مواقع التواصل الاجتماعي

فضاءات حيوية لتعزيز الجانب الوقائي وحشد الدعم

فضاءات حيوية لتعزيز الجانب الوقائي وحشد الدعم
  • 586
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي، تلك البوابة الإعلامية الواسعة على نشر الوعي، وعملت على تحسيس المواطنين في كافة العالم لمحاربة والتصدي لفيروس "كورونا"، أو ما يعرف بـ"كوفيد 19"، الذي اجتاح العالم وأصاب ما يزيد عن 164837 شخصا ووفاة 6470 منهم من مختلف الأجناس، باعتباره وباء لم يحترم الحدود، انطلق في الصين وأعلن حربا على العالم، معتبرا نفسه عدوا غير مرئي، اضطر العالم إلى ضبط إجراءات وقائية للتصدي له.

حسب الإحصائيات المؤكدة، فإن الفيروس اليوم انتشر في 146 دولة، اعتبرته المنظمة العالمية للصحة جائحة تهدد البشرية، ودعت إلى الوقائية منه قدر الإمكان، لمنع انتشاره أكثر، خاصة أنه لم تجد له أي علاج إلى حد الساعة، تلك التعليمات الوقائية وصلت إلى أذان جميع سكان العالم، بفضل القنوات الإعلامية التي تبث كل واحدة بطريقتها، حملات تحسيسية وتوعوية لنشر طرق الوقاية من الفيروس، بدايتها كانت بضرورة تفادي الاحتكاك مع الاشخاص، ثم ضرورة غسل اليدين، بعدها تم نشر وصفة لتصنيع المحلول المائي المعقم، وصولا إلى نصائح وتعليمات أكثر صرامة، كمنع التجمعات وغيرها، ولم تكن تلك الوسيلة الإعلامية "الكلاسيكية" كافية لنشر الوعي، بل كان لمواقع التواصل الاجتماعي هي الأخرى، دور فعال وحيوي في تعزيز الجانب التوعوي للوقاية من هذا الفيروس المجهري.

الدليل على ذلك، تحول صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بوابة إعلامية ضخمة تحارب هذا الوباء، من خلال تجند الجميع، وأصبحت تلك المواقع ومن خلال روادها، تنشر وتشارك فيديوهات وصورا تحمل نصائح من أجل التصدي للفيروس.

استغل العديدون، لاسيما المختصون من ربوع العالم، في دول مصابة أو غيرها، تلك المواقع لبعث رسائل توعوية، تهدف إلى حث المواطنين على التحلي بروح المسؤولية في سبيل القضاء على الوباء، من خلال كل ما يتعلق بالجانب الوقائي، الذي لا زال إلى حد الساعة الوسيلة الوحيدة للتصدي للوباء القاتل، في انتظار إيجاد العلاج الفعال، وقد كنا شاهدين على تلك الفيديوهات التي شاركها أطباء ومختصون من قلب الحدث، بعضهم كان لهم احتكاك مباشر مع المصابين، من خلال عرض تجاربهم مع الوباء، بالتالي يدركون تماما سبل الوقاية الفعالة وأحيانا سبل محاربته، الأمر الذي جعلهم يستغلون تلك المواقع التي تعتبر "قناة إعلامية موحدة" أي تصل إلى العالم أجمع.

لازال الفيديو المؤثر لأطباء من مستشفى إيطالي استغاثوا العالم لمساعدتهم، بعد أن تغلب المرض على آلاف الحالات، وعجزت المنظومة الصحية لديهم عن التصدي للوباء وحصره، متداولا، مما جعل مواقع التواصل الاجتماعي جسرا لطلب المساعدة، حيث لبت الصين النداء بإرسال طائرة بطاقم طبي يحوي 30 مختصا خاضوا نفس التجربة في دولتهم، مما يدل على الدور الذي تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي في إيصال المعلومة في ظرف زمني قصير، وبصفة آنية غير مرتبطة ببث أو غير ذلك.

في الجزائر، الحديث على نفس القياس، فالوباء اجتاز قبل فترة قصيرة بعض الولايات من الوطن، الأمر الذي أثار الرعب وسط سكانها، واستغل العديدون مواقعهم الاجتماعية للبقاء على تواصل مع العالم، والاستفادة من تجربته للوقاية والحماية من الفيروس القاتل، وقد ظهرت العديد من المجموعات والصفحات الجزائرية تحت عناوين كلها تصب في موضوع واحد؛ التصدي للكورونا، معرفة كل ما يتعلق بـ«كوفيد 19"، "احمي نفسك من الفيروس" وغيرها من العناوين باللغات الثلاث؛ عربية، فرنسية وأمازيغية، من أجل تحسيس أكبر شريحة ممكن من المجتمع وتوعيتها بطرق الوقاية وإبقائها على علم بكل ما يحدث في العالم.

في نفس الصدد، حول بعض المؤثرين، "اليوتيبر" وغيرهم، اهتمامهم في هذه الآونة نحو هذا الانشغال العالمي، وأصبح هدفهم الأساسي؛ التوعية والتحسيس، كعامل مشترك هدفه القضاء على الفيروس تماما، من خلال فيديوهات نشرها العديدون بطريقتهم، بعضها فكاهية وأخرى أكثر جدية، لحث المواطنين على البقاء في بيوتهم، على غرار الجزائري المقيم في بلجيكا "عبديل"، الذي يحاول يوميا مشاركة صور تحمل وصفات سواء لتقوية المناعة أو غيرها من النصائح الوقائية.