جنوب إفريقيا تؤكد أنه اعتراف بعدم الشرعية الدولية
- 746
أكدت جمهورية جنوب إفريقيا، أن أي اعتراف بمزاعم الصحراء الغربية كجزء من المغرب هو بمثابة اعتراف بعدم الشرعية الدولية، في إشارة إلى الإعلان الأخير للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة مقابل تطبيع الرباط لعلاقاتها مع إسرائيل.
وقال السفير الجنوب إفريقي شوليسا مابهونغو، في الامم المتحدة خلال لقاء افتراضي للاحتفال بالذكرى الـ60 للإعلان بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، بأن "جنوب إفريقيا ساهمت في الكثير مما أنجزته الأمم المتحدة فيما يخص إنهاء الاستعمار"، مضيفا أن بلاده "تتطلع إلى آراء ووجهات نظر جميع الدول حول الكيفية الممكنة للعمل معا للمضي قدما في تنفيذ هذا الإعلان التاريخي". وجدد تذكير الأمم المتحدة بـ "استمرار حرمان الشعب الصحراوي من فرصة ممارسة حقه في تقرير المصير المكفول له بموجب ميثاق الأمم المتحدة، على النحو المبين في إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.. وبأن نضال الشعب الصحراوي هو كفاح من أجل تقرير المصير". كما ذكر بأن دعم بريتوريا لقضية الشعب الصحراوي يقوم على مبادئ إنهاء الاستعمار، وتعزيز حقوق الإنسان والشرعية الدولية واستقرار وأمن القارة الإفريقية، مؤكدا مواصلتها دعمها للجهود المبذولة لتحقيق حل سياسي عادل ودائم بما يضمن لهذا حقه في تقرير المصير.
وأشار في هذا السياق إلى أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تدرك بأن "التفويض الأساسي لبعثة "مينورسو" على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن 690 الصادر عام 1991، والقرارات اللاحقة في إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية". وفي ختام البيان أشارت جنوب إفريقيا إلى الأهمية البالغة لضمان ألا يصبح الزخم الناتج عن الجهود الجديرة بالثناء للمبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة، هورست كوهلر، خلال جولة محادثات جنيف في ديسمبر 2018 ومارس 2019 "أثرا آخر في متحف التاريخ". ويأتي الموقف المتجدد لجنوب افريقيا في وقت راسلت فيه جبهة البوليزاريو أعضاء بالأمم المتحدة أبلغتهم بموقفها من اعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة الوهمية للمغرب على الصحراء الغربية.
واعتبرت الرسالة موقف الرئيس ترامب، انتهاكا لميثاق ولقرارات الأمم المتحدة بما في ذلك قرارات مجلس الأمن، التي صاغتها الولايات المتحدة نفسها وصوتت عليها على مدى العقود الماضية، مشددة على أن "هذا الإعلان المؤسف يبتعد عن السياسة الأمريكية التقليدية فيما يتعلق بالصحراء الغربية". وأكدت أيضا على أن الإعلان المذكور يتجاهل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بما في ذلك القرار 2625 لعام 1970، الذي ينص على أنه لا يجوز الاعتراف بقانونية أي اكتساب إقليمي ناتج عن التهديد باستعمال القوة أو استعمالها. وبينما أكدت على أن الوضع القانوني للصحراء الغربية واضح بشكل لا لبس فيه، ذكرت بكل القرارات واللوائح سواء الصادر عن الامم المتحدة ومجلسها الأمني أو القرارات الاستشارية لمحكمة العدل الدولية والأوروبية، والتي أكدت جميعها على عدم سيادة المغرب على هذا الاقليم المحتل. وبناء على هذه الحقائق القانونية الثابتة خلصت الرسالة إلى أن "العمل المنفرد الذي قام به الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته فيما يتعلق بموضوع السيادة على الصحراء الغربية، يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وبالتالي فهو باطل ولاغٍ ولن يكون له أي أثر على الإطلاق".
وذكرت بمواقف أصوات قوية في الكونغرس والمجتمع المدني والساحة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، عبّرت عن خيبة أملها حيال هذه المحاولة الرامية إلى جعل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية محل مقايضة، ودعوتها للرئيس القادم إلى التراجع عن قرار ترامب. وفي الختام عبّرت الرسالة عن أمل الحكومة الصحراوية وجبهة البوليزاريو، في أن تتراجع الحكومة الأمريكية القادمة عن القرار الأحادي الجانب الذي اتخذه الرئيس المنتهية ولايته، وأن تضمن لعب الولايات المتحدة لدور بنّاء في الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سلمي ودائم يقوم على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. الى ذلك تتواصل الدعوات المطالبة بضرورة إنصاف الشعب الصحراوي من خلال تمكينه من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، والتي رفعتها هذه المرة مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني، في عريضة مكتوبة لمجلس العموم للاعتراف بهذا الحق.
واستنكر هؤلاء اعتراف الرئيس ترامب، بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية، داعين حكومة بلادهم إلى "رفض إتباع المسار الخطير وغير القانوني الذي سلكه الرئيس ترامب". من جانبها طالبت الآلية الوطنية لتنسيق العمل الحقوقي في الصحراء الغربية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل على الإفراج الفوري واللامشروط على جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية. وطالبته بـ«تحمل مسؤولياتها والالتزام بتطبيق مقتضيات اتفاقيات جنيف والقيام بزيارة للأراضي المحتلة للاطلاع على ما يجري من انتهاكات ممنهجة للهيكلة العالمية لحقوق الانسان والشعوب".
هجمات جديد للجيش الصحراوي تخلّف خسائر في أرواح قوات المحتل
يواصل جيش التحرير الشعبي الصحراوي هجماته التي تستهدف مواقع وتخندقات جنود الاحتلال على طول الجدار الفاصل مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات.
وأكد بلاغ صادر عن وزارة الدفاع الصحراوية، أمس، أن قوات الجيش الصحراوي نفذت "هجمات جديدة استهدفت حفر وتخندقات جنود الاحتلال المغربي خلف جدار الذل والعار". وحسب البلاغ فقد تم قصف الخميس الأخير، عدة مواقع بقطاع حوزة وأم أدريگة وتشلة وفي منطقة أمگلي النبكة بقطاع آمگالا، وتواصل نهار أمس، استهداف نقاط تمركز جنود الاحتلال بقطاع آمگالا ومنطقة روس السبطي بقطاع المحبس وتلك المتمركزة في قطاع السمارة. كما أضاف البيان العسكري أن مقاتلي الجيش الصحراوي شنوا قصفا عنيفا تمكنوا من خلاله من تدمير مقر قيادةٍ تابعٍ لقواتِ الاحتلال في منطقة سبخة تنوشاد بقطاع المحبس. وتتواصل هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي مستهدفة جحور قوات الاحتلال المغربي التي تكبدت خسائر معتبرة في الأرواح والمعدات على طول الجدار الفاصل.