في أكبر انتكاسة عسكرية لقوات اللواء خليفة حفتر

قوات حكومة الوفاق الليبية تستعيد سيطرتها على قاعدة "الوطية" الجوية

قوات حكومة الوفاق الليبية تستعيد سيطرتها على قاعدة "الوطية" الجوية
قوات الوفاق الليبية تستعيد قاعدة "الوطية" الجوية
  • 892
م. مرشدي م. مرشدي

تمكنت القوات الحكومية الليبية، أمس، من استعادة سيطرتها على قاعدة "الوطية" الجوية ضمن أكبر انتكاسة عسكرية تتعرض لها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في حربها للإطاحة بالحكومة الليبية في العاصمة طرابلس بقيادة الوزير الأول فايز السراج. 

وأعلن هذا الأخير في بيان أصدره أمس "تحرير قاعدة الوطية العسكرية لتنضم إلى المدن المحررة في الساحل الغربي وأضاف أن هذا المكسب الميداني رغم أهميته في مستقبل معركة العاصمة طرابلس  إلا أنه "لا يمثل نهاية المعركة" ولكنه خطوة مهمة على طريق تحقيق النصر الكبير وتحرير جميع المناطق والقضاء على مشروع الهيمنة والاستبداد الذي يهدد أمل الليبيين في بناء دولة مدنية ديمقراطية.

وكان اللواء أسامة جويلي قائد غرفة العمليات المشتركة التابعة لقوات حكومة الوفاق أكد "سيطرة" قواته على قاعدة "الوطية" ضمن أكبر مكسب عسكري لعملية "بركان الغضب" التي تشنها القوات الحكومية ردا على الهجوم العسكري الذي تشنه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ الرابع أفريل من العام الماضي للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وسبق للعقيد محمد قنونو الناطق باسم قوات حكومة الوفاق أن أعلن مساء الأحد تمكن قواته من تدمير منظومتي دفاع جوي روسية الصنع بعد ساعات من وصولهما إلى القاعدة المستهدفة بالإضافة إلى طائرة حربية وعدة مخازن للذخيرة.

وتكتسي قاعدة "الوطية" التي أنشأتها القوات الأمريكية خلال انزال الحلفاء سنة 1942 أهمية كبرى في حسابات المتحاربين الليبيين كونها  أكبر قاعدة عسكرية في غرب ليبيا بعد قاعدة "معتيقة" الواقعة على بعد 27 كيلومترا عن الحدود التونسية و170 كيلومتر غرب طرابلس وبالنظر إلى طاقة استيعابها التي تقدر بأكثر من 7 آلاف عسكري وضمها لمطار عسكري دون الحديث عن تحصينات التضاريس الجغرافية الطبيعية التي تقع في إطارها وهو ما يفسر مسارعة قوات اللواء خليفة حفتر بسط سيطرتها عليها لجعلها قاعدة إمداد خلفية في غرب البلاد ضمن خطة لانهاك مقدرات القوات الحكومية تحسبا لساعة الحسم النهائي للاستيلاء على العاصمة طرابلس.

وتأتي هذه الانتكاسة لتضاف إلى خسارته قبل أسبوعين لمدينة طرهونة الاستراتيجية إلى الغرب من العاصمة طرابلس وقلبها بحوالي عام تقريبا خسارته مدينة غريان على بعد 100 كلم، جنوب العاصمة طرابلس التي جعل منها أيضا مقرا لغرفة عمليات رئيسية تماما كما هو الأمر بالنسبة لقاعدة "الوطية" الجوية.

ويشكل فقدان هذه القاعدة بالنسبة للواء خليفة حفتر انتكاسة عسكرية  بالغة الأهمية  إذا سلمنا بسيل تصريحاته التي تلت الهجوم العسكري الذي يشنه منذ الرابع أفريل من العام الماضي على العاصمة طرابلس وتأكيده في كل مرة بقرب موعد بسط سيطرة قواته على عاصمة البلاد ودحر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

ولكن حساباته خابت في تحقيق هذا الهدف بعد تسريب معلومات بوقوف القوات التركية إلى جانب قوات الحكومة الوفاق لمنع سقوط العاصمة.

وأكدت الخارجية التركية مباشرة بعد استهداف مقر سفارتها بقصف صاروخي قبل أسبوعين أنها لن تتوانى في ضرب أهداف قوات خليفة حفتر في حال هدد مصالحها في ليبيا ضمن رد قوي وغير مسبوق باتجاه قوات الجيش الوطني الليبي الموجود مقره في مدينة بنغازي في اقصى شرق البلاد.

وتدور بالعاصمة الليبية طرابلس ومحيطها منذ 4 أفريل من العام الماضي، معارك متواصلة بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات تابعة لحكومة الوفاق خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى وقرابة نصف مليون نازح من هول المواجهات.