حياة الصغير رئيسة جمعية ”الوئام” بالبليدة:
تقطير الزهور صنعة تبحث عمن يدعمها
- 819
لا زالت الحاجة حياة الصغير، رئيسة جمعية ”الوئام والعمل” لولاية البليدة، رغم كبر سنها، تكافح للحفاظ على صنعة تقطير الزهور والنباتات العطرية، التي مارستها لأزيد من 20 سنة، وتسعى جاهدة بعد تأسيس الجمعية، إلى نقل كل ما تعلمته من أسرار الصنعة للشباب الراغب في التعلم، وكل أملها أن تلقى الدعم الكافي لمواصلة مشاورها، خاصة بعد أن تقدمت في السن وأصبحت غير قادرة على العطاء.
تعد صنعة تقطير الزهور والنباتات العطرية من أقدم الصنعات التي تشتهر بها مدينة البليدة، هذه المدينة التي اشتهرت باسم مدينة الورود، فعشق الورود جعل سكانها يذهبون إلى أبعد من ذلك، باحترافهم لصنعة تعطر أجواء المدينة، وحسب الحاجة حياة، فإن ما تشتهر به المدينة بالدرجة الأولى، هو تقطير ماء الورد ونبات ”العطرشة” و"الخزامى” وغيرها من الأعشاب العطرية، مشيرة إلى أن صنعة التقطير، كان يتم استخدامها في أول الأمر لأغراض التعطير، أو في تحضير بعض الأطباق التقليدية والحلويات، وسرعان ما تم اكتشاف بعض الخواص العلاجية الهامة، فأصبح يستخدم مستخلص عدد من النباتات والأزهار في المجال العلاجي، وتحديدا في مكافحة بعض الفيروسات والرفع في مناعة الجسم.
من جهة أخرى، أوضحت محدثتنا أن نشاطها لم يقتصر على تقطير النباتات والأعشاب فقط، بل تعداه بعد تفشي الفكر المشجع على العودة إلى كل ما هو مصنوع من مواد طبيعية، إلى إنتاج عدد من المنتجات المستخلصة من الأعشاب والنباتات، ومنها مثلا ”الغاسول الطبيعي” والصابون الطبيعي، وكذا المراهم المحضرة من مواد مستخرجة من الطبيعة، مشيرة إلى أنها رغم التطورات الحاصلة في مجال التقطير، فإنها تأبى اعتمادها وتعتقد أن السر في نجاح الوصفة التي ترغب في الحصول عليها، تعتمد على الطريقة الطبيعية التي تستخدم فيها القطارة التقليدية، التي تقتنيها من ولاية قسنطينة، والمصنوعة من النحاس الخالص، وتقول ”لا أزال وفية للقطارة التقليدية التي تقدم لي مستخلصا صافيا من الورود أو النباتات التي أرغب في الحصول عليها”.
وأشارت الحاجة إلى أن عملية التقطير بالطريقة التقليدية صعبة ومتعبة ومكلفة، من أجل هذا، تتمنى بالمناسبة، أن يتم الرفع من قيمة الدعم المقدم لهم كجمعية، لتتمكن من دعم مشروعها، خاصة أن المعاهد اليوم، ترسل طلابها إلى مثل هذه الجمعيات لتعليمهم عمليات التقطير، وكل ما يتعلق بأسرار صناعة مختلف أنواع العطور والمواد الطبيعية.
في السياق، أوضحت المتحدثة أن الجمعية تعرف إقبالا كبيرا للتعلم، من قبل بنات الأرياف اللواتي يعشقن مثل هذه الصناعات، خاصة أن الريف يقدم المادة الأولية من الطبيعة.