تزامنا مع انخفاض درجات الحرارة
تسابق جمعوي لتوزيع الوجبات الساخنة
- 817
تتسابق الجمعيات الخيرية بالعاصمة، لتقديم يد المساعدة للمحتاجين والأشخاص بدون مأوى خلال هذه الأيام التي انخفضت فيها درجات الحرارة بشكل كبير؛ بتقديم وجبات ساخنة في إطار عملها الخيري الذي يتواصل، بل ويتجدد مع كل موسم برد؛ للتخفيف من معاناة هؤلاء الذين يبيت بعضهم في العراء رغم درجات الحرارة التي تصل أحيانا إلى ما دون الصفر؛ ما يجعل تحمّلها مستحيلا تماما؛ فما بالك بالمبيت بدون أكل!
قال، في هذا الصدد، محمد واعلي، عضو بجمعية ”شباب الخير” بالعاصمة، إن الجمعيات تضاعف مبادراتها خلال فصل الشتاء، وهذا للظروف القاسية التي قد تزيد من معاناة المحتاجين، لا سيما بالنسبة للفقراء والأشخاص بدون مأوى، الذين رغم جهود الدولة في ضمان مخيمات خاصة للمبيت ووجبة ساخنة لهم، إلا أن الكثيرين منهم يعودون إلى الشارع، الذي يحقق ملاذهم وحريتهم الوحيدة. وأضاف المتحدث قائلا: ”تواصل جمعية شباب الخير عملها ونشاطها بهدف رسم الابتسامة على وجه المحتاجين؛ حيث استطاعت، بفضل عطاء ومساعدة أهل الخير، توزيع وجبات ساخنة على المتشردين في شوارع العاصمة، وفي مناطق مختلفة”، مضيفا أن ”أعمال الجمعية لا تتم ولا تكتمل إلا بمساعدات ذوي القلوب الرحيمة، وتبرعات المحسنين، وهذا ما يساعد الجمعية في اقتناء مختلف الحاجيات لمساعدة المحتاجين؛ بتحضير وجبات ساخنة لهم، تتمثل، عادة، في الشوربة بأنواعها والخبز والماء، أو بعض الأطباق التقليدية، فضلا عن الفواكه ومشتقات الحليب”.
وأكد عضو الجمعية أن تلك السلوكات بسيطة لا تكلف الكثير، لكنها تمثل شيئا عظيما عند هؤلاء المحتاجين، الذين لجأوا إلى الشارع بسبب ظروفهم الاجتماعية الصعبة، مضيفا: ”رغم معاناتهم فلا يمنعهم ذلك من عكس فرحتهم، وامتنانهم لمثل هذه الالتفاتة، التي نطلب من جميع الجمعيات المشاركة فيها”. وقد أطلقت المجموعة نداء إلى المحسنين عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، على غرار فايسبوك والانستغرام؛ بغرض حث أكبر عدد من المحسنين من مختلف مناطق الوطن، لا سيما للراغبين في المشاركة في فعل الخير، ولا يعرفون كيف وأين يتجهون؛ حيث يقول واعلي في هذا الصدد: ”الجمعية فتحت أبوابها للمساهمة في هذا العمل التضامني، والتبرع بوجبات ساخنة جاهزة، أو بالخضر والمواد الغذائية، وكذا الألبسة والبطانيات الجديدة، أو حتى المستعمَلة، لمساعدة أكبر عدد ممكن من المحتاجين طيلة موسم الشتاء”، موضحا أن ”المساعدة قد تكون معنوية، أو بحضور المحسنين والمهتمين بفعل الخير، للقيام بعمليات التوزيع أو الطبخ، أو غير ذلك من المساعادات؛ فالجميع مرحب بهم”.
والجدير بالذكر أن الجمعية الولائية، تحضّر، حسب المتحدث باسمها، لتقديم يد المساعدة للعائلات المعوزة في ظل هذه الأزمة الصحية، والحجر المفروض على البعض بسبب حالاتهم الصحية، أو العاطلين عن العمل بسبب التزام الحكومة ببعض القيود إلى حد الساعة، وهذا بتوزيع قفف تحتوي على مواد غذائية تساعد في تخطي هذه المرحلة بأقل الأضرار؛ قال: ”إن جمعية واحدة لا يمكنها أن تقوم بكل تلك المهام، وتوفر المساعدة لعدد كبير من المحتاجين؛ لذا من الضروري تضافر الجهود لمجابهة هذا الوباء الذي طال بقاؤه بشتى الوسائل، ضمن قيم الرحمة والتآزر مع الفئات الهشة من المجتمع”.