بسبب التدابير الوقائية

مدمنو القهوة يحرمون من المقاهي

مدمنو القهوة يحرمون من المقاهي
  • 2954
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

ألزم الحجر الصحي الذي فرض على المواطنين بالبقاء في مساكنهم، وعلى التجار بغلق محلاتهم التجارية، والتأقلم مع الأوضاع الجديدة، ومن ثمة تغيير العديد من السلوكات التي كان يتطبع بها جل المواطنين، خاصة المدمنون على ارتشاف القهوة والشاي المنعنع في المقاهي لنكهتهما المتميزة ورائحتهما الخاصة، التي تختلف كلية عن تلك التي تحضر في المنازل.

رغم أن بعض المواطنين الذي تحدثت معهم "المساء"، أكدوا اقتناء آلات تحضير القهوة، إلا أن تلك التي تباع بالمقاهي تبقى ذات نكهة خاصة وفريدة من نوعها، دون الحديث عن القعدات وراء أكواب من الشاي والقهوة ومختلف العصائر والمشروبات الغازية التي تبقى هي الأخرى مميزة ومتميزة في آن واحد.

اعترف السيد "فوزي.ب" (39 سنة موظف بالبلدية) خلال دردشة جمعتنا به، بأن وباء كورونا (كوفيد 19) حرمه من نكهة ارتشاف قهوة الصباح بمقهى الحي الذي اعتاد عليه منذ سنوات، قبل الذهاب إلى العمل، مضيفا أن إدمانه عليها قد جعله يشعر بالتوتر والنرفزة مع بعض الصداع، خصوصا لما يرجع إلى مسكنه، أما السيد "فاتح/م.ط" (48 سنة عامل بشركة وطنية)، فقد أكد أنه اشتاق فعلا لارتشاف كوب قهوة مع الأصدقاء في إحدى المقاهي المعتادة، مضيفا أنه رغم قيامه باصطحاب قهوة تقوم زوجته بتحضيرها له في البيت، إلا أنها ومن حيث المذاق، لا يمكنها أن تكون كتلك التي تحضر في المقهى.

من جهته، أقر السيد "فارس.م" (50 سنة إطار في قطاع التربية)، بأن الوضع الراهن الذي فرضه فيروس "كورونا"، وحالة الغلق التي طالت العديد من الأنشطة التجارية، كالمقاهي وقاعات الشاي، جعلته يكتشف بأنه من كبار المدمنين على القهوة التي تحضر في المقاهي، والتي كان يرتشف في اليوم بين كوبين إلى 4 أكواب عند الذروة، وتحت ضغط العمل، مشيرا إلى أنه مهما قيل عن المقاهي بأنها دخاخيش الفقر، كما جاءت على لسان ابن باديس، إلا أنه يرى بأنها المكان المفضل الذي من خلاله يسترجع الموظف هدوءه بعد تناوله كوبا من القهوة ذات نكهة متميزة أو كوب شاي، أما السيدة "وردة. ت" (28 سنة)، فقد أكدت لـ "المساء"، أنها من المدمنات على القهوة التي تحضر في المقاهي، والدليل كما قالت، إنها كل صباح تطلب من حاجب المؤسسة التي تعمل فيها أن يجلب لها كوبا من إحدى المقاهي المجاورة لمقر عملها، مضيفة بأنها اكتشفت نكهتها لأول مرة وصدفة عن طريق زميلتها التي كانت دائما تحضر معها كوبا من نفس المقهى.

تأسف العديد من المواطنين الذين تحدثت "المساء" معهم، عن الوضع الاستثنائي الناجم عن وباء فيروس "كورونا" الذي غير العديد من السلوكات الاجتماعية، التي دأب عليها السكيكديون منذ أزمنة، باتخاذهم للمقاهي كأماكن للالتقاء وتبادل الآراء والأفكار، وإجراء عقود البيع والشراء، وإصلاح بين المتخاصمين، كما كانت تتميز بعض مقاهي سكيكدة، كمقهى بلوكيل المتواجد بحي السويقة بوسط المدينة كونها المكان الذي تقام فيها الفاتحة وذلك منذ أزمنة طويلة، وهذا بغض النظر عن الدور الذي تلعبه في المواسم والأعياد، ليبقى في كل هذ المقهى بمميزاته إحدى ضحايا فيروس "كورونا".