منطقة تافرنت الجبلية بسعيدة

فضاءات سياحية وآثار تاريخية ”تتوسل” للاهتمام

فضاءات سياحية وآثار تاريخية ”تتوسل” للاهتمام
  • 663
ح.بوبكر ح.بوبكر

تعد منطقة تافرنت الجبلية، التابعة إقليميا لبلدية  سيدي اعمر بسعيدة، من أكبر الجبال بالمنطقة، حيث تمتد على طول سلسلة الجبال المحيطة بها، إلا أنها لم تحظ بالعناية الكافية والدراسة الكفيلة لإقامة برامج استثمارية في المجال السياحي، أو غيره، منذ الاستقلال.

 تتميز هذه المنطقة بمناظر خلابة شاسعة، وهو ما جعل الجمعيات المهتمة بالبيئة، تطرح العديد من التساؤلات حول أهمية ومنفعة الثروة الغابية التي تتوفر عليها المنطقة، على غرار غابة سيدي احمد الزقاي ببلديتي سعيدة، وذوي ثابت على مساحة حوالي 6600 هكتار، وهي المنطقة التي ستستقطب آلاف الزوار، حتى الأجانب منهم ، خاصة أن منطقة تافرنت الجبلية يوجد بها موقع قريب من دوار أولاد زايد، إضافة إلى احتوائها على جبال لها خصائص طبيعية تؤهلها لأن تكون قطبا ترفيهيا جميلا.

يؤكد بعض سكان المنطقة، أن جبل تافرنت الذي كان يدعى قديما بـ«برباطة"، خلال الثورة التحريرية الكبرى، منبع للثوار والمجاهدين، ومن بين الذين استشهدوا بهذه المنطقة، في ثورة نوفمبر 1954؛  الدكتور يوسف الدمرجي الذي سقط بميدان الشرف أثناء نضاله في المنطقة، يتكفل بالمصابين والجرحى، حيث استعمل بيتا مبنيا بالطوب كمستشفى بالمنطقة، رفقة الممرض عبد الرحمان فريحي، ولم يبق من هذا المستشفى حاليا، سوى بعض الجدران واقفة تحكي تاريخ المنطقة، إضافة إلى محكمة بجانب المستشفى، كان يستعملها المجاهدون، وهي عبارة عن بيوت مبنية بالطوب والتراب لا زالت جدرانها شاهدة إلى اليوم على بقايا هذه المنشآت، وهي المنطقة التي وقعت بها عدة معارك طاحنة مع الجيش الفرنسي، كما لا زالت  آثار المخبأ ذو 80 مترا، الذي كان يلجأ إليه المجاهدون للاختباء فيه.

رغم شساعة هذه الثروة، يبقى استغلال هذه المساحات والحفاظ عليها غير كاف، وحسب المختصين في علم الآثار، فإن هذه المنطقة تتوفر على كل الإمكانات اللازمة، كي تصبح قطبا سياحيا كبيرا خلال السنوات المقبلة، بفتح المواقع السياحية أمام المستثمرين، لتبقى الوسيلة المثلى لاستغلال هذا الموقع السياحي، وفتحه لاستثمارات للخواص من أجل إنجاز المنشآت والمرافق السياحية، لتدارك التأخر الكبير الذي يشهده القطاع على مستوى الولاية، خصوصا أن المنطقة تتميز بشجرة الكاليتوس، وهي من أقدم الأشجار بالمنطقة، يتجاوز عمرها أكثر من قرن، ويبلغ علوها أكثر من 20 مترا، ونظرا لكثافة أغصانها، كان يستعملها الثوار في تلك الفترة، مكانا لعقد اجتماعاتهم والتخطيط لعملياتهم بهدف دحر شوكة العدو الغاصب، والتي لا زالت شامخة تحكي للأجيال تاريخ المنطقة التي تزخر أيضا بـ4 منابع للمياه العذبة، تشكلت بسبب ضغط مياهها المتواجدة تحت الأرض، لاسيما بعد انتشار معلومات تفيد بأن هذه المياه ليست فقط حيوية، بل صحية أيضا، وأنها تعالج العديد من الأمراض المعدية والجلدية، شأنها في ذلك شأن مياه عين السخونة، شرق سعيدة، على مسافة 98 كلم على الحدود الإقليمية بين ولايتي البيض وتيارت.