طرح مشروع الإجماع الوطني للخروج من الأزمة
الأفافاس يتبنّى نهج الحوار مع كل الأطراف السياسية
- 400
تعهد حزب جبهة القوى الاشتراكية بفتح "حوار صادق وشفّاف وشامل مع كل الأطراف السياسية والمجتمع المدني دون إقصاء"، قصد إيجاد الحلول "للأزمة الوطنية متعددة الجوانب"، منطلقا من مشروع الإجماع الوطني الذي رافع عنه الحزب قبل دخول الجزائر في أزمة. وهو التوجه الجديد الذي يمكن أن يجعل الأفافاس يجلس مع الجميع بعيدا عن المقاطعة الراديكالية التي كان يتبنّاها في السابق.
وتنطلق الهيئة الخماسية الرئاسية للحزب، في توجهها المفتوح على الحوار من توصيات المؤتمر الخامس للحزب الذي كان شعاره "بناء إجماع وطني"، وهو المشروع الذي شرع فيه الحزب منذ سنة 2013، بعقد لقاءات ومشاورات مع كل أطياف المجتمع المدني والأحزاب وحتى السلطة، لكنه فشل بعد رفض العديد من الأطراف الانخراط فيه.
وأشارت الهيئة الخماسية في بيان لها إلى أن الأفافاس "يعي كل الوعي ثقل المسؤولية التي أوكلت إلينا في مرحلة حاسمة من تاريخ بلادنا"، مشيرا إلى أن "خيار الإجماع الوطني المنبثق عن توصيات المؤتمر الخامس يفرض نفسه اليوم على الجميع".
ويفسر التوجه الجديد للحزب في سياق النظرة الجديدة التي يحملها الجناح الذي يتولى رئاسة الحزب في التعاطي مع الأحداث السياسية الوطنية، من خلال المشاركة فيها عبر الحوار وليس المقاطعة الراديكالية التي يبدو أن الكثير من المناضلين داخل بيت الحزب لم يعودوا يقتنعون بها، حيث أصبحوا يتبنّون نظرة جديدة في التعاطي مع الأمور من منظور آخر فرضته المتغيرات العديدة التي مرت بها الجزائر.
وعلى الصعيد الحزبي أكدت الهيئة أنها ستعمل على الذهاب إلى مؤتمر سادس عادي في بحر السنة الجارية، لإعادة ترتيب شؤون الحزب مجددة عزمها على الاستمرار في ديناميكية الإجماع، ولم الشمل لتحضير المؤتمر الوطني العادي الجامع القادم، "لأنّ الحزب لا يمكنه أن يكون قوياً إلا بتوحيد الصفوف وبنهج جامع وشامل، ذلك هو الطريق الوحيد من أجل تحقيق لم شمل الحزب".
وأشادت الهيئة الرئاسية للحزب بالإنجازات التي حققها الشعب الجزائري، والتزامه بسلمية التظاهر منذ 22 فيفري 2019. كما أشادت بالانضباط وروح المسؤولية التي تحلّى بها جميع المناضلين من أجل إنجاح المؤتمر الاستثنائي الأخير.
يوسف أوشيش مرشح لمنصب السكرتير الأول
أكدت مصادر مطلعة من بيت الأفافاس لـ"المساء" أن هناك إجماعا بين أعضاء الهيئة الرئاسية الخماسية للحزب المنتخبة الأسبوع الماضي، في دورة المؤتمر الاستثنائي على تعيين يوسف أوشيش، في منصب السكرتير الأول، باعتبار أنه يمثل عنصر الشباب، فضلا عن كونه ينتمي إلى أكبر فيدرالية للحزب (فيدرالية تيزي وزو).
ومن المنتظر أن يتم تعيين أوشيش قبل نهاية الأسبوع الجاري، ليقترح من جهته أعضاء الأمانة الوطنية للأفافاس والتي عادة يتراوح عدد أعضائها ما بين 18 إلى 30 أمينا، حسب سلّم الأولويات، غير أن المرجّح أن تكون الأمانة محصورة العدد وفي حدود 20 أمين فيدرالية، كونها ستسير الحزب في مرحلة فاصلة تنتهي بالمؤتمر العادي القادم.
وسيتم تعيين أعضاء الأمانة الجديدة من قبل السكرتير الأول للحزب، بعد مشاورات مع أعضاء الهيئة الخماسية للأفافاس ـ حسب مصادرنا ـ التي أضافت بأن الأمانة الوطنية ستضم أعضاء من القائمة التي نافست الهيئة الرئاسية الخماسية الحالية في المؤتمر الاستثنائي، وهذا في إطار مسعى تحقيق الإجماع وجمع الشمل.