لمواجهة حرائق الغابات

حملات تنظيف واسعة بقرى تيزي وزو

حملات تنظيف واسعة بقرى تيزي وزو
حملات تنظيف واسعة بقرى تيزي وزو
  • 952
س. زميحي س. زميحي

دخل القرويون بولاية تيزي وزو في سباق مع الزمن من أجل التحضير لمواجهة موسم الحرارة؛ من خلال تنظيم حملات تنظيف تطوعية واسعة، حيث تشهد القرى عبر إقليم الولاية، مبادرات شبانية وجمعوية بشكل يومي، تأتي في إطار التحضير لمواجهة حرائق الغابات، خاصة بعد تسجيل نمو أعشاب ضارة بقوة، والذي يُعد أحد العوامل المتسببة في اتساع رقعة الحريق في حال نشوبه. استجاب سكان القرى للنداءات التي تم إطلاقها سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أو عبر لقاءات واجتماعات السكان بتاجمعث تدرث، حيث جندوا كل إمكانياتهم، ووقفوا وقفة رجل واحد من أجل التحضير لاستقبال موسم الاصطياف؛ ما يسمح بضمان اجتياز الصيف بدون مواجهة مشاكل النيران التي تعصف كل سنة بالقرى، خاصة بالمناطق المسجلة ضمن خانة المهددة بالنيران، حسبما بينته حصيلة السنوات الماضية.

وانطلقت أشغال التنظيف ونزع الأعشاب الضارة والتزيين وغيرها من الأشغال، موازاة مع بداية فترة الحجر الصحي المطبق في إطار محاربة وباء كورونا، حيث استغلها السكان لتلبية احتياجاتهم، خاصة أن أغلبهم كانوا في عطلة عن عمل، ليجدوا أمامهم متسعا من الوقت لإنجاز عدة أشغال ذات مصلحة عامة، امتدت حتى بعد رفع الحجر الصحي كلية في إطار التحضير لموسم الحرارة، لضمان نظافة المحيط والقرى من جهة، ومن جهة أخرى للمساهمة في مخطط الوقاية من حرائق الغابات.

وامتدت حملات التنظيف التطوعية لتمس الشواطئ المسموحة فيها السباحة، حيث بادرت جمعيات شبانية بجمع الأكياس البلاستيكية والقارورات التي تَخلص منها المتنزهون برميها بالشواطئ، وكذا جمع البقايا التي قذفتها مياه البحر؛ ما يسمح بإعطاء وجه آخر للشريط الساحلي؛ استعدادا لأي قرار يسمح بفتح الشواطئ لاستقبال المصطافين.

وقد انتشر روح العمل الجماعي والنظافة بشكل ملفت للانتباه، ترجمته الصور التي تداولتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي حفّزت المتتبعين على شن حملات تنظيف لأوساط القرى والطرق المؤدية إليها، وكذا المساحات الخضراء المجاورة؛ من غابات وحقول، والقيام بأشغال التزيين وغيرها.

وتأتي هذه المبادرات لتدعيم جهود مصالح محافظة الغابات والبيئة والحماية والبلديات، التي أطلقت نداء لفائدة المواطنين بتنظيم حملات تنظيف بعدة قرى بالولاية، وكذا التحسيس بمسألة البيئة للجميع، من خلال المساهمة في التخلص من الأعشاب الضارة، ووضع حد لمشكلة رمي النفايات بالأماكن غير المخصصة لها، ومنها المفارغ العشوائية المنتشرة في كل مكان، مع تفادي التخلص من القمامة بحرقها، لاسيما أنه يمكن لشعلة صغيرة أن تلهب مساحات غابية كبيرة.

وعرفت هذه الحملات إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين تنافسوا مع قرى أخرى في مجال التنظيف، مع برمجة أشغال التزيين والطلاء، وغرس الأشجار والأزهار، وغيرها من المبادرات الجميلة المشجعة، التي من شأنها تحسين إطارهم المعيشي، وضمان العناية بالبيئة، خاصة بعد التدهور الذي طالها خلال السنوات الأخيرة بفعل الإهمال. كما شاركت المرأة في حملات التنظيف، مبرزة دورها في دعم ومرافقة مختلف المبادرات الخيرية والإنسانية والعناية بالبيئة وغيرها، حيث أجمع المشاركون ـ حسبما أشارت إليه تعليقاتهم عبر صفحات شبكة التواصل الاجتماعي ـ على أن هذه المبادرات أقل شيء يمكن للمواطن أن يقوم به لفائدة البيئة، التي يُعد الإنسان المتسبب الأول والرئيس في تدهورها؛ سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.