افتتح الموسم الجامعي الجديد من المسيلة.. الوزير الأول:
الإقلاع الاقتصادي بحاجة إلى الجامعة والبحث العلمي
- 735
❊ المؤسسات الناشئة مستقبل الجزائر..ولهذا استحدث الرئيس وزارة خاصة
❊ البحث العلمي أداة فعّالة لاتخاذ القرار المناسب وإدارة الأزمة بصرامة
دعا الوزير الأول عبد العزيز جراد، أمس، الأسرة الجامعية إلى ضرورة جعل البحث العلمي في خدمة الإقلاع الاقتصادي الحقيقي للتكفل بالحاجيات الراهنة ومتطلبات المجتمع، فيما أبرز من جانب آخر أهمية المؤسسات الناشئة في الاقتصاد الوطني معتبرا إياها “مستقبل الجزائر”، ووعد الطلبة بحل جميع المشاكل البيداغوجية وتلك المرتبطة بالوضع الصحي الاستثنائي.
وقال السيد جراد في كلمة ألقاها بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة على هامش إشرافه على افتتاح السنة الجامعية الجديدة 2020-2021 بحضور مستشار رئيس الجمهورية عبد الحفيظ علاهم وأعضاء الحكومة، “أدعو كل الباحثين والباحثين المقيمين بالخارج إلى ضرورة التكفل بالحاجيات الراهنة ومتطلبات المجتمع من أجل تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي يستفيد من البحوث العلمية بشكل ناجع”، مؤكدا في هذا السياق بأن البحث العلمي “أصبح أداة فعالة لاتخاذ القرار المناسب والتدابير وإدارة الأزمة بصرامة”. كما أكد الوزير الأول أن الجامعة الجزائرية تواجه اليوم عدة تحديات، تتطلب من كافة الفاعلين العمل على بلورة “رؤية إصلاحية متكاملة كفيلة ببعث ديناميكية جديدة في مجالِ تكوين كفاءات عالية التأهيل وجعل جامعة الغد قادرة على مسايرة التحوّلات الجارية ومستعدة لمتطلبات المهن المستحدثة والمهارات الجديدة وكذا مسايرة عالم يتغير باستمرار”.
بالمناسبة ترحم الوزير الأول على ضحايا وباء جائحة كورونا من أساتذة باحثينَ، والأساتذة الباحثين الاستشفائيين الجامعيين، والباحثين الدائمين، والعمال، والطلبة، قبل أن يذكر بأن المنظومة الجامعية عرفت منذ الاستقلال إلى اليوم تطوّرا، حيث تم إنجاز نحو 109 مؤسسة تعليم عال تتوزع على 48 ولاية و55 مؤسسة للتكوين العالي خارج القطاع، و14 مؤسسة تكوين خاصة إلى جانب 441 إقامة جامعية و560 مطعم جامعي. كما ارتفع عدد الطلبة من 500 طالب بعد الاستقلال إلى مليون 650 ألف طالب سنة 2020. أما تعداد الأساتذة المؤطرين فقد بلغ 61277 أستاذ باحث سنة 2020.
التزام بحل المشاكل البيداغوجية والصحية
وخلال إشرافه بالقطب الجامعي التابع لجامعة محمد بوضياف بالمسيلة على إعطاء إشارة انطلاق السنة الجامعية 2020-2021 وعد الوزير الأول طلبة جامعة محمد بوضياف بالمسيلة بـ"حل جميع المشاكل البيداغوجية والاجتماعية، خاصة تلك المرتبطة بالوضع الصحي الاستثنائي المتمثل في جائحة كوفيد-19”. وأشار إلى أن حل هذه المشاكل سيتم بالتنسيق مع جميع الفاعلين في الجامعة وبإشراف الوزارة الوصية على القطاع، مضيفا في هذا الصدد بأن كافة التدابير لأجل تحسين ظروف الدراسة بالنسبة للطلبة قد اتخذت، خاصة فيما يتعلق بالوقاية من فيروس كورونا المستجد.
ودشن الوزير الأول الذي كان مرفوقا في زيارته إلى المسيلة بكل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، ووزير السكن والعمران والمدينة، كمال ناصري، إلى جانب مستشار رئيس الجمهورية، عبد الحفيظ علاهم، 2000 مقعد بيداغوجي تابع لمعهد التربية البدنية والرياضية بالقطب الجامعي لجامعة محمد بوضياف، أطلق عليه بالمناسبة اسم المجاهد الراحل عبد المجيد علاهم (1934-1996). كما وضع حجر الأساس لمشروع بناء 300 سكن بصيغة الترقوي المدعم و538 وحدة سكنية أخرى بصيغة البيع بالإيجار للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره (عدل) وأشرف على توزيع 400 سكن بصيغة البيع بالإيجار بعاصمة الولاية.
وقد استمع الوزير الأول إلى عرض حول “مرجع التوافق بين التكوين والمهن الجامعية” ببهو القطب الجامعي. كما أشرف السيد جراد على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مستشفى بسعة 240 سرير سيحتضن عديد المصالح من بينها تلك الخاصة بالاستعجالات الطبية، حيث شدّد بالمناسبة، على ضرورة العمل على إنجاز “هيكل صحي عصري يتوفر على جميع ظروف الراحة التي تسمح بترقيته مستقبلا إلى مركز استشفائي جامعي”، مشدّدا بإسناد هذا المشروع لمؤسسة كوسيدار. وبعين المكان أعطى السيد جراد تعليمات للمسؤولين المحليين من أجل العمل على التحضير من الآن لمرحلة تجهيز هذا المستشفى والمورد البشري الطبي وشبه الطبي والإداري الذي يتعين تسخيره من أجل تشغيل هذا الهيكل. وأضاف الوزير الأول “يتعين التخطيط للمستقبل والتفكير في التجهيز والمستخدمين الذين سيتم تعيينهم بهذا المستشفى الذي سيدخل حيز الخدمة بمجرد استكمال الأشغال”.
المؤسسات الناشئة مستقبل الجزائر
من جانب آخر، أبرز الوزير الأول، أهمية المؤسسات الناشئة في الاقتصاد الوطني، معتبرا إياها “مستقبل الجزائر”. وأوضح لدى اطلاعه على نشاط حاضنة الأعمال التابعة لجامعة محمد بوضياف بأن للمؤسسات الناشئة “دور هام في التنمية الاقتصادية ما جعل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يستحدث وزارة خاصة لمرافقة هذا النوع من المؤسسات”.
وأشار إلى أنه لاحظ بحاضنة الأعمال، الأهمية البالغة للمشاريع المقترحة من قبل الطلبة “وهو ما يدل على عزم الجامعة في الإسهام بتطويرها”. كما أبدى السيد جراد إعجابه بما تقوم به الحاضنة، مبرزا ضرورة الاستجابة لكل انشغالات طلبة الدكتوراه والبحث العلمي. وتضم حاضنة الأعمال بجامعة المسيلة ما يزيد عن 200 مشروع. كما سجلت أكثر من 50 براءة اختراع، وفق ما ورد في الشروح التي قدمت للوزير الأول، الذي أكد أن الدولة “ستواصل مرافقة المؤسسات الناشئة لأجل تطوير الاقتصاد الوطني”.
وقام السيد جراد بالمناسبة بتكريم 7 أساتذة بجامعة محمد بوضياف نظير الأعمال التي قدموها في مختلف مجالات البحث العلمي. كما أشرف الوزير الأول بالمناسبة، على توزيع حافلات للنقل المدرسي موجهة لمناطق الظل تقع عبر 5 بلديات بالولاية، حيث يتعلق الأمر ببلديات جبل مساعد وسيدي امحمد وبلعايبة وسيدي عامر ومحمد بوضياف.