مولودية الجزائر
الخيارات التي قد تفجر الوضع في بيت النادي
- 834
أكثر ما يظهر بصفة خاصة، في تصرفات ومواقف الرئيس الجديد لمجلس إدارة مولودية الجزائر ناصر ألماس، أنه يحاول قدر الإمكان، تفادي الوقوع في الأخطاء التي ارتكبها سابقوه في هذا المنصب. فطابعه البراغماتي جعله لا يترك لا صغيرة ولا كبيرة إلا ويحاول استغلالها ودراستها بإمعان. ترأسه مجلس إدارة النادي في مرحلة غير عادية، بسبب توقف البطولة لأسباب صحية تمر بها البلاد، كشف عن أنه رجل الوضعية التي تمر بهام مولودية الجزائر، التي فتحت بفضله عدة ملفات في آن واحد، لكن مأموريته لن تكون هينة، بسبب الخلافات بين أعضاء مجلس الإدارة من جهة، ومدرب الفريق نبيل نغيز، من جهة ثانية.
بطبيعة الحال، ينتظر العميد كباقي الفرق الأخرى المنتمية للرابطة الاحترافية، قرار وزارة الشباب والرياضة الخاص باستئناف البطولة من عدمها، كي يضبط الشؤون الداخلية لفريقه، الذي لا زال ضمن التشكيلات التي لها حظوظ وافرة لكسب لقب بطولة الموسم الجاري، بالنظر إلى تموقعه الجيد في كوكبة مقدمة ترتيب بطولة الرابطة الاحترافية الأولى. لكن ليس ما تبقى من مشوار البطولة الحالية، هو الذي يهم بالدرجة الأولى الإدارة الجديدة لمولودية الجزائر، التي تعكف من جهة أخرى، على ضبط الكثير من الملفات الساخنة التي سترسم خريطة طريق فريقها في الموسم القادم، ويأتي في مقدمتها ملف اللاعبين الذين سيتم تسريحهم في نهاية البطولة الحالية، حيث تتوقع أوساط النادي، انسحاب الكثير من اللاعبين الذين يعتبرون كوادر التشكيلة، على غرار القائد عبد الرحمان حشود الذي أصبح يتمنى إنهاء مشواره مع العميد، بالحصول على لقب البطولة. فحشود وصل تعاقده مع العميد إلى نهايته، وهو الآن حر في اختيار مستقبله الكروي، لكن لا أحد من مسيريه يرغب في ذهابه، بسبب الدور الكبير الذي يلعبه داخل الفريق. كان رئيس مجلس إدارة النادي ناصر ألماس قد صرح، أنه لن يقف ضد إرادة أي لاعب يريد تغيير الأجواء.
وهو تصريح فتح باب التأويلات في الأوساط الرياضية للنادي، التي أصبحت تعتقد أن هناك توجها جديدا يرمي إلى تغيير تعداد الفريق بنسبة كبيرة، وهو الأمر الذي دفع عناصر من الفريق إلى الدخول في اتصالات مع بعض الأندية، على غرار المهاجمين فريوي والربيعي، اللذين يرغبان في الانتقال إلى اللعب في البطولة الخليجية، وبالضبط في المنافسة السعودية. ولا يستبعد لجوء لاعبين آخرين إلى تغيير الأجواء، لإدراكهم أنه سيكون من الصعب الحصول على المناصب الأساسية داخل الفريق، بسبب السياسة الجديدة التي تريد إدارة النادي تطبيقها في الموسم القادم، وتأتي في مقدمتها، منح فرص اللعب مع فريق الأكابر للعناصر المكونة في النادي، وهو الجانب الذي أكد عليه رئيس مجلس إدارة للنادي ناصر ألماس، لاعتقاده أن النادي مجبر على الرجوع إلى التقاليد التي صنعت شهرته في الماضي، من خلال الاعتماد على عناصر الفئات الشبانية، وهو خيار فرض نفسه داخل مولودية الجزائر، بعدما قررت المؤسسة الممولة للعميد "سوناطراك"، تقليص النفقات المخصصة لفريق كرة القدم بشكل خاص. جسد هذا التوجه رئيس مجلس الإدارة ناصر ألماس، الذي قال، إنه لا يمكن من الآن فصاعدا تخصيص أموال طائلة لملف استقدام اللاعبين الجدد، الذين حدد عددهم بين أربعة وخمسة عناصر، فضلا عن أنه أكد، أن إدارة النادي لن تمنح في المستقبل تسبيقات مالية لأي لاعب يمضي عقدا جديدا مع مولودية الجزائر.
يحاول ناصر ألماس التأثير على لجنة الاستقدامات، التي قام بتنصيبها منذ حوالي شهر ونصف الشهر، كي يتفادى أعضاؤها القيام باختيارات خاطئة لا تخدم مصلحة الفريق، وهو الموقف الذي يتبناه مدرب الفريق نبيل نغيز الذي دخل في سوء تفاهم مع هذه اللجنة، حيث انتقد جانبا من السياسة التي تتبعها، وذهب نغيز إلى حد القول، إنه يجب تحديد أهداف الفريق في الموسم القادم، قبل الحديث عن تسريح اللاعبين وتدعيم الفريق بعناصر جديدة، وهو ما يوحي بوقوع توتر كبير في الأسابيع القليلة القادمة، حول الملفات الساخنة التي يدرسها النادي في الوقت الراهن، وينتظر أن رئيس مجلس إدارة النادي نفسه في موقف حرج، يتعين عليه فرض المنطق الذي يريد اتباعه في تسيير الفريق، حتى ولو كلفه ذلك انتقادات لاذعة.