الظاهرة أضحت تهدد حياة المارة

أعمدة الإنارة العمومية خطر قاتل

أعمدة الإنارة العمومية خطر قاتل
  • 1000
رضوان. ق رضوان. ق

تعرف معظم أعمدة الإنارة العمومية بمدينة وهران، وضعية متدهورة وخطيرة، جراء انعدام أغطية الأمان الواقية للكوابل، وهي الظاهرة التي تعرف انتشارا كبيرا، تسببت في خروج الكوابل وتعرضها للتلف، في وقت تنتشر عدة أعمدة كهربائية خطيرة أمام المؤسسات التربوية وبالأحياء الشعبية، مما دفع الأولياء إلى دق ناقوس الخطر، خوفا على أبنائهم من التعرض لصعقات كهربائية قد تكون قاتلة.

تشهد عدة مناطق بمدينة وهران، انتشارا كبيرا لظاهرة الأعمدة الكهربائية التي تفتقد لأغطية الوقاية، والتي تسببت في خروج الكوابل وتعرضها للتلف في عدة مناطق، مما يؤدي إلى مشاهد مرعبة أصبحت تقلق الأولياء والمواطنين عبر الأحياء، خاصة مع تساقط الأمطار، وعدم وجود حل للمشكل الذي يبقى يتسع يوما بعد آخر. قامت المساء رفقة عدد من الأولياء، بجولة عبر بعض الأحياء الكبرى التي تعاني من هذه الظاهرة، حيث يبقى المشهد واحدا عبر الأحياء، بوجود أسلاك خارج الأعمدة ودون حماية، في وقت تم تخريب بعض الكوابل التي تبقى في العراء وأمام الأطفال والمواطنين والمارة، وحتى الحيوانات. أكد المواطنون أن الظاهرة تبقى غير مفهومة، أمام عدم تدخل السلطات للوقوف على هذا المشكل، الذي أرجعه المواطنون للسرقات التي لا تزال تطال أغطية الأعمدة، من قبل شبكات وعصابات النفايات الحديدية، خاصة أمام سهولة نزعها وسرقتها، في غياب الوازع الأخلاقي لأفراد هذه الشبكات.

كما أشار المواطنون، إلى أنه مع تواصل انتشار الظاهرة، ووصولها للأعمدة المجاورة للأحياء والمؤسسات التعليمية، فيما قام عدد من السكان بتدخل شخصي لتغليف أماكن الأغطية بالبلاستيك والشريط اللاصق، وتفادي خروج الكوابل، فيما لجأ البعض الآخر إلى وضع أعمدة خشبية داخل المنافذ وقطع من البلاستيك، وغيرها من الأشياء التي تمنع خروج الكوابل، لتفادي تعرض الأطفال للصعقات الكهربائية المميتة. أكد الأولياء من جهتهم، أن السلطات والمصالح الأمنية المختصة، أصبحت ملزمة بمتابعة هذا المشكل. والغريب في الأمر، أن الظاهرة تعرف توسعا كبيرا بكل الأحياء، خاصة أن الجولة الميدانية التي قادتنا إلى عدة أحياء، كشفت حجم السرقات التي طالت أعمدة الإنارة، مما يؤكد وجود شبكات منظمة تقف وراء عمليات السرقات الكبيرة وغير المسبوقة، كما شاهدنا وجود أعمدة كهربائية على وشك السقوط، وأخرى سقطت بالكامل، وبقيت الكوابل في العراء، فيما تحولت أخرى إلى شبه مفارغ للنفايات.

كما سبق لعدة بلديات بولاية وهران، خلال الأسابيع الأخيرة، أن شهدت عدة عمليات سرقة، طالت أغطية أعمدة الإنارة وأغطية بالوعات تصريف مياه الأمطار والأغطية الحديدية لقنوات شبكة الكهرباء والهاتف الثابت والأنترنت، مما تسبب في وقوع عدة حوادث، إلى جانب سرقة الحاويات البلاستيكية والكوابل النحاسية، في ظاهرة تبقى تهدد الاقتصاد الوطني، وحياة المواطنين، إلى جانب الخسائر المالية الكبيرة التي تتحملها البلديات وعدة مؤسسات عمومية تجارية أخرى.