بقي لغزا محيرا ومصدر جدل في كل العالم
فيروس "كورونا "يعمق توتر العلاقات الأمريكية ـ الصينية
- 832
بدأت قضية معرفة المصدر الحقيقي لفيروس "كورونا" تأخذ أبعادا دولية عندما تمسك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بموقفه الحازم لمعرفة كل خبايا هذا الأمر وما اذا كانت الصين أخفت فعلا معلومات عن المجموعة الدولية كان يمكن استغلالها لتفادي تفشي الوباء واحتوائه في مهده وتجنيب البشرية كل المآلات التي ترتبت عنه. وحذر الرئيس الأمريكي، الصين بدفع الثمن غاليا في حال تأكدت مسؤوليتها في تفشي الفيروس والذي كان يمكن وقف عدواه في داخل الصين وعدم تخطيه حدودها إلى كل المعمورة التي تعاني دولها من تبعات هذه الجائحة.
وتدارك الرئيس ترامب في تصريحاته اليومية وعيده بالقول إنه في حال تأكد أن الأمر كان خطأ غير مقصود" فالخطأ ـ كما قال ـ يبقى خطأ والفرق كبير بين تعمد الشيء والخطأ فيه، قبل أن يضيف، أن ذلك لا يمنعنا من مطالبة السلطات الصينية أن تخبرنا بكل المعلومات التي لديها بشأنه.
وختم تحذيره بأن بلاده تقوم بتحرياتها الخاصة لمعرفة حقيقة ما وقع ومقارنة ذلك مع التحقيقات التي وعدت بكين بإجرائها لتحديد المسؤوليات وبصفة خاصة معرفة مصدر الوباء والكيفية التي انتقل بها إلى الإنسان.
واضطر مدير المخبر الذي اتهمته وسائل إعلام أمريكية بأنه مصدر الوباء الفيروسي، في ظل هذا الجدل للخروج عن صمته نافيا أن يكون الفيروس خرج من مخبره سواء بطريقة متعمدة أو عن طريق الخطأ رافضا بطريقة ضمنية الاتهامات الرسمية والإعلامية الأمريكية التي أكدت أن نقص الإجراءات الأمنية والوقائية كانت سببا في تسرب الفيروس من داخل هذه الهيئة الطبية الموجود مقرها في مدينة ووهان التي سجلت قبل أربعة اشهر أولى حالات الإصابة بالوباء قبل انطلاقه بسرعة البرق باتجاه كل قارات العالم.
وقال يوهان زيمينغ، مدير معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان في لقاء أجرته معه قناة التلفزيون الرسمية الصينية مساء السبت استحالة تسرب الفيروس من داخل مخبره.
وحسب مختلف العلماء المختصين في علم الأوبئة فإن فيروس كورونا المستجد يحتمل انتقاله إلى البشر من حيوانات برية تباع في سوق بمدينة ووهان قبل أن تلجأ السلطات الصينية إلى إغلاقه.
لكن الحديث عاد بقوة في الأيام الأخيرة لتوجيه الاتهام للمعهد المذكور لوقوعه على بعد كيلومترات معدودة من السوق محل الشبهة ويكون الفيروس قد تسرب من داخله إلى الإنسان بسبب نقص الإجراءات الوقائية.
وأضاف زيمينغ أن مخبره المدرج ضمن قائمة مخابر الدرجة الرابعة من حيث إجراءات السلامة البيولوجية والمعروف باسم "بي-4"، يعد من ارقى مخابر الأبحاث في علم الفيروسات في العالم وهو لأجل ذلك محاط بإجراءات وقائية وامنيه صارمة كونه يضم عينات لأخطر الفيروسات في العالم ومنها فيروس "ايبولا" الذي زرع الرعب في أوساط سكان دول غرب إفريقيا سنة 2009.
وقال إنه بسبب ذلك فنحن على علم بكل الأبحاث التي تتم في مخبرنا وكيف يتم التعامل مع الفيروسات وعيناتها"، متهما في سياق ذلك وسائل الإعلام الغربية وخاصة الأمريكية بمحاولة تغليط الرأي العام الدولي بمعلومات لا أساس لها من الصحة والاستناد إلى مجرد تخمينات وفرضيات مردود عليها.
وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أول أمس، مقالا أكدت فيه أن السفارة الأمريكية بالعاصمة الصينية زارت هذا المخبر سنة 2018 وأخطرت على إثرها الإدارة الأمريكية بافتقاده لإجراءات الوقاية الكافية وخاصة وأنه يقوم بأبحاث غاية في الدقة حول قائمة فيروسات فتاكة وكل خطأ في التعامل معها سيؤدي إلى كارثة إنسانية.