مختصون وأطباء يقرأون تراجع الإصابات عبر"المساء":
كورونا آيلة للزوال.. لكن الوقاية مازالت إلزامية
- 404
❊ بركاني: احترام الوقاية كسرت دائرة انتقال الفيروس
❊ خياطي: "كوفيد 19" بدأ يفقد فعاليته شيئا فشيئا
❊ جنوحات: الأسبوع القادم سيكون فاصلا في "مصير" الوباء
إختلفت آراء مختصين في مجال الصحة، حول أسباب التراجع المسجل مؤخرا في الحصيلة اليومية لفيروس كورونا، رغم العودة التدريجية للحياة الطبيعية وتقليص ساعات الحجر، وكذا فتح المساجد والشواطئ والمنتزهات، بين من اعتبرها راجعة بالأساس إلى احترام تدابير الوقاية وبين من يرى أن الفيروس بدأ يفقد فعاليته بما ساهم في التقليل من سرعة انتشاره.
وفي هذا السياق، وصف البروفيسور محمد بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الانخفاض المستمر في عدد المصابين بفيروس كوفيد - 19المسجل خلال الأيام القليلة الأخيرة بالمؤشر الإيجابي في مجال مكافحة جائحة كورونا المنتشرة في البلاد منذ شهر مارس الماضي.
وأوضح في اتصال أمس، الأربعاء مع "المساء"، بأنه ورغم إعادة فتح الشواطئ والمساجد وما صاحب ذلك من عودة تدريجية للحياة الطبيعية عبر مختلف ولايات الوطن، فإن الحصيلة اليومية لفيروس كورونا مستمرة في التراجع.
وأرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى احترام المواطنين لإجراءات الوقاية على غرار ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والتعقيم... وغيرها من مظاهر الوقاية التي استحسنها عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوضعية الوبائية في البلاد وقال إنها ساهمت في كسر دائرة انتقال الفيروس.
ويرى السيد بركاني بوجود تقدم ملحوظ فيما يتعلق بتكريس ثقافة الوقاية في المجتمع الجزائري. وقال إن الوقاية لعبت دورا كبيرا وحاسما في مجال مكافحة الجائحة، داعيا المواطنين إلى مزيد من الحيطة من منطلق أن الوقاية تبقى خير من علاج.
لا يمكن الجزم بنهاية الوباء..لكن المؤشرات إيجابية
بالمقابل، اعتبر رئيس عمادة الأطباء أنه لا يمكن الجزم حاليا بأن الفيروس قد فقد فعلا فعاليته مما أدى إلى تراجع عدد الإصابات، خاصة وأنه لا يوجد إلى حد الآن تأكيدات علمية على ذلك. وقال هناك فقط بعض التحليلات والتفسيرات لمختصين في المجال لم يتم إثباتها علميا بعد.
ولكنه طرح لم يشاطره فيه رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير ،مصطفى خياطي، الذي أرجع في اتصال مع "المساء" سبب انخفاض حالات الإصابة إلى فقدان الفيروس شيئا فشيئا لفعاليته.
ووصف الوضع الحالي في الجزائر بالإيجابي في ظل تقلص حصيلة الإصابات وانخفاض عدد المرضى في العناية المركزة والمستشفيات، بالإضافة إلى الاستقرار في عدد الوفيات ضمن مؤشرات قال يمكن الاعتماد عليها لتحديد مدى تحسن الوضعية الصحية.
ومقارنة بما يحدث في باقي العالم وخاصة أوروبا التي تسجل بعض دولها حالات إصابات مرتفعة تصل إلى 5 آلاف يوميا دون دخول مرضى إلى المستشفيات، أوضح البروفيسور خياطي أن ذلك راجع إلى فقدان الفيروس لفعاليته.
وقال المتحدث إن المختصين في العالم أجمعوا على أننا نشهد اليوم حالة إستثنائية وظاهرة جديدة وهي وباء بدون مرضى. وأضاف أي أن هناك أعداد كبيرة حاملة للفيروس لكن من دون أعراض تضطرها للدخول إلى المستشفى.
وأضاف أن ذلك ربما ما يفسر أيضا تراجع عدد الإصابات في الجزائر التي جدد التأكيد أنها لا تعكس الواقع بالنظر إلى استمرار مشكل الكشوفات التي تجرى بعدد غير كاف.
وبالنسبة لخياطي، فإن ما يعكس الواقع هو عدد الوفيات التي قال إنها ظاهريا تبدو مستقرة ولكن مقارنة بعدد الإصابات فهي في انخفاض. وأيضا الحالات المتواجدة في العناية المركزة والتي تعرف بدورها تراجعا.
الأيام القادمة ستفصل في المنحى التنازلي
لكن الدكتور كمال جنوحات المختص في علم المناعة فقد اعتبر في اتصال مع "المساء"، أنه لا يمكن الجزم في الوقت الحالي بأن الفيروس قد فقد فعاليته.
وقال إنه حقيقة هناك تراجع في عدد الإصابات يقابله استقرار في عدد الوفيات قد تكون الوقاية أو فقدان الفيروس بعض من فعاليته دور فيها.
وبحسب الدكتور جنوحات، فإنه من الضروري انتظار مهلة أخرى لأسبوع أو ثمانية أيام للتأكد من المنحى التنازلي للإصابات، خاصة وأنه أشار إلى أن الملاحظ حاليا أن الولايات التي أصبحت تسجل نسب إصابات مرتفعة هي تلك الساحلية والتي تشهد توافدا للمصطافين من مختلف مناطق البلاد.
وحتى على المستوى العالمي، فإن نفس المختص أكد ضرورة انتظار مهلة 14 يوما للتأكد من فرضية فقدان الفيروس لفعاليته. وقال إن الدول الأوروبية تسجل حاليا إصابات مرتفعة بفيروس كوفيد - 19 في أوساط الشباب لكن مع انخفاض واضح في عدد الوفيات.
وأضاف المتحدث أنه في حال استمرار انخفاض معدل الوفيات خلال الأسبوعين القادمين رغم ارتفاع الإصابات في العالم، فحينها يمكن الجزم بأن الفيروس قد فقد فعاليته. ولكن إذا عاد معدل الوفيات للارتفاع مجددا، فإن هذه الفرضية سوف تسقط.
ورغم اختلاف طرح كل مختص، فإن هؤلاء اتفقوا على أهمية الاستمرار في الوقاية وتوخي الحيطة والحذر خاصة مع اقتراب فصل الخريف وما يرافقه من انتشار واسع للانفلونزا الموسمية.
كما اعتبروا رفع قانون العطلة الخاصة بالنساء الحوامل والأمهات التي دامت قرابة ستة أشهر أمر ضروري سواء على الجانبين الصحي أو الاقتصادي خاصة وأن عدد من القطاعات الهامة على غرار الصحة أو التعليم أو الإعلام والإدارات تعرف توظيف نسب معتبرة من العنصر النسوي.
وحول هذه النقطة، أكد الدكتور جنوحات على ضرورة مرافقة رفع القانون بفتح رياض الأطفال وفقا للتدابير الوقائية الاحترازية المنصوص عليها صحيا للحفاظ على سلامة الجميع.