يعاني سكان 89 شاليه بحي لخضر قرين بالمندوبية البلدية بوذراع صالح بقسنطينة، حالة مزرية بسبب الغياب التام للتهيئة التي جعلت هذا التجمع السكاني الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 37 سنة وبالتحديد إلى سنة 1983، في وضع مزر بعدما تم توزيع هذه الشاليهات الجاهزة على عدد من السكان بشكل ظرفي وبرمجة تحويلهم إلى سكنات لائقة لكن الأمر لم يتم.

يشتكي سكان الحي الذي يقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 5، أو ما يعرف بمنحدر المنية من غياب الإنارة العمومية، ما صعب على القاطنين التنقل في الأوقات التي يحل فيها الظلام وخاصة في الساعات المبكرة لليوم، أين يخرج الأطفال الصغار وحتى الفتيات والشبان من أجل الدراسة بالإضافة إلى النساء العاملات اللائي يجدن صعوبة كبيرة من أجل الوصول إلى الطريق الرئيسي، وهو نفس المشهد الذي يتكرر عند العودة في المساء إلى المنازل. وطالب سكان الحي بتوفير تغطية كاملة من الإنارة العمومية، خاصة وأن الحي يضم الأعمدة الكهربائية التي تم وضعها في سنوات خلت، حيث أكدوا أن الظلام الدامس الذي يغرقون فيه بمجرد حلول المساء أو مع الصباح الباكر، خاصة في فصل الشتاء، بات يشكل خطرا على السكان سواء خوفا من الاعتداءات من طرف المنحرفين والعصابات أو من قبل الحيوانات الضالة وعلى رأسها الكلاب المتشردة.

وصف سكان هذا التجمع حياتهم اليومية داخل هذا الحي بالكارثية، نظرا لما آلت إليه الطرق بين المنازل والتي لم تعبد، حسبهم، منذ توزيع الشاليهات قبل أكثر من 30 سنة، حيث تحولت بفعل الأمطار والمياه المتسربة إلى مسالك ترابية وعرة الولوج على الشباب فما بالك بالشيوخ والأطفال الصغار وكذا النساء، وباتت المطبّات مشهدا مألوفا لدى السكان الذين اعتادوا على هذه المعاناة في ظل صمت المسؤولين. وحسب السكان فإن حيهم محصى بشكل رسمي لدى السلطات المحلية، خاصة وأن مديرية السكن قامت وفقا لإجراءات قانونية بمنح القاطنين عقود ملكية، بالإضافة إلى إعانات مالية تدخل في إطار برنامج القضاء على البناءات الهشة والشاليهات والمقدرة بـ120 مليون سنتيم عن الشاليه، بعدما تم إحصاء أكثر من 5 آلاف شاليه عبر تراب الولاية معني بالعملية. ويشتكي السكان من ظهور أودية وسيول داخل الحي بمجرد أي تساقط مطري، حيث حفرت مياه الأمطار التراب لتصنع مجاري عميقة باتت تستقبل المياه القدرة عند انسداد البالوعات، وهو الأمر الذي اعتبره سكان 89 شاليه بحي لخضر قريب ببوذراع صالح، بالخطر المحدق الذي يهدد صحتهم وصحة أبنائهم في ظل وجود شبكة صرف صحي قديمة أكل عليها الظهر وشرب.

كما طالب السكان السلطات المحلية بإيجاد حل للأبناء المتزوجين والقاطنين مع أبائهم داخل الشاليه الواحد، حيث طالبوا بتمكينهم من الإعانة المالية المقدرة بـ120 مليون حتى يتمكنوا من بناء طابق يأويهم أو وإدراجهم في قوائم السكن الاجتماعي وفق ما ينص عليه القانون والاستفادة من تجارب أحياء أخرى التي تم تسوية ملفات مشابهة من طرف الدائرة. وحسب سكان 89 شاليه بحي لخضر قرين بالمندوبية البلدية بوذراع صالح التابعة لبلدية قسنطينة، فإنهم راسلوا مختلف الجهات المعنية في العديد من المرات، كما أكدوا أنهم نقلوا الانشغالات إلى رئيس البلدية ومسؤول التهيئة العمرانية على مستوى البلدية ورئيس الفرع البلدي، لكن مشاكلهم لم تعرف فرجا ولم تجد نداءاتهم أذانا صاغية.