذه المصلحة التي دخلت حيز الخدمة أمس، للتخفيف عن مصلحة الأمراض المعدية المتواجدة على مستوى مستشفى بوفاريك التي تشهد اكتظاظا. وأشاد رئيس الهيئة التنفيذية في هذا السياق بالمجهودات التي يبذلها الطاقم الطبي للمستشفى، مؤكدا دعم الحكومة والوقوف معه أمام هذا الوضع.

السلطات العمومية تعمل بدون هوادة على محاربة الوباء

وأوضح السيد جراد في تصريح للصحافة أن السلطات العمومية قامت منذ الإعلان عن تسجيل أول إصابة في 17 فبراير الماضي لرعية إيطالية بهذا الفيروس، "من أعلى مستوى، بدءا برئيس الجمهورية إلى الوزير الأول والحكومة والإدارة الصحية، بالعمل بدون هوادة من أجل محاربة هذا الوباء لأنه يشكل خطرا على صحة الإنسان وعلى الأمن القومي للبلدان".

وقال في هذا الشأن: "باعتبار أننا جيران أوروبا التي أصبحت حاليا البؤرة الرئيسية لهذا الوباء ولدينا تبادلات جوية وبحرية معها، اتخذنا قرارا لتخفيض بصفة كبيرة تدفق المسافرين بين أوروبا والجزائر"، مشيرا إلى أن الجزائر ستواصل "متابعة تطور الوضع في أوروبا والعالم عن كثب".

وذكر بالإجراءات المتخذة على المستوى الوطني لاحتواء انتشار الوباء، على غرار قرار إجراء المقابلات الرياضية بدون جمهور لتجنب تجمع المواطنين وتفشي العدوى، لافتا إلى أن "الحكومة، بتوجيهات من رئيس الجمهورية، اتخذت سياسة احتياطية لمنع هذا الوباء من الانتشار عبر الوطن".

ونبه أيضا إلى"أننا أمام أزمة عالمية مست بلادنا" وهذا يستدعي ـ كما قال ـ "وضع المواطن والرأي العام في الصورة، فيما يخص هذا الوباء رغم الحالات القليلة المسجلة في بلادنا". وسجل أن عدة دول متطورة مسها الوباء في أوروبا وآسيا كالصين وحتى الولايات المتحدة، و«كان رد فعلها قوي جدا للتقليص من المصابين ومن الضحايا".

وقال الوزير الأول لدى تفقده مختلف الهياكل والمصالح التي تتوفر عليها المصلحة الجديدة لطب القلب والشرايين بمستشفى فرانس قانون، رفقة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، إنه حان الوقت للاعتماد على قدراتنا الوطنية للنهوض بقطاع الصحة حتى يكون في خدمة المواطن، وأن "الإمكانيات موجودة خاصة البشرية. كما أن الدولة تنفق الملايير من الدولارات لإنجاز مرافق ومستشفيات ومصالح، كما هو الشأن بهذه المصلحة، وبالتالي يبقى علينا استغلالها بطريقة علمية وعقلانية لحماية المواطن، لأن كل شيء هو في خدمة المواطن".

وأردف الوزير الأول "نحن واعون بكل المعطيات ونعمل بدون هوادة ورئيس الجمهورية يؤكد على ذلك يوميا لكي ننهض بقطاع الصحة لأنه أساسي مثلما هو الشأن بقطاع التربية، فهما العمودين الفقريين الصحيحين لإعطاء نفس جديد وقدرات جديدة لبلدنا. (...) نحن نعمل من أجل المواطن الجزائري". وبعدما تحدث عن ضرورة استرجاع الثقة بين الحاكم والمحكوم و«الذي لن يكون إلا من خلال العمل الدؤوب في كل المجالات وخاصة الصحة"، دعا السيد جراد إلى استغلال القدرات الوطنية بطريقة عقلانية من أجل تقليص المصاريف بالعملة الصعبة.

من جهته، أبدى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات استعداده التام لدعم القائمين على مصلحة طب القلب وجراحة الشرايين التي ستدخل حيز الخدمة بعد القضاء على هذا الوباء لاسيما ـ كما قال ـ "و أن تكلفة المريض المحول للخارج من أجل العلاج جد باهضة وعلى اعتبار أن الجزائر تتوفر على الخبرات والمؤهلات البشرية للتخفيض من هذه الفاتورة".

وأوضح أنه بتعليمات رئيس الجمهورية أن وزارته على استعداد تام للعمل على تقليص عدد الجزائريين المرضى المحولين للخارج وتحسين وتعزيز الخدمات الصحية بالجزائر وذلك من خلال استقبال خبراء وأطباء أجانب في مسعى تبادل الخبرات، "وهو ما سيعمل لا محالة على تقليص فاتورة العلاج بالخارج". 

دعوة المشاركين في الحراك إلى توخي الحذر

من جهة أخرى، دعا الوزير الأول المواطنين الذين يخرجون أسبوعيا في إطار الحراك الشعبي إلى توخي الحذر لأن الأمر يتعلق "بصحتهم وحياتهم". وقال الوزير الأول "أريد أن أقول لإخواني وأخواتي في الحراك إننا لسنا هنا نبحث عن الاستعمال السياسي مثلما يقوم به البعض، ولكن أقول لهم عليكم أن تكونوا حذرين لأن الأمر يتعلق بصحتكم وحياتكم"، مناشدا إياهم بـ«توخي الحذر واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة".وأضاف السيد جراد: "بإمكانكم الخروج مثلما تريدون ولكن خذوا احتياطاتكم لعدم المساس بصحتكم وصحة الجيران والأمهات والآباء وتجنب تعريضهم للخطر"، لأن المرض إذا انتشر عبر التراب الوطني ـ يضيف ـ "سندخل في مرحلة أخرى".

ودعا الوزير الأول الجزائريين، إلى التحلي بالوعي الجماعي والوحدة أمام الصعاب والأزمات مثلما "عودونا على ذلك"، مؤكدا  يقول "إننا أمام حرب حقيقية من الناحية البيولوجية والصحية ولهذا يجب علينا أن نتحد ونتفق سويا للحفاظ على صحة الشعب".ونصح الوزير الأول المواطنين بتجنب التجمع في قاعات الحفلات والملاهي وغيرها من الأماكن التي يتوافد عليها المواطنون

وتفادي الركوب في الحافلات المكتظة، مشيرا إلى أن "المواطن لديه وعي بأن حياته في خطر". وسينزل الوزير الأول، صباح اليوم، ضيفا على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية للحديث عن الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومة للوقاية والحد من تفشي وباء كورونا في الجزائر.


الداخلية تدعو المواطنين إلى تجنب أماكن التجمع العامة

دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية كافة المواطنين والمواطنات إلى ضرورة الالتزام المطلق بقواعد السلامة الصحية وتجنب قدر الإمكان أماكن التجمع العامة لتفادي الإصابة بوباء فيروس كورونا حسبما أكده أمس، بيان للوزارة.

وأوضح المصدر أن وزارة الداخلية تدعو كافة المواطنين والمواطنات إلى "ضرورة الالتزام المطلق بهذه القواعد وأن يتجنبوا قدر الإمكان أماكن التجمع العامة من الفضاءات الترفيهية والحدائق العمومية والمرافق التي تشهد توافدا كبيرا من المواطنين وأن يتخلوا مؤقتا على بعض العادات لاسيما الاحتفائية منها والتي من شأنها أن تكون بيئة ملائمة للإصابة بعدوى فيروس كورونا".

وأوضح البيان في هذا السياق أنه "بالرغم من تعبئة مؤسسات الدولة لمواجهة هذا الوباء إلا أن الأمر يتطلب المزيد من الحرص واليقظة من قبل المواطنين والمواطنات والتجنيد باتباع قواعد السلامة الصحية تلافيا لأي إصابة محتملة"، لاسيما وأن هذا الوباء ـ يضيف المصدر - "ضارب في الانتشار عبر بلدان العالم رغم الآليات المرصودة لوقف تفشيه حيث تظل الإجراءات المتخذة في صالح المواطنين حرصا على صحتهم وصحة ذويهم وتفاديا لمسببات هذا الفيروس".

وتندرج هذه الاجراءات الوقائية في إطار "سعي الدولة إلى ضبط الصالح العام للمواطنين والمواطنات وإدراكا لما تتطلبه مسألة الصحة العمومية من وقاية ومكافحة لما يتهددها"، مذكرا في هذا الإطار بأن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أمر توقيا من تفشي الفيروس باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية في إطار نظام اليقظة الصحية التي لقيت استحسانا واسعا لدى المواطنين، وهي الإجراءات المتواصلة وفقا لما تقتضيه الوضعية".

و.ا