أكد أنها ستسهم في تعطيل مسار التسوية في الصحراء الغربية
جيمس بيكر يحذّر من تبعات خطوة ترامب "المتهورة"

- 782

حذّر جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، من أن "الخطوة المتهورة" التي قام بها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بالاعتراف بـ«السيادة" المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، من شأنها أن تسهم في حالة الجمود التي تشهدها مسألة تسوية النزاع الذي طال أمده.
وعاد الدبلوماسي الأمريكي مهندس مخطط التسوية السلمية للقضية الصحراوية، إلى مسألة هذا الاعتراف الملغوم في مقال رأي بجريد "واشنطن بوست" بعنوان "اعتراف ترامب بالصحراء الغربية ضربة خطيرة للدبلوماسية والقانون الدولي"، وقال إن "هذه الخطوة المتهورة المتخفية في صورة دبلوماسية، ستسهم في المأزق القائم في حل النزاع الذي طال أمده بين المغرب وشعب الصحراء الغربية بخصوص وضع تلك المنطقة". وقال بيكر، الذي شغل منصب المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية في الفترة ما بين 1997 و2004، إن إعلان الرئيس ترامب، يشكل "تراجعا مذهلا عن مبادئ القانون الدولي والدبلوماسية التي تبنّتها الولايات المتحدة واحترمتها لسنوات عديدة"، كما يمثل "تغييرا كبيرا ومؤسفا في السياسة الأمريكية في ظل كل من الإدارات الديمقراطية والجمهورية". وأوضح في هذا السياق أن "تلك السياسة تبنّت دائما موقفا محايدا إلى حد ما في دعم جهود الأمم المتحدة لتحديد مستقبل ذلك الإقليم وشعبه، بطريقة تدعم مبدأ تقرير المصير... وهو المبدأ الأساسي الذي تأسست عليه الولايات المتحدة والذي يجب أن تظل وفية له".
وقال إنه "ربما لم يفكر مؤيدو هذه الخطوة في العواقب المحتملة التي قد تترتب عن تراجعهم عن هذه السياسة، لكنها يمكن أن تكون بالغة الخطورة على المدى البعيد". بل أكد وأنه "يمكن أن يكون لها تأثير على المفاوضات المستقبلية، وتشكك في التزامنا بحل يوفر شكلا من أشكال تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية كما ورد في قرارات الأمم المتحدة التي أيدناها". وفي إشارة منه إلى تطبيع النظام المغربي وعدد من الدول العربية لعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، اعتبر بيكر، أن "الخلط بين اتفاقات إبراهيم التي هي اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، ونزاع الصحراء الغربية الذي يعد مسألة تقرير المصير بشكل واضح لا لبس فيه لن يقوي أو يوسع الاتفاقات". وقال إنه "لا ينبغي لنا ببساطة أن ندير ظهورنا لشعب الصحراء الغربية، بينما نحاول تعزيز علاقات أفضل بين إسرائيل وجيرانها العرب"، مشيرا إلى أن هذا ما فعله قرار الرئيس ترامب. ودعا بيكر، في الأخير إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، القادمة إلى "إلغاء هذا الإجراء المتهور والساخر"، خاصة وأنه أكد أن القيام بذلك "لن يقوض الاتفاقات" مع إسرائيل.