انقسام بين الأندية حول الاستعداد لما بعد كورونا

انقسام بين الأندية حول الاستعداد لما بعد كورونا

انقسام بين الأندية حول الاستعداد لما بعد كورونا
  • القراءات: 555
ط. ب ط. ب

تنتظر أندية كرة القدم، صدور القرار النهائي القاضي باستئناف البطولة من عدمه، من قبل الهيئات الكروية، الاتحادية والرابطة المحترفة، التي بدورها، لا تملك أيّ سلطة في ذلك، منتظرة هي الأخرى، قرار السلطات الصحية في البلاد، وهذا ما سبق وأن صرح به مسؤولو الكرة، وعلى رأسهم رئيس الرابطة، عبد الكريم مدوار، في كل مناسبة، كما تنتظر نفس الأندية الحصول على البروتوكول الصحي، الذي يجب اعتماده لتسجيل استئناف التدريبات والاستعداد لذلك، قبل الإعلان عن تاريخ العودة رسميا.

بعد توقف النشاط الرياضي لما يقارب الثلاثة أشهر، فقدت بعض الأندية الأمل في استئناف البطولة، وعليه فهي تنتظر القرار لتستدعي لاعبيها من جديد، لمباشرة التحضيرات، وهي مجبرة على ذلك، لإنهاء الموسم لا غير، لاسيما التي لا تلعب على الأدوار الأولى أو السقوط، فأمر استعدادها مرتبط بقرار من السلطات، كونه يتطلب ما بين خمسة إلى ستة أسابيع.

في هذا السياق، أكّد رئيس الرابطة عبد الكريم مدوار، مؤخرا، ضرورة قيام الأندية باختبارات الكشف بصفة مكثفة، قبل استئناف محتمل للبطولة المعلقة منذ منتصف مارس الماضي، بسبب جائحة كورونا فيروس كوفيد-19، وحسب البيان الأخير للمكتب الفدرالي، لازال الغموض سيد الموقف، ولا أحد يعلم لحد الآن ما هو مصير البطولة، وقد قال مدوار أيضا، إنّ هيئته ستقدّم سلسلة من الاقتراحات للسلطات في إطار البروتوكول الصحي، في انتظار قرار إزالة الحجر الصحي، ثم تلقي الضوء الأخضر من السلطات، "لنشرع في إعداد رزنامة جديدة خاصة ببقية المنافسة"، كما قال مدوار.

وعلى مستوى الأندية، فمنها من أكد جاهزيته للعودة إلى المنافسة، على غرار شباب بلوزداد، الذي سبق له وأن أصدر بيانا، عبر فيه عن رغبته في إلغاء بطولة هذا الموسم، إلا أن طلبه لم يجد آذانا صاغية من قبل المسؤولين، ليعلن بعد ذلك أنه مستعد للاستئناف "لفائدة من لم يستوعب موقفنا، تعلن إدارة الشباب الرياضي لبلوزداد أنه في حال قرّرت السلطات العليا للبلاد استئناف البطولة فنحن جاهزون لها".

ويعتلي شباب بلوزداد ريادة الترتيب برصيد 40 نقطة، قبل نهاية الموسم بثماني جولات، فهذا الفريق، الذي يريد التتويج بالبطولة، ينتظر قرارا نهائيا ليستأنف تدريباته، مبرمجا تربصا مغلقا، خلال الأسابيع التي ستخصّص للتحضيرات، كما اعتبر المدير العام للنادي، توفيق قريشي، أنّ الإجراءات الصحية أولوية تامة.

فهل تستطيع الأندية تطبيق البروتوكول الصحي، كما حدّد له؟. بالنسبة للبعض منها، فإن عدم الاستئناف هو الرأي الحكيم، مثلما أكد عليه مدرب اتحاد العاصمة، منير زغدود، أو زميله من مولودية الجزائر نبيل نغيز، الذي قال إنّ صحة الأشخاص أولوية، قبل أيّ تألق رياضي، مشيرا إلى أنّه رافض تماما لعودة البطولة إلى النشاط، إلاّ أنّه يؤكّد التزام لاعبيه ببرنامج التحضير الذي منحه لهم، وفي انتظار أيّ قرار من السلطات، فقد سطرت المولودية وحتى الاتحاد إجراء تربصات مغلقة، لكن كيف سيتم ذلك، في إطار الالتزام الدائم بالبروتوكول الصحي، والقيام بفحوصات مكثفة يوميا للاعبين، مثلما أوصى به أيضا رئيس اللجة الطبية في الفاف دمارجي، الذي حذّر من خطر العدوى، قائلا "الفحوصات إجبارية قبل استئناف التدريبات".

وقد أشار رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم، عبد الكريم مدوار، إلى أنّ الأمور ستكون صعبة بالنسبة للأندية، وهو على وعي بما قاله، لأنّه يعرف جيدا وضعية الأندية، التي تفتقر معظمها للإمكانيات، وهذا ما أكّد عليه أيضا في تصريحاته، فليس كلّ فرق كرة القدم باستطاعتها إجراء فحوصات يومية لأكثر من 25 لاعبا، قبل كلّ حصة تدريبية، وتطبيق الإجراءات بأتم معنى الكلمة، وهي تعاني من أزمات مالية، زادها تأزما توقف البطولة الوطنية عن النشاط.

إلاّ أنّ هذا لم يثن من عزيمة فريق شبيبة القبائل، الذي أكّد استعداده لأيّ قرار يتّخذ من قبل السلطات، ولهذا فقد برمج إجراء تربصين مغلقين، بعودة البطولة إلى النشاط، الأول في أقبو والثاني في تونس، حيث سيعد المحضر البدني برنامجا خاصا للاعبين، الذين ابتعدوا عن الملاعب لقرابة ثلاثة أشهر، اكتفوا فيها فقط بالتحضيرات الفردية، ما جعل أندية أخرى على غرار شبيبة الساورة، ترفض من جهتها عودة البطولة إلى النشاط، وهو الفريق الذي إن عادت البطولة سيلعب في حرارة عالية جدا، فلا يفيد أيّ بروتوكول لهذا الفريق، كما أبدت أندية الأقسام الهاوية أيضا رفضها لعودة المنافسة، وهذا نظرا لقلة الإمكانيات، فالاستعداد لاستئناف البطولة، يبقى مختلفا بين فريق وآخر، إلا أن النقطة التي تجمعهم، هي انتظار القرار النهائي وتاريخ العودة إلى النشاط.