سلطات قسنطينة مدعوة للتدخل
توافد كبير للعائلات على الغابات والمساحات الخضراء
- 1461
تشهد مختلف الغابات والمساحات الخضراء بولاية قسنطينة خلال الأيام الأخيرة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، توافدا كبيرا للعائلات، التي فضلت عدم الالتزام بالحجر الصحي، والخروج في جولات استجمامية؛ بحثا عن النزهة وتغيير الأجواء، متناسية تماما الإجراءات الصحية والوقائية للحد من انتشار فيروس كوفيد 19، الذي سجل قفزة نوعية بعاصمة الشرق من حيث عدد الإصابات بعدما تم الكشف عن 15 إصابة دفعة واحدة عشية الجمعة، وهو الرقم الذي لم يسجل منذ بداية الوباء؛ إذ كانت الولاية تسجل ما بين إصابة وأربع إصابات على أقصى تقدير.
شهدت منطقة البعراوية التابعة لبلدية الخروب، عشية الجمعة، حسبما وقفت عليه "المساء"، إقبالا هائلا من طرف العائلات، التي قررت الخروج إلى الطبيعة رغم تحذيرات الجهات المختصة بضرورة البقاء في المنزل لتجنب انتشار الوباء؛ حيث عرف الطريق الرابط بين المدينة الجديدة علي منجلي وبلدية الخروب، توافدا كبيرا للسيارات التي رُكنت إلى جنب الطريق، ووصلت إلى أكثر من 150 سيارة، بينما خرجت العائلات للجلوس داخل المساحات الخضراء على حافتي الطريق، ضاربة عرض الحائط شعار "اِحم نفسك وابقَ في دارك".
كما عرفت غابة البعراوية بقسنطينة التي كان يقصدها الرياضيون لإجراء التمارين الرياضية والجري، وحتى الفرقُ الرياضية المحترفة من أجل إجراء تمارين اللياقة البدنية في شكل مولودية وشباب قسنطينة وجمعية الخروب، عرفت توافدا كبيرا من العائلات؛ إذ غصت المنطقة بالسيارات التي أحاطت بالغابة في شكل حلقة. وشهدت حظيرة الغابة اكتظاظا كبيرا للمركبات، التي فضّل أصحابها التنزه داخل الغابة بين الأشجار.
التوافد الكبير للعائلات عشية الجمعة، خلق اكتظاظا ملحوظا في حركة المرور بنقطة الدوران المؤدية إلى منطقة صالح دراجي بالطريق الرابط بين المقاطعة الإدارية علي منجلي وبلدية الخروب، حيث اصطفت السيارات على حافتي الطريق سواء بالنسبة للعائلات التي خرجت في النزهة وقصدت المساحات الخضراء، أو بالنسبة للأشخاص الذين اغتنموا وجود مركبات بيع الخضر والفواكه المتنقلة بهذه المنطقة، وركنوا سياراتهم من أجل اقتناء السلع المعروضة، بعدما تحولت المنطقة إلى سوق فوضوية تضم عشرات الباعة المتجولين.
العائلات التي باتت تخاطر بصحتها وخرجت إلى الطبيعة بدون مبالاة بالوضع الراهن الذي تعيشه البلاد وبدون الاكتراث للنداءات والحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الأطراف مند ظهور الوباء بالجزائر، أصبحت تشكل مشهدا مقلقا يدعو إلى التدخل السريع، خاصة أن الأمر يتعلق بالصحة العامة؛ حيث شكّل وجود أشخاص مسنين يتجولون وحتى أطفال صغار يلعبون بكل حرية في هذه المساحات الخضراء وشباب يجتمعون ويتبادلون الحديث بدون احترام مسافة الأمان أو يقومون بغسل السيارات وحتى منهم من يدخن "الشيشة"، شكّل هذا مشهدا لا ينبئ بالخير، وضربا بكل الإجراءات الوقائية المتخذة من طرف السلطات المحلية لمجابهة هذه الجائحة وكبح انتشار هذا الداء.
وغير بعيد عن منطقة البعراوية وفي ظل وجود عدد كبير من أرباب العائلات في عطلة مدفوعة الأجر، لم تخل المساحات الخضراء الأخرى من هذه المشاهد الصادمة في عز فترة الوباء، وخرجت العائلات في العديد من المناطق على غرار غابة جبل الوحش وغابة المريج والطريق الرابط بين المريج وبلدية ابن باديس، وكذا طريق بلدية عين السمارة، حيث باتت نفس المشاهد تتكرر، أبطالها عائلات رفضت الوضع القائم، وقررت التمرد على الحجر الصحي، من خلال قصد هذه المساحات الخضراء والغابات للترويح عن النفس وتناسي قليلا أرقام فيروس كورونا بدون التنبه إلى خطوة هذه التصرفات، التي وضعت دولا عظمى في موقف لا تُحسد عليه.
وفي ظل هذه التصرفات وجب على السلطات المحلية بعاصمة الشرق الجزائري وعلى رأسها خلية الأزمة، التحرك في الوقت المناسب قبل فوات الأوان، وتحريك كل الوسائل بما فيها تسخير القوة العمومية من شرطة ودرك، لمنع هذه التجمعات، خاصة في الوقت الراهن الذي تعرفه البلاد، والمنعرج الخطير التي تشهده الجزائر في محاربة جائحة كوفيد 19، والذي استدعى إغلاق أماكن العبادة والعديد من المصانع؛ حيث بات على كل فرد تحمل مسؤوليته وعدم التصرف بطيش؛ لأن القضية قضية وعي جماعي، ومحاربة هذا الفيروس لن تكون إلا بتجند الجميع، والانضباط بالحجر الصحي، الذي يبقى أقوى سلاح في مواجهة الفيروس.
خلية الأزمة بالمجلس الولائي: المطالبة بوضع برنامج مداومة للأطباء الخواص
طالبت لجنة الأزمة على مستوى المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، القائمين على المديرية الولائية للصحة، بإعلام المواطنين بالمداومات اليومية للأطباء الخواص ومخابر التحاليل الطبية، حتى يتمكن المرضى ولا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، من حقهم الطبيعي في العلاج.
وخلال الاجتماع الذي عقدته خلية الأزمة نهاية الأسبوع الفارط مع لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي بحضور مدير الصحة والمدير العام للمركز الاستشفائي الحكيم ابن باديس ورئيس مصلحة الأمراض المعدية التي تضم جناح المصابين بفيروس كورونا، تم تثمين المجهودات التي يبذلها المجلس الشعبي الولائي في هذه الظروف الوبائية الصعبة، التي لم تثنه عن التحرك الميداني اليومي، ووقوفه بجانب كل أسلاك الصحة العمومية، وقيامه بتحويلات مالية لدعم هذا القطاع.
وألحت خلية الأزمة بالمجلس الشعبي الولائي، على ضرورة ترتيب البيت الداخلي للمستشفى الجامعي في إطار تشاوري؛ من أجل أداء مهامه بفعالية واقتدار، مع التركيز على ضرورة تدخل المجلس الشعبي الولائي لمراجعة مخطط النقل، ومراعاة توقيت الأطباء المداومين والأطقم شبه الطبية لمعالجة التذبذب الحاصل في نقل المستخدمين.
وثمنت خلية الأزمة بالمجلس الشعبي الولائي، عملية تخصيص جناح خاص للمصابين والمشتبه فيهم بكورونا، داخل المركز الاستشفائي الجامعي "الحكيم ابن باديس"، واتخاذ جميع تدابير الوقاية التي كانت من التوصيات الأولى للمجلس قبل انتشار الوباء؛ فرغم أنها جاءت متأخرة، حسبها، إلا أنها كانت فعالة.
وأكدت خلية الأزمة بالمجلس الشعبي الولائي أنها تداوم يوميا على متابعة تطورات الأوضاع الصحية والاجتماعية عن كثب بمختلف مناطق عاصمة الشرق، مضيفة أنها لن تدّخر أي جهد في تقديم يد العون؛ خدمة للصالح العام.
ميلاد تنسيقية ولائية لمجابهة وباء كورونا: مساعدة العائلات المعوزّة والمحجورة وإغاثة المتضررين
أعلن عدد من الجمعيات بولاية قسنطينة، بحر الأسبوع الفارط، عن ميلاد هيكل جديد من شأنه دعم عمل المجتمع المدني وتوحيد جهوده من أجل مجابهة جائحة كوفيد 19، جاء تحت تسمية "التنسيقية الولائية للتضامن وإغاثة المتضررين من وباء كورونا"، وهي مشكّلة من جمعيات شبابية ونسائية أو مختلطة، وجمعيات حقوقية وأخرى رياضية وثقافية وحتى سياحية، ومنظمات وطنية.
حسب المنضوين تحت لواء هذه التنسيقية التي ضمت في بادئ الأمر 31 جمعية مختلفة، والعدد مرشح للارتفاع لفتح المجال أمام كل جمعيات المجتمع المدني للمساهمة في العمل الخيري، فإن كل الجهود ستكون في خدمة المتضررين من وباء كورونا وكل العاملين لمواجهة هذه الجائحة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الفضيل.
التنسيقية التي تقترح أن تكون وسيطا بين المواطن والسلطات، تسعى لتقديم إعانات، وإيصال المؤونة إلى البيوت للعائلات الفقيرة والمتضررة أو حتى التي تحت الحجر ولا تستطيع تلبية حاجياتها خاصة في مجال المواد الغذائية ومواد النظافة والتعقيم. كما وضعت نصب عينيها مخطط عمل لمساعدة المرضى وتقديم بعض الخدمات الاستطبابية والطبية في البيوت، مع اقتراح تقديم وجبات للطواقم الطبية للرفع من معنويات العاملين بها، والقيام بعمليات تعقيم في المستشفيات والأحياء السكنية لمنع تفشي الفيروس.
وسطرت التنسيقية التي تعكف على إنشاء خلية إصغاء، برنامجا للوقوف مع مرضى المستشفيات خاصة القادمين من خارج الولاية، والقيام بعمليات التبرع بالدم لمساعدة مركز نقل الدم في ظل شح التبرع بعد قرار الحجر الصحي، بدون إغفال إعانة الأشخاص بدون مأوى، ووضع كل أفرادها تحت طلب السلطات في كل ما يخدم المواطن ويُنقص من آثار الوباء.
ووفقا لأول بيان أصدرته التنسيقية نهاية الأسبوع، فقد تم تحديد الأهداف المسطرة، والتي تصب في المساهمة الفعالة في تخفيف التأثيرات الاجتماعية والصحية والنفسية على الأفراد بالشراكة مع المؤسسات الرسمية والتواصل مع السلطات المحلية، للدعم والمساعدة في حدود الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة، مع تأطير وتنسيق الجهود والإمكانيات وتنظيم العمل التضامني لمختلف الجمعيات.
ودعت التنسيقية في بيانها، إلى إشراك كل قوى المجتمع المدني لمواجهة هذه الجائحة على المستوى الولائي؛ حيث وجهت دعوة لكل الجمعيات الولائية من أجل الالتحاق بهذه المبادرة قصد توحيد الجهود، والعمل على مجابهة هذا الوباء بشكل جماعي.
راديوتون يجمع أكثر من 1600 قفة: جسور التضامن تعكس التلاحم بين أفراد المجتمع
أفضت العملية التضامنية التي أطلقتها إذاعة الجزائر من قسنطينة، إلى جمع ما يناهز 1600 قفة، تضم مختلف المواد الغذائية، سيتم توزيعها على العائلات المعوزة خلال الأيام القليلة المقبلة قبل حلول شهر رمضان، بالتنسيق مع لجان مختصة، منصّبة على مستوى البلديات والأحياء، تم تكليفها بهذه العملية من طرف والي قسنطينة، الذي يترأس لجنة التضامن الولائية.
حسب السيدة سامية قواح مديرة النشاط الاجتماعي، فإن هذه العملية التضامنية تعكس مدى تلاحم الأسر القسنطينية فيما بينها، مؤكدة أن المساعدات كانت معتبرة، وجاءت حتى من أسر بسيطة ومتقاعدين، أبوا إلا المساهمة في العمل الخيري، مضيفة أن هناك من الأشخاص الذين أبدوا استعدادهم للمساهمة في العمل التضامني بالجهد البدني؛ سواء من خلال المساعدة على جمع الإعانات، أو بخياطة كمامات وألبسة واقية.
وكشفت السيدة قواح عن أن مبادرة راديوتون التي أطلقتها إذاعة قسنطينة بالتنسيق مع السلطات الولائية، مكنت من جمع حوالي 700 قفة، كإعانات فردية قدمها أشخاص وعائلات، في حين ساهم عدد من التجار والرجال الأعمال في تجهيز عدد من القفف، ليصل العدد الإجمالي في حصيلة أولية إلى حوالي 1650 قفة، تم جمعها بمركز التكوين المهني بحي بوالصوف، وسيتم توزيعها قريبا وفق الإجراءات المعمول بها على المستوى الوطني ووفقا لتعليمات الوزير الأول.
ومن جهته، أكد مدير إذاعة قسنطينة السيد مراد بوكرزازة، أن الإذاعة كانت في هذه العملية التي جاءت تحت شعار "جسور التضامن والمحبة"، كهمزة وصل بين الخيريين والعائلات التي تعيش ظروفا صعبة في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد، نتيجة انتشار فيروس كورونا، وما رافقه من إجراءات حجر صحي، أثرت على نشاط العديد من المهن والحرف، مضيفا أن العملية ستبقى مستمرة، وأن الخطوط ستبقى مفتوحة من أجل استقبال طلبات المساعدة أو الهبات من طرف المحسنين.
وحسب مدير إذاعة قسنطينة، فإن جميع الأسماء التي اتصلت بالإذاعة تم جمعها ووضعها في قوائم؛ حيث تكفل خيرون بحوالي 200 عائلة، فيما تم تسليم بقية القائمة لمديرية النشاط الاجتماعي، التي ستوزعها وفقا للإجراءات المنصوص عليها في التعليمات الأخيرة للوزارة الأولى تحت إشراف والي قسنطينة.