برج بوعريريج وميلة
عادات راسخة في نصفية رمضان
- 1066
ورثت العائلات البرايجية والميلية منذ عقود من الزمن عادات وتقاليد، للاحتفال بليلة الـ15 من شهر رمضان المعظم، أو ما تسمى ليلة النصفية. ولمعرفة عادات وتقاليد العائلات بهتين الولايتين، قمنا بجولة في بعض البلديات، حيث أجمع كل من التقت بهم "المساء"، على أنها ليلة غير عادية في بيوتهم، سواء من خلال التحضير لها بالمأكولات، أو من خلال صيام الأطفال وعمليات ختانهم، خاصة مع تغير بعض الأمور جراء تفشي وباء "كورونا".
"الشخشوخة" و"التريدة" سيدتا الأطباق
يكتسي الاحتفال بليلة النصفية طابعا خاصا ومميزا لدى سكان الولايتين، حيث تشرع النساء في تحضير ما لذ وطاب من المأكولات، فإضافة إلى الطبق المعتاد، الذي لا يفارق المائدة الميلية والبرايجية، ولعلها أغلب أطباق الشرق الجزائري وهي؛ الشربة وطاجين الحلو، تقوم السيدة بتحضير طبق آخر خصيصا بهذه المناسبة، وهو إما طبق "الشخشوخة" أو "التريدة" أو الكسكس باللحم ومختلف أنواع الخضر.
يعتبر الاحتفال بهذه الليلة فرصة أيضا للم الشمل، حيث تجتمع الأسر، ومع الحجر الصحي، لزم الرجال البيوت والسهر مع بعضهم على فناجين الشاي والمكسرات، في حين يلجأ البعض الآخر لقراءة القرآن، أما النساء، فيلتفتن على فناجين القهوة والشاي وما طاب من الحلويات، والحديث عن كيفية احتفال أسرهم بهذه المناسبة.
تصويم الأطفال وختانهم بالمناسبة
من بين العادات الراسخة أيضا لدى سكان الولايتين في هذه الليلة المباركة، تصويم الأطفال الصغار، كما جرت عليه العادة، وسط جو احتفالي بحضور الوالدين والجد والجدة، وهو ما أكدته إحدى السيدات، حيث تحرص دوما على أن يصوم أطفالها في هذه الليلة، وأضافت بأنها اختارت هذه الليلة، لأنها ليلة مباركة واعتادت عائلتها على القيام بها، وتوافقها الرأي سيدة أخرى التي أكدت أنها تتحضر لصوم ابنتها في هذه الليلة، باعتبارها ليلة مباركة لجميع الجزائريين. من جهة أخرى، تغتنم الأسر ليلة الـ15 من رمضان لختان أولادها وسط أجواء عائلية تغمرها الفرحة والطمأنينة.
احتفالية لا تتنافى مع الشرع
لا تخلو الاحتفالات بليلة النصف من شهر رمضان المبارك، من الأجواء الروحانية، ولمعرفة رأي الشريعة الإسلامية في الاحتفال بهذه المناسبة، اقتربنا من بعض الأئمة بولايتي ميلة وبرج بوعريريج، أكدوا أن الاحتفال بهذه الليلة، يدخل في العادات والتقاليد التي لا تتعارض مع الشرع، لأن هذه الليلة يحتفل بها الإنسان شكرا لله عز وجل، وأنه قطع شوطا كبيرا من رمضان، كما أن الكثير منهم لا يفوتون فرصة الدعاء والابتهالات والتضرع لله عز وجل، والإكثار من النوافل والصدقات، كما دعا بعض المواطنين المكوث في بيوتهم لمنع انتشار الفيروس، والحفاظ على أهلهم.