دعت للإسراع إلى تعيين مبعوث أممي

الجزائر تندد بالمبادرات المتناقضة لتسوية الأزمة الليبية

الجزائر تندد بالمبادرات المتناقضة لتسوية الأزمة الليبية
وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم
  • 617
م. خ م. خ

ندد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، بـ”المبادرات المتناقضة لتسوية الأزمة الليبية التي تؤجج النزاع بدلا من حله، مشيرا إلى أنه لا يمكن دعم نزاع مستمر من خلالها، كونها لا تندرج في إطار المسار والمبادئ المتفق عليها في ندوة برلين، في حين دعا مجلس الأمن بالأمم المتحدة إلى الإسراع في تعيين مبعوث خاص لليبيا والحرص على احترام قراره بخصوص حظر الأسلحة ورفض ارسال المرتزقة بكل أنواعهم إلى ليبيا.

وجدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية موقف الجزائر الرافض بصفة قطعية للتدخلات العسكرية وحتى السياسية إن لم تكن إيجابية في إطار العمل السياسي، مؤكدا أن المقاربة السياسية هو الحل الوحيد لتسوية الأزمة الليبية.

وأوضح بوقدوم في تصريح صحفي قبيل مؤتمر وزاري حول ليبيا عبر تقنية التحاضر عن بعد، أن أي تدخل أجنبي تحكمه خلفيات سياسية وحسابات مصلحية مرفوض وأن الشعب الليبي بكل أطيافه يرفض التدخل الاجنبي في بلاده، مشددا على أن الجزائر مصرة على الحل السلمي الذي تدافع عنه مع كل الشركاء وعلى رأسهم الامم المتحدة  وألمانيا التي ترعى المؤتمر.

كما أشار الوزير إلى أن الجزائر من الدول القليلة جدا التي لا ترسل سلاحا أو جنودا، بل ترسل مهندسين لمساعدة الأشقاء الليبيين في إعادة تنشيط الكهرباء في العاصمة طرابلس، بطلب من رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج وبتوجيه من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مستطردا بالقول هذا هو الفرق بيننا وبين الآخرين.

عراقيل في تطبيق مسار برلين

وإذ أكد إصرار الجزائر على العمل يدا بيد مع دول الجوار الليبي وفق مخرجات مؤتمر برلين، أقر رئيس الدبلوماسية الجزائرية بوجود العديد من المشاكل والعراقيل في تطبيق مسار برلين، مضيفا أن الاجتماع الوزاري حول ليبيا يندرج في إطار معاينة المسار الذي انطلق منذ بداية هذه السنة والنظر في كل ما يمكن أن نقوم به وما يستلزم علينا القيام به.

وانعقد هذا الاجتماع لمتابعة وتقييم مسار التسوية السياسية للأزمة  في هذا البلد الجار، على أساس مخرجات المؤتمر الأول الذي انعقد مطلع العام الجاري بالعاصمة الالمانية، باعتبارها اللبنة الأساسية للحل الشامل في هذا البلد. ففي الوقت الذي يؤكد فيه المجتمع الدولي على الدور المحوري للأمم المتحدة للتسوية في ليبيا، تجد المنظمة صعوبة في تعيين مبعوث جديد لها، خلفا للبناني غسان سلامة، الذي استقال من منصبه شهر مارس الماضي.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن دولا إفريقية تطالب باختيار المبعوث الجديد من القارة الإفريقية، رافضة ترشيح البلغاري نيكولاي ملادينوف، المبعوث الأممي الحالي للشرق الأوسط، الذي يحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

واغتنم وزير الخارجية فرصة الحديث عن الاسراع في تعيين مبعوث أممي باعتبار ذلك من مسؤوليات المنظمة الاممية ،للتذكير بالحاجة إلى تحرك مجلس الامن وأعضاء ندوة برلين والتوصل إلى نتائج سريعة، مضيفا  في هذا الصدد نحن مدينون للشعب الليبي بالنجاح والسلم، إذ يجب علينا إعادة بعث المسار السياسي، فتلك هي مسؤوليتنا والجزائر تنخرط في ذلك بشدة.

حل المشاكل بأوراق التصويت لا بالرصاص

وجدد التأكيد في هذا الصدد أن حل الأزمة الليبية لابد أن يتأتى داخليا وبشكل يحفظ أمن ووحدة وسيادة ليبيا، قائلا بهذا الخصوص أثنينا بحرارة وقف إطلاق النار وندعو ونتصرف بشكل متواصل بغية الالتزام به، كما نطالب في نفس الوقت باستئناف الحوار السياسي الشامل عاجلا.

ودعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية كل الأطراف الليبية إلى الالتزام بهذا الحوار، كون  إقرار السلم بين الليبيين ليس ضربا من الخيال. و أنه حان الوقت لنبرز أن المصلحة العليا لليبيا تعلو على كل اعتبار آخر، وأن حل المشاكل يكون بأوراق التصويت لا بالرصاص.

وأبرز أنه منذ ندوة برلين التزمت الجزائر بشدة بدعم المسار ووضعت جانبا جهودها التي بحث عنها الشعب الليبي وطالب بها، مع إعلان بقائها ملتزمة ببذل قصارى جهدها لبلوغ حل بناء في إطار مسار برلين الذي يدعمه مجلس الامن وكذا من أجل حوار سياسي شامل وتمكين الليبيين من التحكم بزمام الأمور فيما يتعلق بتسوية النزاع.

كما أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر ودول الجوار لا يمكنها تحمل أزمة متواصلة، داعيا مجلس الأمن إلى فرض احترام الحظر المفروض على الأسلحة.

من جهة أخرى، أشاد بوقدوم بإعادة فتح المنشآت النفطية جزئيا واستئناف الصادرات كمرحلة أولى لمد يد المساعدة للسكان وحاجياتهم الأساسية خلال فترة انتشار وباء كورونا، مذكرا بإرسال الجزائر لفوج من المهندسين لمعالجة انقطاع التيار الكهربائي بطرابلس بسبب الأعطال المتكررة على مستوى محطة توليد الكهرباء الأساسية بالقرب من العاصمة الليبية.

وكان مؤتمر برلين الذي انعقد بمشاركة 12 دولة من بينها الجزائر و4 منظمات دولية وإقليمية، قد حدد بيانه الختامي ثلاث مسارات لحل الأزمة الليبية (أمنية، اقتصادية وسياسية تقود لانتخابات تشريعية ورئاسية) وتمت من خلاله الدعوة إلى تعزيز الهدنة في ليبيا والعمل بشكل بناء في إطار اللجنة العسكرية المشتركة ”5 + 5، لتحقيق وقف اطلاق النار في البلاد ووقف الهجمات على منشآت النفط وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

ومن أجل تكريس حل سياسي شامل ودائم للأزمة، لطالما رافعت الجزائر من أجل مرافقة الإخوة الفرقاء نحو حل سياسي ليبي-ليبي، مؤكدة رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي في هذا البلد الجار.

في هذا الصدد، دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون  خلال مشاركته في أشغال مؤتمر برلين1 - المجموعة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا التي ترفض الجزائر المساس بوحدتها الوطنية وسيادة مؤسساتها.