نواب يستحسنون المساهمات المالية لرئيس الجمهورية وإطارات الدولة
خطوة تضامنية تعزز ثقة الشعب في مؤسساته
- 633
استحسن نواب من تشكيلات سياسية مختلفة، إقدام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وكذا الوزير الأول وأعضاء حكومته وإطارا ت الجيش الوطني الشعبي وولاة الجمهورية، فضلا عن الرئيس الاسبق للجمهورية، السيد اليمين زروال، ورئيس الدولة السابق، عبد القادر بن صالح، على التبرع برواتبهم الشهرية ومعاش التقاعد للخزينة العمومية، كإجراء تضامني وطني، في ظل الأزمة التي سببها وباء كورونا، معتبرين هذه الخطوة "السابقة في تاريخ الجزائر الجديدة"، تحمل رمزية كبيرة اتجاه الشعب ومن شأنها ترميم جسر الثقة بين المواطن والدولة.
كما اعتبر عدد من النواب ممن تحدثتم إليهم "المساء" أن هذه المبادرة تجعل من المسؤولين السامين في الدولة الحاليين والسابقين قدوة للمواطنين، في الإقدام على العمل التضامني في ظل الظرف الاقتصادي والاجتماعي الذي سببه وباء كورونا، مقدرين بأن هذه الالتفاتة الطيبة تعكس حرص أعضاء الجهاز التنفيذي على تلبية احتياجات الوطن والمواطن في الظروف الصعبة، وتعبر عن تلاحمهم التام مع الشعب الذين هم منه.
في هذا الإطار، وصف النائب الحر الهواري تيغريسي المبادرة التي أقدم عليها أعضاء الجهاز التنفيذي، فضلا عن إطارات الجيش، بالإيجابية والرامية إلى مساعدة الشعب، داعيا بالمناسبة إلى العمل في سياق متصل على رفع بعض العراقيل أمام رجال الأعمال من خلال تبسيط إجراءات الاستيراد لتمكينهم من جلب المساعدات الصحية وتقديمها للمستشفيات الجزائرية، وبالتالي توسيع العملية التضامنية الوطنية.
وأشار إلى أن حملة التبرع التي بادر بها أعضاء الحكومة والولاة هي تكملة للمساهمة المالية التي قدمها نواب الشعب الاسبوع الفارط، موضحا أن "المساهمة المالية للنواب والوزراء وإطارات الدولة والمنتخبين رغم قيمتها الرمزية، إلا أنها تعبر عن استرجاع الثقة بين المواطن والمؤسسات وهو أهم شيء في هذه اللحظة الحاسمة".
أما النائب الحر قادة قوادري فأكد لـ"المساء"، بأن مبادرة التبرع ترتكز على العقد الاجتماعي الذي هو معادلة ارتباط بين الحاكم والمحكوم، "حيث يضحي الحاكم بموجبها بجزء من حريته مقابل العيش بأمان وحرية ضمن القانون المتفق عليه في المعادلة، وبهذا يكون طرفي المعادلة مستقران، في جو من الثقة قوامة الشرعية الديمقراطية كنمط للحكم". وواصل النائب حديثه، بالإشارة إلى أن هذه المبادرة "تنبثق من تصور واحد وهو أننا جميعا في مركب واحد"، قبل أن يضيف بأن "معادن الرجال تكتشف في الأزمات.. وبالتالي بالتالي سوف يكون لهذه المبادرة انعكاس إيجابي في تكريس الثقة التي تقلصت رقعتها في العقود الأخيرة، تسمح بالدخول للمرحلة القادمة برؤية تختلف عن الأنماط السابقة في الحكم".
من جانبها، أشادت النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني لولاية سوق اهراس، سمية خليفي، بتبرع المسؤولين سامين في الدولة وفي مقدمتهم الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس الأسبق اليمين زروال بمساهمة مالية، كعربون تضامن في ظل الازمة التي تمر بها البلاد.
وأوضحت الدكتورة سمية خليفي، التي تعمل حاليا كطبيبة متطوعة بولايتها لدعم جهود مواجهة كورونا، أن "التبرع ينطوي على رمزية عالية، إذ يعد مبعثا لتشجيع التكافل والتضامن الاجتماعي في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد ويرسخ ثقافة جديدة قوامها التعاون بين جميع فعاليات المجتمع من أجل مواجهة التحديات ورفع المعنويات وتشجيع من هم في الصفوف الأولى واحتكاك يومي مع الخطر وفي مقدمتهم الاسلاك الطبية والامنية واعوان النظافة"، مؤكدة بأن التضامن يجعل الجزائر تلتحق بركب الدول المتلاحمة مع شعوبها "وهو العامل الذي تعزز خلال هذه الازمة وتجلت مظاهره في الأعمال التضامنية"، قبل ان تخلص إلى القول أنه "مهما اشتدت الأزمات والمحن فان التكافل والتلاحم بين الشعب ومؤسسات دولته هو أول علاج لتخطي الصعاب وهزمها".
وكان رئيس منتدى الوسطية أبو جرة السلطاني، قد أطلق من جهته، دعوة إلى الاطارات السامية الحالية والسابقة من أجل التبرع بشهر من مرتباتها لإعانة المواطنين المحتاجين، لاسيما وأن الشهر الفضيل على الأبواب، مبرزا أهمية هذه الالتفاتة التضامنية في ظل الأثار الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة التي سببها الوباء، والتي جعلت العديد من اصحاب المهن الحرة اليومية والموسمية، بدون دخل، فيما زاد الحجر الصحي من عزلة بعض الأسر الفقيرة وتلك التي تتواجد بمناطق الظل بالجزائر العميقة.
وتبقى قيم التضامن تشكل أحسن الخصال الاجتماعية التي تعزز التحام الشعب ببعضه البعض وتقوي لحمته وروابطه من أجل تجاوز هذا الامتحان العسير التي تسببت فيه الجائحة.