تيزي وزو في مواجهة كورونا

بين التزام الدولة وتجنيد المواطنين

بين التزام الدولة وتجنيد المواطنين
  • 644
س. زميحي س. زميحي

تتواصل عمليات التنظيف والتعقيم التي باشرتها قرى ولاية تيزي وزو من أجل مجابهة جائحة كورونا المستجد؛ حيث تشهد بشكل يومي القرى والمداشر وكذا الأوساط الحضرية للمدن، حملات تطهير واسـعة مع التركيز علــى المؤسسات الصحية والأماكن العمومية بتعاون المواطنين مع السلطات المحلية ومختلف المصالح، التي جنّدت شاحنات ضخ المياه ومعدات، في مبادرة لقيت استحسان المواطنين.

عملية التنظيف والتعقيم والتحسيس التي جندت لها مصالح الأمن ومديريات الولاية والحماية المدنية ولجان القرى والأحياء ومحافظة الغابات والديوان الوطني للتطهير وغيرها كل إمكانياتها المادية والبشرية، أثمرت نتائج طيبة؛ في مسعى لتضييق الخناق على فيروس كورونا والحد من انتشاره، وذلك عبر تطبيق إجراءات احترازية واستخدام وسائل التعقيم والتطهير.

وتجاوب المواطنون مع عمليات التعقيم بدرجة كبيرة، علما أن الكثير من القرى باشرت في وقت سابق، حملات التنظيف، التي سهلت مهمة تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة المرض، وكذا الامتثال لقوانين التنظيف باستعمال مواد معمقة وقاتلة لبعض الفيروسات؛ حيث مست حملات التطهير الشوارع والأحياء والأوساط الحضرية بالمدن، بالاعتماد على الماء المضاف إليه ماء جافيل لرش المركبات التي تدخل المواقع وتخرج منها، والتي يستخدمها السكان لمنع نقل لفيروس، وكذا رش الأرصفة والطرق والأماكن العمومية، واستعمال مادة الجير لضمان المحافظة على الصحة العامة وحمايتها من العدوى، في حين تتواصل عمليات التعقيم يوميا باستعمال منتجات التنظيف والمطهرات.

ودخلت القرى والمدن بولاية تيزي وزو، في حجر صحي شامل منذ إعلان السلطات عن الحجر الجزئي الذي يخص مجموعة من الولايات، منها تيزي وزو، كإجراء وقائي ضد انتشار الفيروس الفتاك "كورونا"، حيث تجنّد الشباب ولجان القرى والأحياء لإغلاق جميع المنافذ المؤدية إليها، مع وضع لافتات مكتوب عليها "القرية" أو "الحي في حجر صحي"، والتي عُممت على كل تراب الولاية، مع تعزيز كل التدابير الوقائية كخطوة أولى، تلتها خطوة التنظيم لضمان التجار تزويد السكان بكل المستلزمات؛ من خضر وسميد وحليب وغيرها؛ للحد من تنقلاتهم، مع تحرير رخص الخروج، التي غالبا ما تكون للضرورة؛ منها زيارة الطبيب وسحب الأموال من وكالات البريد والبنوك. وتم كذلك وضع مجموعة من القوانين من أجل المصلحة الجماعية وحماية السكان من فيروس كورونا، ولمكافحة انتشار الوباء الذي يهدد سلامة المواطنين، وقوانين صارمة داخل القرى لتنظيم حياة السكان.وتخضع الحياة داخل هذه القرى لقوانين صارمة، منها منع تبادل الزيارات العائلية والتجمعات، وكذا إلغاء الحفلات والأعراس، وتفادي التنقل عند وفاة أحد السكان، وهذا للحد من انتشار العدوى. ولم يكن هذا الحجر صعبا بالنسبة لهم نتيجة درجة الوعي التي بلغوها، والتضامن الذي ساهم كثيرا في إنجاح الحجر؛ ما جعل الولاية حتى وإن كانت تُعتبر من بين الولايات المسجلة لحالات الإصابة بالفيروس، لكنها تراجعت في سلّم الترتيب بسبب تراجع حالات الإصابة والوفاة، والجهود قائمة من أجل بلوغ صفر وفاة في الأيام المتبقية من عمر الحجر الصحي الممتدة إلى غاية 29 أفريل.

وحرصت مصالح الولاية على الوقوف إلى جانب المواطن عبر اتخاذ جملة من التدابير المتعلقة بمختلف الأنشطة ذات الصلة بالبريد، كدفع مستحقات استهلاك الغاز والكهرباء، وتوفير المواد الغذائية خاصة ذات الاستهلاك الواسع، وكذا تجنيد مصالحها لتطهير الشوارع والطرقات، منها مصالح الحماية ومحافظة الغابات والديوان الوطني للتطهير، إلى جانب توزيع المنحة التي أقرتها الدولة لمساعدة العاطلين عن العمل بسبب قرار الحجر الصحي، وكذا توزيع طرود غذائية لمساعدة المحتاجين في إطار عملية تضامنية.