تنامي الوعي بخطورة الوضع وضرورة الوقاية من وباء "كورونا"
الجزائريون يلزمون بيوتهم وتجار يلجؤون للتكنولوجيا
- 444
بدخول الجزائر المرحلة الثالثة من تفشي وباء "كورونا" وتشديد السلطات العمومية على ضرورة اتباع إرشادات الوقاية من انتشار الوباء وفي مقدمتها ضرورة التزام البيوت، بدأت درجة الوعي لدى المواطنين ترتفع تدريجيا ومعها إدراكهم بخطورة الوضع وجديته، وأهمية التعامل بصرامة مع مخاطر انتقال العدوى وإمكانية الإصابة بالفيروس لحماية أنفسهم وذويهم من هذا الفيروس الذي حصد العديد من الأرواح عبر العالم.
ففي اليوم الثاني من بدء سريان إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية التي اتخذها رئيس الجمهورية، لمواجهة انتشار الوباء، قلت الحركة عبر غالبية الشوارع والأحياء بالمدن الكبرى على غرار الجزائر العاصمة، التي شهدت أمس، تراجعا في تنقل الأشخاص مع توقف تام للنقل العمومي من جهة، بدأ تطبيق المؤسسات القرار المتعلق بتسريح نسبة 50 بالمائة من العمال من جهة أخرى. غير أنه ما بدى جليا هو استمرار تنقل الأشخاص بسياراتهم الخاصة، ما يحتاج إلى وضع تدابير تنظيمية جديدة تتماشى وهذه الوضعية الحرجة التي تعيشها البلاد والعالم أجمع.
في المقابل حرص العديد أصحاب المحلات المرخص لها بالفتح على غرار متاجر المواد الغذائية والمخابز على احترام تدابير الوقاية على غرار ارتداء القفزات وتعقيم آلات دفع الأموال ومطالبة الزبائن باحترام مسافة متر على الأقل فيما بينهم. وهو ما لوحظ عبر الطوابير التي تشكلت أمام بعض مراكز البريد بالتزامن مع شروع المتقاعدين وعمال المؤسسات العمومية في صرف رواتبهم.
ولتفادي الخروج من المنازل لجأ بعض أصحاب المحلات إلى التكنولوجيا عبر إطلاق تطبيقات عبر الهواتف المحمولة ووضع أرقام لتلقي طلبيات زبائنها وإيصالها إلى المنازل.
كما عرفت العديد من الأحياء مبادرات توعوية وتحسيسية أطلقها الشباب وبعض جمعيات المجتمع المدني، شملت بالدرجة الأولى إطلاق دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "ريح في داركم" لحث الناس على البقاء في منازلهم، وأيضا مبادرات لتعقيم وتنظيف الأحياء وأخرى لخياطة الكمامات التي تعتبر من بين أهم وسائل الوقاية.
وتجلت درجة الوعي بنسبة أكبر لدى العائلات التي لديها أطفال أو مسنّين ومن يعاني أحد أفرادها من أمراض مزمنة، باعتبارها الفئات الأكثر تعرضا لخطر الفيروس، فسارعت من تلقاء نفسها إلى تطبيق العزل المنزلي الذاتي، حيث لا يخرج أفرادها إلا للضرورة.
في ظل هذه الوضعية الوقائية الضرورية، يواصل الجزائريون متابعة تطورات الوضع الذي افرزه تفشي فيروس "كورونا" عبر الوطن، وكذا في مختلف دول العالم، بالمتابعة المستمرة لما ينشر عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، التي كثفت من حملات التحسيس والتوعية وتوجيه نداءات ونصائح حول كيفية الوقاية وتجنب قدر المستطاع انتقال العدوى.