بعد تخطي العالم عتبة 200 الف وفاة من ضحايا "كورونا"

الأمم المتحدة تدعو إلى التعجيل بإنتاج اللقاح

الأمم المتحدة تدعو إلى التعجيل بإنتاج اللقاح
  • 667
م. مرشدي م. مرشدي

ينتظر في ظل وتيرة الوفيات المسجلة في مختلف بلدان العالم أن تجتاز حصيلة ضحايا وباء "كورونا" اليوم عتبة 200 ألف شخص ضمن قائمة مفتوحة على أرقام كارثية قادمة في ظل فشل المجموعة الدولية في مهمة توفير علاج يوقف الزحف المتواصل لعدو يعمل في سرية تامة ولكن بفعالية مؤكدة.

وبقي خبراء الفيروسات ومن معهم من الباحثين في مجال الأمراض المعدية، حيارى ومبهوتين أمام وضع لم يسبق لهم أن عايشوا أطواره،  سواء من حيث قوة الفيروس الذي يواجهونه أو سرعة انتشاره وكذا عدم التحكم في تطور منحنيات ضحاياه باتجاه المنطقة الحمراء رغم مرور أربعة اشهر منذ ظهور  أولى حالات الإصابة به.

وهو ما يفسر إقبال العالم على تسجيل ثلاثة ملايين مصاب بالفيروس وسط توقعات بعدم تراجع أعدادهم رغم تمسك الكثير من الدول بالإجراءات الوقائية عبر صيغ مختلفة للحجر الصحي من الشامل إلى الجزئي أو من خلال العودة التدريجية لمظاهر الحياة رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تبعات كل تهاون في التعامل مع الوضع.

وشكلت الوضعية الوبائية في الولايات المتحدة مثالا حيا على حيرة العالم في كيفية التعامل مع وباء احتفظ بكل أسراره وقوة خطورته بعد تسجيلها الضحية الـ 51 الف، أمس من مجموع 900 الف مصاب منذ تسجيل أول حالة وفاة في هذا البلد بداية شهر فيفري الماضي.

ورغم حالة الترقب الذي يعشها الشعب الأمريكي والقلق الظاهر في تصريحات مسؤوليه إلا أن الرئيس، ترامب لم يجد حرجا في التقليل من أهمية ذلك مواصلا استهانته بالموقف عندما راح ينصح بحقن المصابين بـ"مطهر صحي" وقال إن حقن منظفات منزلية للمصابين يمكن اعتماده كطريقة لبحث سبل محاربة الوباء ضمن تصريح فتح عليه "أبواب جهنم" ـ كما يقال ـ وألب عليه الرأي العام في بلاده وعلماء الأوبئة الذين اكدوا بأن الوقت ليس للتهكم والمزحة في وقت يتم فيه تسجيل آلاف الضحايا الجدد.

وحتى وإن سلمنا بأن زلة لسان الرئيس الأمريكي كانت للنكتة ـ كما قال ـ  إلا منافسه في الانتخابات الرئاسية القادمة المرشح الديمقراطي، جو بايدن لم يفوت فرصتها وقال هو الآخر بتهكم على الرئيس ترامب "رجاء لا  تحقنوا أنفسكم بماء جافيل" ضمن رسالة قوية لضرب مصداقية هذا الأخير والتشكيك في قدراته في التعاطي مع القضايا المستعصية التي يمكن أن تواجهها الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي وجد الرئيس الأمريكي، لنفسه وقتا للمزاح وواصل التعامل مع المأساة العالمية بعدم الاكتراث فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية التي حثت أمس إلى توحيد كل الجهود الدولية من اجل الإسراع في إنتاج أول لقاح  ناجع لوقف أهوال الحرب السرية التي يخوضها جيش "البدلات البيضاء" لمواجهة خطر العدو الخفي والقضاء عليه.

وإذا كان الصراع القوي بين مختلف مخابر البحث الصيدلاني في العالم ودخولها سباقا ضد الساعة لإنتاج أول لقاح هدفه رغبتها الملحة في تحقيق مكاسب مالية ضخمة بالنظر إلى حاجة السوق العالمية لمثل هذا الدواء، فقد سارعت الأمم المتحدة إلى توضيح الموقف والتأكيد بأن هذا التنافس سيكون فقط في إطار توفير لقاح "مضمون وفعال والأكثر من ذلك متوفر للجميع وفي كل مكان".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس في هذا السياق من كل مسعى لتوفير العلاج الذي تنتظره كل البشرية   " لنصف العالم" فقط  واستبعاد نصفه الآخر في إشارة إلى الشعوب والدول الفقيرة التي وجدت نفسها وحيدة في مواجهة خطر "كوفيد ـ 19".