الشريف بوبغلة والشيخ بوزيان:
رمزان للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي
- 888
❊ هكذا فشل المستعمر الغاشم في إخماد اللهيب المقدّس
يعتبر الشهيدان محمد لمجد بن عبد المالك المدعو الشريف بوبغلة وأحمد بوزيان اللذان تم استرجاع أمس، جمجمتيهما وكذا جماجم 22 شهيدا آخر من فرنسا، رمزان من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي.
وقد تم أخذ هذه الجماجم باعتبارها غنائم حرب قبل أن تزخر بها محميات متحف الإنسان بباريس، حيث تم الاحتفاظ بها منذ قرن ونصف قرن من الزمن.
وكان الشريف بوبغلة من مواليد 1820، أول من خاض ثورة شعبية تحمل اسمه المستعار ضد المحتل الفرنسي في جبال جرجرة بمنطقة القبائل إلى غاية تاريخ وفاته في 26 ديسمبر 1854.
وفي الخمسينيات من القرن 19 استقر بوبغلة بقلعة بني عباس، ونظم فيها حركة ثورية من خلال شد الاتصالات بين القبائل القابعة في الجبال المجاورة.
وفي مارس من سنة 1851، شن هجوما ضد لعزيب شريف بن علي، مسؤول زاوية إيشلاطن وباشاغا مطبق لأوامر الفرنسيين. وما إن هزم إبان الهجوم الثاني حتى جمع البطل رحاله نحو عرش بني مليكش (ولاية بجاية حاليا)، حيث عد العدة وجعل منه مركز عملياته الجديد.
ولم يتأن الشريف بوبغلة في مضايقة جنود الاحتلال قبل أن يجبر على أن يعود أدراجه شرق جرجرة، حيث التفت حوله قبائل أخرى.
وبهذا نجح الشريف بوبغلة، في هزم مفرزة للجيش الفرنسي في مواجهة بالقرب من بوغني يوم 18 أغسطس 1851.
وعلى إثر هذه الهزيمة مكثت هناك بعثة من الجنود شهرا كاملا تحت أوامر الجنرال بليسيي محاولة منها في وضع حد لأولئك الذين كانت تصفهم بالمتمردين، وبعد رجوعه إلى بني مليكش قام الشريف بوبغلة، بتوسيع نطاق عمله نحو الجهة الساحلية من منطقة القبائل. وهو ما أجبر حوالي 3000 جندي من المشاة بإعادة فتح
الطريق بتاريخ 25 يناير 1852 بين القصر وبجاية.
في يونيو من نفس السنة أصيب على مستوى الرأس خلال معركة دارت رحاها في قرية تيغليت محمود قرب سوق الإثنين.
واستطاع سنة 1853، أن يقود المقاومة مرة أخرى لكن حاكم منطقة العزازقة في القبائل الجنرال روندون، قد أرسل بعثة منتصف سنة 1854 لقمع قبيلة آث جناد التي تساند بوبغلة.
وما أن تمت السيطرة على قرية عزيب تمت مهاجمة قرية آث يحيى التي استمرت فيها المشادات لمدة 40 يوما فقد خلالها الجنرال روندون، 94 جنديا وجرح فيها 593 آخرون.
وبعد أن أصيب بوبغلة، غادر إلى منطقة آث مليكش ليعود إلى المقاومة، حيث انضم بعدها إلى لالة فاطمة نسومر، وعندما تمت الوشاية به في سنة 1854 توبع من طرف الإخوة مقراني الذين انضموا إلى الفرنسيين حيث تم فصل رأسه عن جسده وهو حي.
وفي 26 نوفمبر 1894 اقترفت القوات الفرنسية أشنع مجزرة راح ضحيتها ألف شخص من أهالي منطقة الزعاطشة قتلا بالخناجر.
أما الشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة فقد تم قطع رأسه ورأس ابنه وسي موسى الدرقاوي وتم التمثيل بها في معسكر الجنود في الزعاطشة ثم في بسكرة ”ليكونوا عبرة لمن يحاولون السير على خطاهم”.