مطالب دولية بالتهدئة والتعجيل بتعيين مبعوث أممي جديد
موجة إدانة واسعة لاعتداء المغرب في الكركرات
- 502
أثار الاعتداء المغربي على المتظاهرين الصحراويين المسالمين بثغرة الكركرات بالمنطقة العازلة في الصحراء الغربية، موجة إدانة واسعة ومطالب بالتهدئة والتعقل صاحبتها مخاوف من مغبة استمرار التصعيد بما يقود إلى اندلاع حرب بالمنطقة مجهولة العواقب.
وسارعت منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وقوى دولية من روسيا إلى فرنسا مرورا بإسبانيا وإيطاليا وصولا إلى منظمات ومتضامنين مع عدالة القضية الصحراوية، للمطالبة بضرورة التهدئة والتعقل واحتواء التوتر بين جبهة البوليزاريو والمغرب بالطرق السلمية، مع التعجيل في تعيين مبعوث أممي جديد الى الصحراء الغربية. وأعرب الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، عن قلقه البالغ إزاء العواقب المحتملة للتطورات الخطيرة بمنطقة الكركرات، مبديا أسفه لفشل الجهود التي بذلها خلال الأيام الأخيرة عبر عدة مبادرات لتفادي التصعيد بالمنطقة العازلة. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام الاممي في إحاطته الصحفية اليومية بشأن الصحراء الغربية نيابة عن غوتيريس، أن هذا الأخير "ملتزم ببذل قصارى جهده لتفادي انهيار وقف إطلاق النار الساري منذ 29 سنة، وأنه "مصمم على بذل كل ما في وسعه لإزالة جميع العقبات التي تعترض استئناف العملية السياسية".
كما أكد على التزام بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" بمواصلة تنفيذ ولايتها، داعيا الأطراف لتوفير حرية الحركة الكاملة للبعثة وفقا لعهدتها. ونفس المخاوف عبر عنها أمس رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي، محمد الذي أبدى انشغاله العميق على اثر تدهور الأوضاع في منطقة الكركرات والتهديدات الخطيرة بخرق وقف اطلاق النار الساري منذ عام 1991". وحيا موسى فقي، جهود الأمين العام الأممي ودول المنطقة من أجل تشجيع طرفي النزاع على التهدئة والتعقل والعودة في أقرب وقت إلى طاولة المفاوضات، معبرا عن أمله في أن يعجل الأمين العام الاممي في تعيين مبعوث شخصي إلى الصحراء الغربية، مؤكدا استعداد الاتحاد الافريقي لدعم جهود المنظمة الأممية في التوصل الى حل سياسي وعادل يقبله طرفا النزاع. ودعت فرنسا، التي لطالما حملتها جبهة البوليزاريو مسؤولية استمرار مأساة ومعاناة الصحراويين بسبب انحيازها المفضوح للطرف المغربي داخل مجلس الأمن الدولي، الى القيام بكل شيء من أجل تفادي التصعيد. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن "باريس تدعو اليوم للقيام بكل شيء لتفادي التصعيد والعودة في أسرع وقت الى الحل السياسي". وأضافت أن "هذه الأحداث تظهر أهمية العودة السريعة للمسار السياسي الذي يمر خاصة عبر تعيين في أقرب وقت مبعوث جديد للأمين العام الأممي".
وأكدت روسيا أنها تتابع "بانشغال بالغ" تطورات الوضع في الصحراء الغربية خاصة تلك التي حدثت صباح الجمعة بمنطقة الكركرات، داعية إلى استئناف سريع للمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو. وحثت الخارجية الروسية في بيان لها، المغرب وجبهة البوليزاريو على "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي الى تفاقم الوضع في الصحراء الغربية"، داعية إلى ضرورة الاستئناف السريع للمفاوضات المباشرة بين الطرفين وتعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة.
وباعتبارها المسؤولة التاريخية عن استمرار النزاع في الصحراء الغربية، فقد دعت إسبانيا كل الأطراف للعودة إلى المسار التفاوضي والتقدم نحو حل سياسي وعادل ودائم ومقبول. وذكر بيان لوزارة الخارجية الإسبانية "أن مدريد تدعم جهود الامين العام الاممي من أجل ضمان احترام وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية"، مشيرا إلى أن "إسبانيا قامت خلال الايام الاخيرة بمبادرات في هذا الاتجاه دعت من خلالها للمسؤولية والتعقل". ومن روما، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي، بييرو فاسينو، عن قلقه بشأن الأنباء الواردة عن أعمال عنف في المنطقة العازلة بالكركرات بجنوب الصحراء الغربية. وطالب البرلماني الإيطالي في بيان صحفي بعدم "تغذية دوامة التوتر وتجنب أي استخدام للقوة واستئناف عملية السلام على أساس قرارات مجلس الأمن"، حاثا الأمم المتحدة على تعيين مبعوثها الجديد إلى الصحراء الغربية الذي لا يزال شاغرا منذ استقالة هورست كوهلر شهر ماي 2019.
أما موريتانيا التي تعتبر بلدا ملاحظا في مسار التسوية السلمية للنزاع في الصحراء الغربية، فقد دعت كل الاطراف إلى التعقل والعمل من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار من أجل التوصل إلى حل توافقي سريع للأزمة. ودعت فنزويلا التي أعربت بدورها عن انشغالها العميق لما يجري في الكركرات، بضرورة الإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية باعتباره المخرج الوحيد للأزمة وتجنيب المنطقة تداعيات الحرب. وأدان رئيس اللجنة البلجيكية لمساندة الشعب الصحراوي، بيير غالان، الاعتداء العسكري المغربي على مدينة الكركرات، مؤكدا أن ما قام به المغرب هو "انتهاك صارخ" لمخطط تسوية النزاع في الصحراء الغربية التي ترعاها الأمم المتحدة. وقال غالان وهو أيضًا رئيس الندوة الأوروبية للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي "أوكوكو"، "أنه يتابع عن كثب ما حدث في المنطقة العازلة بالكركرات، لأنه انتهاك صارخ لخطة السلام ولكل ما حاولت بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير "مينورسو" القيام به على الرغم من ذلك يبقى محدودا جدا". وحسب المتضامن الأوروبي، فإن الامر يتعلق أيضا "بانتهاك واضح لجميع المواثيق الدولية، فالمغرب يتصرف مثل مستعمر والمستعمرين دائما عنيفون".
وحملت المناضلة الصحراوية المعروفة امينتو حيدار، مجلس الأمن الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الكركرات. وقالت في تغريدة لها على "تويتر إن "عدم تحرك المجلس الاممي قد شجع المحتل المغربي على انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وعلى منظمة الأمم المتحدة التحرك قبل فوات الأوان". وحذرت المناضلة الحائزة على جائزة نوبل البديلة للسلام 2019 "سنكون نحن المدنيون الصحراويون بالأراضي المحتلة أولى الضحايا". وتوالت بيانات التنديد والادانة للعدوان المغربي في الكركرات من مختلف الجهات المتضامنة مع القضية الصحراوية على غرار اتحاد الشباب والطلاب الاشتراكيين في سيريلانكا الذي طالب الاحتلال المغربي بالكف عن انتهاك اتفاقات السلام والقانون الدولي. ونفس موقف الادانة عبرت عنه كل من منظمة منتدى عموم إفريقيا ومجموعة السلام للشعب الصحراوي بالبرلمان الأوروبي والهيئة المغاربية للسلم والأمن بدول المغرب العربي التي ادانت اعتداء المغرب "الخطير" على الشعب الصحراوي وخرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، مشددة على أن حل القضية الصحراوية يكون "عبر الاستفتاء وليس عبر الاعتداء".
كما أدانت الاعتداء كل من الرابطة الدولية للشباب الاشتراكي الديمقراطي بالسويد والجمعية الفرنسية لأصدقاء الجمهورية الصحراوية ومنظمة "عدالة" البريطانية.