توسع رقعة الاحتجاجات بعد حادثة مقتل أمريكي أسود

الولايات المتحدة على صفيح ساخن

الولايات المتحدة على صفيح ساخن
توسع رقعة الاحتجاجات بعد حادثة مقتل أمريكي أسود
  • القراءات: 1271
ص. محمديوة ص. محمديوة

اضطرت عدة ولايات أمريكية في ظل توسع رقعة الاحتجاجات التي  فجرتها حادثة مقتل مواطن أمريكي ذي بشرة سوداء على يد شرطي أبيض، إلى فرض إجراءات استثنائية على غرار حظر التجوال أو نشر قوات الجيش في محاولة لمنع استمرار الاحتجاجات المنددة ايضا بممارسات الشرطة العنيفة ضد المتظاهرين.

ووعد الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، بـ"وقف العنف الجماعي" بعد أربع ليالي متتالية من أعمال الشغب التي شهدتها مدينة مينيابوليس الواقعة شمال البلاد احتجاجا على اغتيال المواطن الامريكي ذي الاصول الافريقية، جورج فلويد، على يد عنصر من قوات الشرطة في واحدة من أعمال التمييز العنصري التي كثيرا ما يتعرض لها السود في بلاد العم سام وكانت تفجر دائما موجة غضب عارمة في الولايات المتحدة.

ورغم أن الرئيس ترامب ندد في مرات عدة بما وصفه بـ"الوفاة المأساوية" لجورج فلويد، فإنه اعتبر أن المحتجين الذين وصفهم  بـ"المشاغبين" قد شوهوا ذاكرة جورج فلويد، وقال إنه "لا يجب ترك مجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين تخرب مدننا".

وطلب بوضع وحدات من الشرطة العسكرية في حالة استنفار قصوى للتدخل في أسرع وقت ممكن، بل وذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال إنه قد يأمر الجيش بقمع المظاهرات المناوئة للشرطة، داعيا سلطات الولايات والمدن التي تشهد التوتر لمواجهة أشد للاحتجاجات أو إفساح المجال للسلطات الفدرالية للتدخل بما في ذلك استعمال الجيش.

ولكن المحتجون تحدوا حظر التجول المفروض في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا وخرجوا مجددا للتعبير عن غضبهم وسخطهم، مما اضطر عناصر شرطة الشغب إلى استخدام قنابل الدخان والصوتية ضمن محولة لتفريقهم ومنعهم من الوصول إلى أحد مقرات الشرطة، ولكنهم أصروا على مواصلة احتجاجاتهم والمطالبة بتحقيق العدالة لجورج فلويد.

وأمر حاكم ولاية مينيسوتا تيم واليز بالتعبئة العامة للحرس الوطني وذلك لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية للمساعدة في استعادة الأمن والسيطرة على الوضع، معتبرا أن المظاهرات وأعمال العنف التي وصفها بـ"الفوضى العارمة" لم تعد مرتبطة بمقتل فلويد.

واندلعت الاحتجاجات العنيفة لليلة الرابعة على التوالي، على الرغم من إعلان مسؤولي الادعاء يوم الجمعة إلقاء القبض على الشرطي ديريك تشوفين، الذي ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق فلويد بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمدي.

وأقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه الذين شاركوا في الحادثة الماساوية، والذين يتم التحقيق معهم حاليا فيما يتعلق بالحادثة التي أشعلت فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في مينيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة الجنائية الأميركي.

ومشهد التوتر نفسه عاشته عدة ولايات أخرى على غرار نيويورك ولوس انجلوس واطلانطا وأيضا ولايتي بيلادلفي وشيكاغو وغيرها، حيث وقعت صدامات عنيفة بلغت حد المواجهات الدامية بين عناصر الشرطة والمحتجين، وهو الامر الذي استلزم التعبئة العامة للحرس الوطني في بعض الولايات لمواجهة أعمال العنف وحتى اعلان  فرض حظر التجول.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بمقتل شخصين، أحدهما عنصر في الشرطة أثناء الاحتجاجات بمدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، في حين أصيب آخر في إطلاق نار استهدف مبنى تابعا للحكومة الفدرالية.

وبينما قتل شاب برصاص مجهول المصدر بمدينة ديترويت بولاية ميشيغن وذلك أثناء مشاركته في المظاهرات، هاجم المحتجون في أطلانطا بولاية جورجيا المقر الرئيسي لمحطة "سي أن أن" الإخبارية، كما هوجمت سيارات الشرطة. وهو ما اثار غضب عمدة المدينة كايشا لانس بوتوم الذي قال "أنتم تسيؤون لهذه المدينة ولحياة جورج فلويد ولكل شخص قتل ظلما في هذا البلد".

وفي لوس أنجلوس غرب أميركا التي أعلنت سلطاتها حالة الطوارئ، ردد المحتجون كلمات جورج فلويد الأخيرة وهو يناشد الشرطي لكي يتنفس، في حين خرج آلاف المتظاهرين في شوارع منطقة بروكلين في نيويورك، واستعملت الشرطة الهراوات ورذاذ الفلفل للقبض على عشرات المتظاهرين أثناء اشتباكات بين الطرفين.

وانتشرت الشرطة وضباط اسلخدمة السرية بكثافة حول البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن قبل تجمع عشرات المتظاهرين في الجهة المقابلة من الشارع في ساحة لافاييت.