أغريب بتيزي وزو

القرويون يتجهون نحو الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية

القرويون يتجهون نحو الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية
  • 855
س.زميحي س.زميحي

قرر سكان قرى بلدية أغريب دائرة أزفون الواقعة شمال ولاية تيزي وزو، التوجه نحو تجسيد مشروع للفرز الانتقائي للنفايات المنزلية؛ من أجل الحفاظ على نظافة القرى والبيئة في آن واحد؛ حيث شرع القرويون منذ أيام، في حملات تطوعية لتنظيف المحيط الذي يعيشون فيه؛ سعيا منهم لإعطاء وجه جميل لقراهم، ولضمان القضاء على مشكلة النفايات، التي أضحت هاجسا في ظل انتشار كبير للمفارغ العشوائية؛ ما يسمح بحماية الصحة العمومية من مختلف الأمراض والأوبئة، والطبيعة معا.

مصالح بلدية اغريب التي جندت كل إمكانياتها لضمان إنجاز المرمدة بمرافقة سكان القرى، تعتزم تعميم مشروع الفرز الانتقائي عبر قرى البلدية، لتكون هذه المنطقة الجبلية قدوة يُضرب بها المثل في النظافة؛ حيث بادر سكان القرى إلى تهيئة كل الظروف المطلوبة لإنجاز المشروع كمرحلة أولى، قبل إنجاز مشاريع أخرى ذات مصلحة عمومية، تمس عدة مجالات، وتستجيب لانشغالات السكان.

وقال أحد سكان أغريب إن فكرة التوجه نحو الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية، لم تكن وليدة اليوم؛ حيث إن السكان قرروا مباشرتها منذ أشهر، لكنهم واجهوا في بداية الأمر صعوبات، غير أنه بفضل عزمهم وحزمهم الشديد وكذا مرافقة المجلس الشعبي البلدي، توصلوا إلى إيجاد حل، يسمح بمواجهة، بشكل نهائي، مشكلة النفايات، ومنع زحفها على حساب المساحات الخضراء.

وأعقب مواطن آخر أن السكان اتفقوا على أن تكون أول خطوة إنجاز مرمدة للنفايات المنزلية، التي تتكفل بالتخلص من النفايات غير القابلة للرسكلة، والتي خُصص لها مكان بحظيرة البلدية، مضيفا أنه تم تدعيم المرمدة بنظام معالجة الدخان المتسرب عن طريق الرطوبة صديقة للبيئة. وفي المقابل عمدوا إلى اقتناء كل الإمكانيات التي تسمح بجمع النفايات وتحويلها إلى المرمدة؛ من مكانس وأغراض خاصة بالنظافة وحاويات، تضمن استقبال النفايات بعد فرزها وغيرها.

وسعيا لإنجاح هذه المبادرة، عمدت جمعيات محلية قروية إلى تحسيس ربات البيوت بالمساهمة، بدورهن، في العملية، على أن يبدأ الفرز من المنزل لتسهيل مهمة المرمدة، في حين أن النفايات العضوية تقرر التخلص منها عبر استغلالها في المزارع والحقول لتعويض الأسمدة، لتكون أول نجاح تحققه البلدية في مواجهة أكثر مشكلة تعاني منها، وهي النفايات، في انتظار أفكار واقتراحات أخرى منها الألواح الشمسية، لاقتصاد الطاقة وغيرها.  وأشار المتحدث إلى أن هذه المبادرة التي من شأنها الحفاظ على البيئة، تسمح بتفادي رمي النفايات في الطرق وفي غير مواقعها، وضمان إبقاء المحيط نظيفا، مشيرا إلى أن السكان يثمّنون المشروع؛ إذ يسمح بالقضاء على المفارغ العشوائية، التي أصبحت ديكور يطبع المساحات الخضراء وحتى الغابات، التي تشكل خطرا حقيقيا، ليس فقط على البيئة، لكن على الصحة العمومية أيضا؛ لكونها مصدرا لنشوب الحرائق، وانتشار الأمراض والأوبئة، وتلوث المصادر المائية وغيرها، داعيا سكان قرى الولاية إلى المضي في نفس المسار، والعمل على تشجيع كل مبادرة تسمح بمحاربة انتشار النفايات، وإنقاذ البيئة والطبيعة من التدهور الذي طالها نتيجة الإهمال واللاوعي.

للإشارة، تواصلت الدعاوى لتنظيم حملات التنظيف بعدة مناطق من الولاية؛ إذ تنظم تقريبا كل أسبوع تشمليث، التي يشارك فيها المواطنون والحركة الجمعوية، خاصة الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة وكذا السلطات المحلية والولائية؛ إذ أدت ألسنة النيران التي شبت بالولاية إلى إيقاظ الوعي، وتحسيس المواطنين بأهمية العودة إلى حملات التنظيف من أجل ضمان حماية ممتلكاتهم ومنازلهم وأرواحهم من الهلاك، لا سيما بعد ما عاشوه هذه الصائفة؛ حيث بلغ الموت أبواب المنازل.