رغم جودة زيت المعاصر التقليدية
إقبال على الطرق العصرية لسرعتها
![إقبال على الطرق العصرية لسرعتها](/dz/media/k2/items/cache/eb53fb18b4cf4bed8bcc2c5369b3501c_XL.jpg)
- 814
![سميرة عوام](/dz/components/com_k2/images/placeholder/user.png)
تعرف، مؤخرا، مطاحن الزيتون العصرية بضواحي عنابة، إقبالا ضعيفا من طرف الفلاحين بسبب نقص المنتوج هذه السنة، وهو ما أثار خوف المواطنين من زيادة سعر هذه المادة التي بلغ سعرها خلال الأيام الأولى من الشروع في الجني لهذا الموسم، 700 دينار، فيما شرعت العائلات العنابية في القرى والجبال، في عملية جمع الزيتون، في وقت تعرف المعاصر التقليدية هجرة نحو الوحدات العصرية لسرعتها في عصر الزيتون رغم قلة المنتوج.
لايزال الفلاحون في هذه المناطق يستخدمون خلال عملية جني الزيتون ”الشطرب”، وهي أعواد تُستخدم لجذب أغصان الزيتون قبل الحصول على حبات الزيتون، والذي يتم تنقيته من طرف النسوة، ليتم بعد ذلك جمعه في أكياس، ويحوَّل مباشرة إلى المعصرة. وبعد أن تَراجع المنتوج بولاية عنابة خلال السنوات الأخيرة، تخلت العائلات عن استعمال المطاحن التقليدية، التي كانت تساعد على استخلاص زيت خالية من كل الشوائب وذات نوعية جيدة، إلا أنه نظرا لقدمها بدأت هذه العادة تندثر ولم تعد المعاصر التقليدية موجودة تماما.
وقد أصبح الكثير من الفلاحين والمزارعين وأصحاب حقول الزيتون، يستخلصون الزيت في المعاصر الحديثة لسرعتها، إلى جانب استخلاص كميات معتبرة من زيت الزيتون. كما تتميز المعصرة الحديثة بخصائص غير موجودة في المطاحن التقليدية، منها سرعة طحن الزيتون، واستخلاص الزيت، والتي تفوق خمس مرات قدرات المعاصر التقليدية، حسب أصحاب هذه الوحدات. ويبقى كبار السن متمسكين بخيار المعصرة التقليدية، على اعتبار أنها وسيلة فعالة في عصر زيتون بكر، وذات نوعية جيدة، مع أن العملية تأخذ جهدا ووقتا طويلا، كما يتطلب العمل صبرا من حيث انتقاء الزيتون وتصفيته من الشوائب. يقول، في هذا الصدد، أحد أصحاب المطاحن التقليدية بعنابة، إن المعصرة الحديثة توفر الوقت والمجهود لأنها تعمل على غسل الزيتون، وتفصل الأوراق في آن واحد، مع إنتاج زيت صاف، وتكون الكميات مضاعَفة مقارنة بالتقليدية.
ويبقى المذاق الأصلي والجيد للزيتون المطحون بالمطاحن التقليدية؛ لأن مستخدميها يستعملون مياها دافئة مراعاة لجودة الزيتون، وهو ما يعطي نتيجة رائعة رغم المردود الضعيف مقارنة بما تعطيه العصرية، فيما تبقى المعاصر التقليدية تتوفر على تقنيات حديثة وسريعة، ناهيك عن توفير كميات هائلة، تغطي طلبات واحتياجات الزبائن. والأسعار تختلف من منطقة إلى أخرى، وحسب الوفرة والنوعية، وعليه فإن زيت المعصرة التقليدية سعره يفوق الزيت المستخلص من العصرية؛ لأن الأول يستعمله الناس في التداوي والأكل، والآخر، حسب بعض العائلات، قيمته ضعيفة من حيث التداوي من الأمراض بعد إدخال إضافات عليه. وعن نقص منتوج الزيتون فهو مرتبط، حسب بعض الفلاحين، بنقص العناية به، وتراجع مردود مياه السقي، خاصة في بداية غرس شجيرات الزيتون.