العراقي محمد حسين حبيب ضيف "منتدى المسرح"
استثمار الرقمنة في المسرح المعاصر واقع لا محالة
- 950
تحدث الناقد والأكاديمي العراقي الدكتور محمد حسين حبيب في اللقاء اليومي، على المنصة الافتراضية منتدى المسرح الوطني الجزائري، حول موضوع "جماليات التقنيات الرقمية في المسرح العربي المعاصر"، ورافع عن الاستثمار في جماليات الرقمنة لصالح المسرح، موضحا أهم التأثيرات التي طرأت على المسرح العربي المعاصر بهذا الاستثمار التقني، منبها إلى الصياغات الإخراجية ضمن توجه التجريب في العرض الحالي.
في هذا الشأن، قال محمد حسين حبيب، إنه منذ عام 2005 أطلق مشروعا عربيا أسماه المسرح الرقمي، وهي مقالة موجزة نشرها حينها تحت عنوان "نظرية المسرح الرقمي"، بدأها بجملة المسرح الرقمي قادم، مفترضا بأن استثمار الانفجار الإلكتروني الرقمي واقع لا محال، بعد اطلاعه على عدة استثمارات رقمية مجاورة للفنون والعلوم ومجالات حياتية كثيرة، هيمنت عليها استثمار الرقمية كثيرا، لدرجة أنها اليوم ثقافة عامة عالميا وعربيا.
فضلا عن ذلك، إطلاقه حينها على مجالات أدبية استثمرت فيها الرقمية بامتياز، ونجحت، مثل القصيدة الرقمية والرواية الرقمية والنقد الرقمي، والحال نفسه مع الرسم واللوحة التشكيلية والسينما وغيرها.
اكتشف لاحقا، بحكم متابعته لمشروعه أن هذا الاستثمار الرقمي موجود بالفعل عالميا في كافة هذه التخصصات، لاسيما (المسرح)، إذ بدأ مع تسعينات القرن الماضي وربما قبلها بتجارب بدائية بسيطة، بلورت الاستثمار المتكامل للتقنيات الرقمية الذي من شأنه أن يؤطر الصورة المسرحية ويزخرفها جماليا، سعيا منه إلى تنوير الفعل الدرامي وشكله السينوغرافي، ليس لمجرد التكثيف الصورة الذي يخدش الدراما، وينشط البصريات على حساب الرؤية الإخراجية والبنية الدرامية لشكل العرض المسرحي، وفلسفة خطابه الجمالي والفكري.
في هذا الصدد، أكد الباحث أن المسرح العربي المعاصر تأثر كثيرا بهذا الاستثمار التقني الرقمي في عروضه المعاصرة، بحثا عن شكل تجريبي جديد ومغاير لرسم صياغات إخراجية، من شأنها أن تزلزل كيان العرض المسرحي الجديد، وتساير الانفجار التقني المعلوماتي المنضوي تحت خطاب الثورة الرقمية المعاصرة في العالم.
يعد الدكتور محمد حسين حبيب، أكاديميا، ناقدا، مؤلفا ومخرجا مسرحيا من مواليد مدينة الحلة بالعراق، حاصل على شهادة دكتوراه فنون مسرحية، تخصص فلسفة الإخراج المسرحي من جامعة بابل 2004، حاليا أستاذ الإخراج والنقد المسرحي في كلية الفنون الجميلة بنفس الجامعة، وله عدة نصوص مسرحية تأليفا وإخراجا، منها "آلام السيد معروف" (2005)، وإخراجا "قميص رجل سعيد" (2004)، حيث في محصلته الإخراجية للمسرح العراقي (25) مسرحية شاركت في عدة مهرجانات عراقية وعربية، كما عمل ممثلا في أكثر من (40) مسرحية عراقية، بجانب إسهامات تلفزيونية وإذاعية، ومارس الإخراج والتمثيل الإذاعي.
له العديد من المشاركات كمحاضر ومحكما في ملتقيات علمية ومناسبات فنية عبر دول العالم، وحاز على أفضل ناقد مسرحي عراقي لعام 2012 في استفتاء مؤسسة عيون للثقافة والإعلام العراقية.