عبد الله حمادي يطلق ”المعتمد ابن عباد ملك إشبيلية”
تاريخ مثير للجدل والتساؤل

- 951

أعلن الدكتور عبد الله حمادي، عبر صفحته الإلكترونية، عن إطلاق كتابه الجديد قريبا، بعنوان ”المعتمد ابن عباد ملك إشبيلية”، معتبرا إياه ثمرة بحث يضعه بين يدي القراء والباحثين، ليكون فضاء للتساؤل والنقاش حول تاريخ لا زال محل بحث وجدال.
كتب الدكتور حمادي ”هذا كتابي الجديد الذي سيظهر إن شاء الله عن قريب، وهو عودة للبحث والتنقيب في أندلس الأعماق، وهذه المرة كانت وجهتي العودة إلى القرن الحادي عشر الميلادي/ الخامس الهجري، عصر الطوائف الذي أعتبره مفترق الطرق في مصير أندلس الأشواق، من خلال تسلم البربر للنفوذ في الأندلس، والقضاء على عصر الطوائف، فهل الحضور البربري القوي من خلال المرابطين كان نعمة على الأندلس، أم نقمة هيأت ظروف انهيار المجد الأندلسي التليد؟”.
يستعيد الكتاب جانبا مهما من تاريخ الأندلس وأدبها، من خلال هذه الشخصية المثيرة للجدل عند العرب والأسبان على حد سواء، علما أن كتبا صدرت عنه. وأشار المؤلف في مقدمة كتابه، إلى أن الشاعر والفارس المعتمد بن عباد، هو النموذج البشري الفريد من نوعه، جاء ليضفي على القرن 11 ميلادي (الخامس الهجري) في أرض الأندلس وهجا من الجمال والفروسية، ومنحه القدر الأندلسي العصيب أن يكون شاهد إثبات بالفعل، والقول على عصر كان بمثابة مفترق الطرق بين أن تكون الأندلس أو تزول.
كان للمعتمد الحظ الأوفر من الحضور في مسرح أحداث خطيرة، تداول على ساحتها أبطال أسطوريون من أمثال القائد المرابطي يوسف بن تاشفين، وملك قشتالة ولبون الشرس، الغاصب ألفونسو السادس، وكذلك الفارس الأسطوري المعروف بكتبه السيد القمبطور، حيث التقت هذه الأطراف لتكتب على مسرح الأحداث، خريطة جديدة للأندلس، كان فيها لمعركة الزلاقة 1086م الحد الفاصل الذي سيمنح الأندلس شهادة الميلاد البربرية الجديدة، وتكون نهاية لعصر الطوائف، ومنطلقا جديدا لأندلس السيادة البربرية على الأندلس، وتعرف من خلالها النهاية التراجيدية لبطل الشعر والفروسية المعتمد بن عباد، الذي فضل أن يكون راعيا للجمال بصحراء المغرب، على أن يكون راعيا للخنازير بسهوب قشتالة الجاسية.
هذا الكتاب هو رحلة تمتد على طول متاعب القرن 11 م، المعروف بعصر الطوائف التي أتت على ما هو رطب ويابس من أندلس الأشواق.
كتب الدكتور معلقا على رسائل متابعيه ”كل محبتي وتقديري لكل المعلقين على هذا الإنجاز العلمي، الذي جعلت المصادر الأندلسية هي من تقول كلمتها، مع تجنبي الاعتماد على المصادر المشرقية لمعرفتها السطحية بخبايا الأندلس”.
للتذكير، فإن الدكتور حمادي قامة علمية، تنوعت أعماله بين الشعر والدراسات النقدية والتاريخ، وهو من المختصين في العالم العربي في الدراسات الإسبانوأمريكية، تشهد عليه أعماله المختلفة، على غرار ”اقترابات من شاعر الشيلي الأكبر بابلو نيرودا”، ”غابريال غارسيا ماركيز رائد الواقعية السحرية”، ”مدخل إلى الشعر الإسباني المعاصر”، ”المورسكيون ومحاكم التفتيش في الأندلس”، ”الشعر في مملكة غرناطة 1232–1492 (رسالة دكتوراه)”، ”رمز الأندلس في الشعر الإسباني المعاصر والشعر العربي المعاصر (دراسة مقارنة)”، ”الأندلس بين الحلم والحقيقة”، ”حادثة اختطاف للروائي غابريال غارسيا ملركيز”.
بعد إتمامه لمرحلة التدرج، التحق بجامعة غرناطة بين سنتي 1972 و1976، حيث حصل على شهادة الماجستير، ثم في جامعة مدريد المكملة فيما بعد في مطلع سنة 1976، التي أعد بها رسالة دكتوراه في الأدب حول الشعر في مملكة غرناطة، ناقشها في 16 جوان 1980 أمام لجنة من كبار الأساتذة، بحضور متميز كان في طليعته الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي .
بعد سنة 1980، التحق بجامعة قسنطينة، أستاذا محاضرا في معهد اللغات الأجنبية وأستاذا زائرا بكلية الآداب بجامعة ”الأمير عبد القادر” الإسلامية، والمدرسة العلية للأساتذة وجامعة وهران، يعمل أستاذا للتعليم العالي لمادة الأدب بجامعة ”منتوري” قسنطينة.
تنوعت أعماله بين الشعر والترجمة والدراسات التاريخية والنقدية والدراسات الأندلسية والإسبانو-أمريكية، حيث نشر أكثر من 100 بحث في الجرائد والمجلات والدوريات العلمية، وأكثر من 27 كتاب ما بين إبداع وترجمة ودراسات، حاز على جائزة مؤسسة ”سعود البابطين للإبداع الشعري” المخصصة لأفضل ديوان في الشعر العربي، في دوره أكتوبر 2002، على ديوانه الشعري الموسوم ”البرزخ والسكين” .