ضمن توالي انتكاساته الانتخابية في داخل وخارج الولايات المتحدة
إيران تكسب أول معركة دبلوماسية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،،،
- 874
حققت السلطات الإيرانية أمس، "انتصارا" دبلوماسيا في سياق قبضتها مع الإدارة الأمريكية بعد رفض اغلبية أعضاء مجلس الأمن الدولي، التصويت لصالح مشروع قرار أمريكي يدعو إلى تمديد العمل بقرار الحظر على الأسلحة الموجهة لإيران .
ولم تصوت لصالح مشروع هذه اللائحة سوى دولة الدومينكان من بين الأعضاء الخمسة عشر المشكلين لمجلس الأمن الدولي، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تقف على حقيقة تضامن حلفائها الأوروبيين وخاصة في هذه القضية التي عرفت تجاذبات حادة بين واشنطن ومختلف العواصم الأوروبية.
وبقدر ما أصيبت الإدارة الأمريكية بخيبة حقيقية فقد ابتهجت ايران بقرار مختلف الدول الأوروبية الامتناع عن التصويت، واعتبرته "انتصارا" دبلوماسيا غير منتظر تحقيقه في قبضتها المحتدمة مع واشنطن.
ويمكن لهذا التصويت أن يكون له وقعه المباشر على مساعي الإدارة الأمريكية، التخلص من الاتفاق النووي الموقع شهر جويلية 2015، والمعروف باتفاق "الخمسة زائد واحد" والذي قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب منه من جانب واحد شهر ماي 2018، مع فرض عقوبات اقتصادية على ايران ضمن خطة لخنقها اقتصاديا وإرغامها على التفاوض مع إدارته حول اتفاق مواز رفضت طهران مجاراته فيه. وقال الرئيس الإيراني حسان روحاني، إن الولايات المتحدة لم تتمكن من وضع نهاية للاتفاق النووي الموقع من طرفها والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا رغم مساعي وضغوط الرئيس الأمريكي.
وقال الرئيس الإيراني، في أول رد فعل على نتيجة التصويت أمس، إن الولايات المتحدة فشلت في مؤامرتها وأهينت في مسعاها، وقال بما يجعل نهار الجمعة الماضي يوما تاريخيا بالنسبة لبلاده وفي تاريخ مقاومة الغطرسة الدولية" التي تريد الإدارة الأمريكية فرضها على كل العالم.
وقال عباس موسوي، الناطق باسم الخارجية الإيرانية من جهته إنها المرة الأولى بعد 75 عاما منذ إنشاء الأمم المتحدة، تجد الولايات المتحدة نفسها معزولة بمثل هذه الكيفية رغم الزيارات والضغوط التي مارستها إدارة الرئيس دونالد ترامب، ضمن خطة لكسب تأييد مختلف الدول لموقفها، ولكنها لم تستطع سوى كسب تأييد دولة صغيرة بحجم دولة الدومينكان التي صوتت لصالح مشروع القرار الأمريكي.
وتأتي نتيجة التصويت في سياق زمني غير مناسب للرئيس دونالد ترامب، الذي كان يأمل في تمديد الحظر لاستغلاله في حملته الانتخابية وإضافته إلى اتفاق التطبيع الذي توصلت إليه الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، والذي قال إنه مهندسه الرئيسي ضمن خطة لجعله ورقة انتخابية رابحة في وجه منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وحسب متتبعين فإن الولايات المتحدة ستحاول دون شك فرض عقوباتها الاقتصادية بشكل أحادي بما قد يضع مجلس الأمن الدولي، في أعقد أزمة دبلوماسية في تاريخها بعد نتيجة تصويت أول أمس.
ولم يهضم كاتب الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، انتكاسة بلاده الدبلوماسية وقال إن عدم قدرة مجلس الأمن الدولي على التحرك بشكل حازم للدفاع عن السلام والأمن الدولي، أمر لا يمكن تبريره في نفس سياق موقف السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، الذي قال إن عدم التصويت لصالح مشروع القرار الأمريكي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويزيد في انتشار العنف في كل العالم.
وستجد الإدارة الأمريكية نفسها في حرج كبير بسبب هذا القرار، وخاصة وان مشروعية سريان الحظر على الأسلحة الموجهة لإيران سينتهي يوم 18 أكتوبر القادم، ولا يمكنها تمديده إلا اذا اتخذت قرارا أحادي الجانب في تعارض مع إرادة المجموعة الدولية، وهو ما قد يدفع بإيران إلى الانسحاب بشكل نهائي من الاتفاق النووي الذي تصر الدول الأوروبية وروسيا والصين، الإبقاء عليه كأحسن إطار لإنهاء أزمة البرنامج النووي الإيراني.
وهو المبتغى الذي يريد الرئيس ترامب، الوصول إليه ليجعل من ايران وبرنامجها النووي مادة دسمة لحملته الانتخابية، وكسب مزيد من أصوات اللوبي اليهودي والناخبين الكبار الذين عادة ما يحددون النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية.