على وقع تبادل الاتهامات بين باكو ويريفان بخرقه

روسيا تفرض اتفاقا لوقف إطلاق النار في كرباخ

روسيا تفرض اتفاقا لوقف إطلاق النار في كرباخ
  • 878
 ق. د ق. د

تبادلت أذربيجان وأرمينيا، أمس، الاتهامات بخصوص خرق وقف إطلاق النار المعلن عنه في إقليم ناغورني كرباخ المتنازع عليه بمجرد دخوله حيز التنفيذ والمتوصل إليه بعد أسبوعين كاملين من المعارك الطاحنة بين قوات البلدين المتحاربة والتي خلفت سقوط قرابة 400 قتيل من عسكريين ومدنيين من الجانبين

وبعد فترة صباحية لم تتوقف فيها المعارك في كرباخ، لم تعرف الأوضاع سوى هدوء مقتضبا صاحب موعد دخول وقف إطلاق النار المتوصل إليه بين باكو ويريفان بوساطة روسية قبل أن تستأنف المعارك مجددا.

وبعاصمة الإقليم المضطرب، ستبناكيرت التي أصبحت شبه خالية من سكانها الذين اتخذوا من الملاجئ مأوى لهم لعدة أيام، لم تتوقف صافرات الإنذار طيلة الفترة الصباحية مع استمرار دوي المدافع والقصف لكنها توقفت لبعض الوقت منتصف النهار بالتزامن مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ثم استأنفت في وقت لاحق.

ولم ينتظر الطرفان المتصارعان كثيرا لتبادل الاتهامات بخرقه فيما يعتبر أمرا عاديا في مثل هذه الحالات التي يعلن فيها وقف إطلاق النار تحت ضغوط المجموعة الدولية بما يتطلب وقتا لتطبيقه الفعلي على أرض المعركة.

واتهمت وزارة الدفاع الآذري، أرمينيا بخرق وقف إطلاق النار بشكل صارخ عبر محاولة تنفيذها هجمات على مناطق في الإقليم المتوتر. وهو ما نفته يريفان التي اتهمت باكو بالكذب كما اتهمت دورها وزارة الدفاع الأرمينية القوات الآذرية بتنفيذ هجوم لحظات قليلة فقط من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وكان وزيرا خارجية البلدين قد توصلا بعد مفاوضات دامت عشر ساعات كاملة وانتهت في وقت متأخر من ليلة الجمعة إلى السبت برعاية الوسيط الروسي بالعاصمة موسكو، إلى وقف لإطلاق النار في كرباخ يسمح بتبادل أسرى الحرب وجثث الضحايا.

كما التزم البلدان حسبما أكدته الخارجية الروسية بالدخول في مفاوضات جوهرية للتوصل سريعا إلى تسوية سلمية للنزاع في كرباخ تتم تحت رعاية مجموعة "مينسك" التي تضم إلى جانب روسيا كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

وبينما دعت فرنسا إلى الاحترام الصارم لوقف إطلاق النار، وصفته تركيا الحليف التقليدي لأذربيجان بأنه "خطوة أولى هامة ولكنه لا يعوض تسوية دائمة"، في حين رحبت به منظمة الأمن والتعاون الأوروبي واعتبرته اتفاقا ورغم سرعة التوصل اليه، إلا أنه يفتح المجال أمام مفاوضات جوهرية لتسوية سلمية للصراع.

وتعمل المجموعة الدولية على تهدئة الأوضاع وإيجاد تسوية سلمية للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم، ناغورني كرباخ المتنازع عليه ضمن مسعى لتفادي اندلاع حرب ذات أبعاد اقليمية قابلة للتدويل بالنظر الى تضارب مصالح عدة قوى، تبعاتها ستكون وخيمة بما لا يدعو للشك على كامل منطقة جنوب القوقاز الفاصلة بين آسيا الغربية وأوروبا الشرقية.