"السينماتيك" يكرم الراحل بوقرموح
وقفة مع عاشق الفن السابع
- 1278
يكرم "سينماتيك" الجزائر، الراحل عبد الرحمن بوقرموح، من خلال عرض بعض حواراته ولقاءاته المصورة، خاصة منها التي يثمن فيها تاريخ ودور "السينماتيك" على قناة متحف السينما على "اليوتيوب"، واختار المتحف عنوان "بوقرموح يكرم السينماتيك"، لأن الراحل كان ممتنا لهذه المؤسسة السينمائية التي رافقت الفن السابع في الجزائر والتقت فيها أهل هذا الفن من شتى دول العالم.
ولد عبد الرحمان بوقرموح عام 1936، وواصل دراسته الثانوية في سطيف، بعد أن قضى عام 1960 في معهد الدراسات العليا في السينما بالعاصمة باريس، أنتج عروضا متنوعة في الإذاعة الفرنسية، قبل أن يعود إلى الجزائر عام 1963.
مؤلف لأربعة أفلام روائية للتلفزيون والسينما، اشتهر عبد الرحمن بوقرموح بمنطقة "الهضبة المنسية"، وهو أول فيلم روائي جزائري باللغة الأمازيغية، مقتبس من رواية مولود معمري، وأودع في عام 1968 في نسخته الأمازيغية، بقي الفيلم حتى مطلع عام 1990، ليتم ترخيصه وإنتاجه بمساهمة مالية من الدولة، وبلجنة قراءة جديدة.
ارتبط بوقرموح بعدة أفلام أخرى، ففي عام 1967، لوحظت خطواته الأولى في صنف الخيال مع فيلم قصير، ركز فيه على المناظر الطبيعية في منطقة القبائل والعالم الريفي، يحكي رحلة شخص يعود إلى منطقته ويستمتع بالطيور المغردة في طبيعة خلابة، وكذا فيلم "ألعاب الطفولة في حرب التحرير"، وهو جزء من الفيلم الجماعي "الجحيم في سن العاشرة"، وغيرها من الأفلام، لتأتي أيضا رائعته "كحلة وبيضة" التي أصبحت تراثا سطايفيا بامتياز، مع أحمد بن عيسى، سيد أحمد أقومي، قاسي قسنطيني وشافية بودراع.
كما قدم روائع أخرى منها "الهضبة المنسية"، و"صرخة الحجارة" مع حمود الإبراهيمي، وصونيا، وكيكي أويحيى، ومحمد بن حمادي، وطه العامري، بمشاركة كلثوم، وأيضا "طيور الصيف" مع بوعلام رايس، عبد المالك بوقرموح، وأحمد بن عيسى، ورغم المرض الذي قلل من عمله لأكثر من عشر سنوات، كان عبد الرحمن بوقرموح حريصا على مواصلة الإبداع والعمل.
ترك الراحل وراءه أعمالا تعكس دوره الكبير في ترقية السينما عموما، والفيلم الأمازيغي على الوجه الخصوص، حيث فقدت السينما الأمازيغية أحد أبرز مناضليها، كما عايش السنوات الذهبية للفن السابع، وشارك كبار المخرجين في أعمالهم الرائدة، على غرار "وقائع سنوات الجمر" للخضر حمينة كمخرج مساعد، وتبقى أعماله بمثابة أعمال مرجعية تستند إليها الأجيال القادمة، خاصة أن الفقيد يعد أحد مؤطري الجيل الجديد من السينمائيين.
توفي المخرج عبد الرحمن بوقرموح بمستشفى بئر طرارية، إثر مرض عضال عن عمر ناهز 77 سنة، علما أنه ولد سنة 1936، وبدأ مشواره الفني كمساعد مخرج، ثم انطلق من أوسع الأبواب نحو الشهرة والأعمال التي بقيت علامة مسجلة في تاريخ السينما الجزائرية، وسيكتشف الجمهور مدى تعلق هذا المخرج والمثقف والمناضل بالسينماتيك والأعمال الجزائرية الهادفة التي تصنع الفرق وتحط من كل رداءة.