وفاة اللاعب السابق لفريق جبهة التحرير الوطني سعيد عمارة
- 671
توفي اللاعب الأسبق لفريق جبهة التحرير الوطني، سعيد عمارة، أمس عن عمر ناهز 87 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض.
وكانت بداية سعيد عمارة الذي ولد في 11 مارس 1933 بسعيدة، مع نادي سعيدة (1951-1953) قبل الالتحاق بسبورتينغ بلعباس (1953-1956). كما تقمص المرحوم ألوان بعض الأندية الفرنسية على غرار راسينغ ستراسبورغ موسم 1956 -1957 ونادي بيزيي الذي لعب له إلى غاية موسم 1960 وهي السنة التي التحق خلالها بصفوف فريق جبهة التحرير الوطني.
وفي سنة 1964، وصل إلى نهائي كأس فرنسا مع نادي بوردو قبل أن يعود في الموسم الموالي إلى أرض الوطن مجددا، ممضيا مع مولودية سعيدة والتي توج معها بكأس الجزائر عام 1965. ووضع متوسط الميدان الأسبق حدا لمسيرته الكروية سنة 1971 مع شبيبة تيارت والتي كان فيها لاعبا ومدربا في نفس الوقت (1968-1971).
وخلال تجربته التدريبية، تولى المرحوم قيادة المنتخب الوطني الجزائري في مناسبتين، بين 1972 و1974. كما توج بلقب البطولة الجزائرية سنة 1984 مع غالي معسكر، إلى جانب خنان ماهي. إلى جانب ذلك، درب لعمارة بعض الأندية الجزائرية مثل ترجي مستغانم (1973-1974) ومولودية وهران (1976-1979).
وفي 1999، قرر سعيد عمارة وضع حد لمسيرته التدريبية بعد أن درب في موسمه الأخير نادي أهلي بنغازي الليبي. وكان الفقيد عضوا في الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم.
وزير المجاهدين معزيا عائلة المجاهد سعيد عمارة: «الجزائر فقدت مجاهدا مخلصا لوطنه ورياضيا محترفا"
بعث وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، برسالة تعزية ومواساة إلى عائلة المجاهد ولاعب فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، سعيد عمارة، الذي وافته المنية أمس عن عمر ناهز 87 سنة بعد صراع مع المرض، مؤكدا أن "الجزائر فقدت مجاهدا مخلصا لوطنه وقيمه ورياضيا محترفا ومربيا مثالا للتضحية".
وجاء في رسالة وزير المجاهدين "برحيل المجاهد سعيد عمارة، تكون الجزائر قد فقدت مجاهدا مخلصا لوطنه وقيمه ورياضيا محترفا ومربيا مثالا للتضحية وللروح الوطنية. المجاهد الفقيد تنازل كغيره من لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم عن الشهرة والمال في سبيل دعم القضية الوطنية، وحقق نتائج وألقاب لصالح القضية الجزائرية".
المجاهد من مواليد 11 مارس 1933 بسعيدة، بدأ مشواره الكروي لاعبا في نادي سعيدة ثم سبورتينغ بلعباس قبل أن يخوض تجربة احترافية بفرنسا سنوات الخمسينيات بلعبه لراسينغ ستراسبورغ ونادي بوردو. وكان له شرف الانضمام لفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم الذي تأسس في أفريل من سنة 1958، هذا الفريق الذي كان بمثابة سفير الجزائر وصوت الثورة الجزائرية في مختلف دول العالم، وكان له الفضل في رفع الراية الوطنية عاليا.
وبعد الاستقلال، ساهم المرحوم المجاهد سعيد عمارة، إلى جانب لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني، في مرحلة إعادة بناء جزائر الاستقلال، من خلال تطوير الكرة الوطنية في ميدان التدريب والتكوين عبر كل أرجاء الوطن، لتحقيق الألقاب والنتائج. وقد تقلد سعيد عمارة العديد من المناصب والمسؤوليات في مجال التسيير الرياضي، كرئيس للاتحادية الجزائرية لكرة القدم منتصف التسعينيات وكذا مدير
للشباب والرياضة بمسقط رأسه سعيدة وكذا رئيسا للرابطة الجهوية لكرة القدم عند تأسيسها سنة 2002، كما خاض تجربة في مجال التدريب بإشرافه على عدة أندية منها مولودية وهران، شبيبة تيارت، غالي معسكر وفريق مسقط رأسه مولودية سعيدة والمنتخب الوطني الجزائري، فضلا عن إشرافه على فريق أهلي بنغازي الليبي.
حزب جبهة التحرير الوطني يشيد بمسار المرحوم سعيد عمارة ... الجزائر تفقد علما من أعلام الحركة الرياضية الوطنية
توجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، بتعازيه لأسرة المجاهد ولاعب فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، سعيد عمارة، الذي وافته المنية أمس عن عمر ناهز 87 سنة، معتبرا إياه "علما من أعلام الحركة الرياضية الوطنية وقامة سامقة من قامات تاريخنا التحرري المجيد".
وجاء في رسالة تعزية للأمين العام للأفلان "فقدت الجزائر اليوم، بوفاة الشيخ سعيد عمارة، علما من أعلام الحركة الرياضية الوطنية وقامة سامقة من قامات تاريخنا التحرري المجيد، ومجاهدا لم يتخلف عن الاستجابة لنداء الوطن، عندما دعاه".
وأشار بعجي إلى أن "فقيدنا الكبير، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ سعيد عمارة، ينتمي إلى زمرة الرياضيين الكبار الذين لم تغرهم مباهج الدنيا ولا أضواء الشهرة والإثارة التي كانت تحفهم في كبريات النوادي الأوروبية، عندما ركلوا كل هذه المفاتن في لحظة الإيمان بالوطن والهبة لنصرته والذود عن حماه".. وقد تخلى النجم سعيد عمارة -يقول بعجي- "عن كل الإغراءات التي كان يتلقاها في أشهر الفرق الفرنسية، على غرار ستراسبورغ وبوردو، وفضل المساهمة رفقة إخوانه في تشكيل فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، ليكون قيمة مضافة لكفاح الشعب الجزائري في سبيل نيل حقوقه واستعادة كرامته وتقريره مصيره".
وأضاف قائلا "إن هذا الإيمان بالوطن والاستعداد للتضحية في سبيله هو الذي جعل انتصارات فريق جبهة التحرير الوطني في مختلف الملاعب العالمية، لم تكن مجرد انتصارات كروية يحظى فيها الرابح بالتقدير والعرفان، بل كانت تحقيقا لنصر سياسي ودبلوماسي للقضية الجزائرية، وتدويلا لكفاح شعب يأبى الخنوع والاستكانة والإذلال"، مشيرا إلى أنه "بعد الاستقلال، واصل سعيد عمارة مشواره الرياضي لاعبا ومدربا. وبعد عودة قصيرة إلى فرنسا، قرر الاستقرار نهائيا في الجزائر ليساهم في تكوين الجيل الجديد من الرياضيين الشبان. وتمكن فريقه مولودية سعيدة من نيل كأس الجزائر عام 1965، مثلما قاد لاحقا غالي معسكر، من موقعه مدربا، إلى نيل لقب البطولة الوطنية عام 1984. وإضافة إلى مشواره التدريبي الحافل مع المنتخب الوطني والعديد من الأندية، كان للفقيد مسارا حافلا في مجال التسيير، حيث ترأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الجهوية بسعيدة".
وخلص الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في رسالته إلى القول "إن فقيدنا، الشيخ سعيد عمارة، ينتمي إلى جيل قلما يجود الزمان بمثله، وحسب شبابنا اليوم أن يقرؤوا من صفحات تاريخ هؤلاء الرجال العظماء الذين آمنوا بوطنهم وبقدرتهم على أن يرفعوه عاليا بين الأمم و أن يضحوا في سبيله بكل غال ونفيس، لا يرجون جزاء ولا شكورا، إلا عزة بلادهم وكرامة شعبهم"، يختتم بالقول بيان الحزب.