بوقدوم يتحادث مع نظيرته الجنوب الافريقية

تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية

تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية
وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم
  • 415
مليكة. خ مليكة. خ

اتفق وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم ونظيرته الجنوب افريقية ناليدي باندور، أمس، على تعميق وتقوية التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، بهدف الارتقاء به إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة، بحيث يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين في إطار السلام والرفاهية.

 

وأفاد بيان وزارة الشؤون الخارجية تلقت "المساء" نسخة منه، أن رئيس الدبلوماسية الجزائرية أجرى في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى جنوب افريقيا مشاورات معمقة مع وزيرة العلاقات الدولية والتعاون السيدة نايدي باندور، مكنت من تقييم وضعية العلاقات الثنائية، فضلا عن بحث سبل ووسائل تعزيزها، كما رحبا في هذا السياق بجودة العلاقات السياسية التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وقرر الجانبان في هذا الصدد الإسراع في الانتهاء من مشاريع الاتفاقات التي يجري حاليا التفاوض بشأنها لتعزيز الإطار القانوني الذي يحكم التعاون الثنائي، تحسبا لانعقاد دورة اللجنة العليا الثنائية. كما قررا وضع الآليات اللازمة لترقية  المبادلات بين مجموعات الأعمال في البلدين، من أجل استغلال الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها اقتصادا البلدين.

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية سجل الوزيران بارتياح تقارب المواقف تجاه مسار الشرعية الدولية والتسوية السلمية للأزمات والصراعات، حيث استعرضا في هذا الصدد، آخر التطوّرات على مستوى بؤر التوتر الرئيسية في القارة الافريقية، بما في ذلك الأوضاع السائدة في ليبيا والصحراء الغربية ومالي ومنطقة الساحل ووسط  القرن الافريقي، حيث أكدا على ضرورة مضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف الرئيسية والنبيلة للاتحاد الأفريقي الهادفة إلى "إسكات البنادق" و«جعل إفريقيا قارة آمنة ومزدهرة".

دعوة للشروع في عملية سياسية لإنهاء الصراع في الصحراء الغربية

وبشأن النزاع في الصحراء الغربية، أعرب الوزيران عن انشغالهما العميق إزاء تجدد التوتر واستئناف المواجهة المسلحة بين المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو في الأراضي الصحراوية المحتلة. وشدّدا على ضرورة تضافر جهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة من أجل الشروع في عملية سياسية حقيقية للتسوية النهائية لهذا الصراع والسماح للشعب الصحراوي بالممارسة الكاملة لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، من خلال استفتاء نزيه وشفاف ووفق قرارات الاتحاد الأفريقي.

وفي هذا الصدد جدد الجانبان في بيان مشترك  دعمهما الكامل لتعيين فوري لمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة لهذا الاقليم المحتل. وهو المنصب الذي ظل شاغرا منذ استقالة الالماني هورست كوهلر في ماي عام 2019. وأعرب بوقدوم والسيدة باندور عن بالغ قلقهما، إزاء تصاعد التوترات العسكرية في الأراضي الصحراوية المحتلة وأكدا في هذا الإطار على موقفهما الداعم لحل سياسي عادل ودائم يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير عبر إجراء استفتاء حر ونزيه وفقا لقرار مجلس الأمن 690 (1991) وكذا القرارات ذات الصلة. وأخيراً، هنأ الوزير بوقدوم نظيرته ناليدي باندور على القيادة المستنيرة لجنوب أفريقيا على رأس الاتحاد الأفريقي ونجاح عهدة بلدها على مستوى مجلس الامن بصفتها عضوا غير دائم (2019-2020)، مشيرا إلى أنها مثلت القارة الأفريقية بكرامة ودافعت عن مصالحها ودعمت القضايا العادلة.

توافق تام في المواقف الثنائية والدولية

وقد أدلى رئيس الدبلوماسية الجزائرية عقب المحادثات بتصريح  لصحافة جنوب إفريقيا، أكد فيه أن مشاوراته المكثفة مع السيدة باندور كانت بناءة للغاية كونها تتزامن والسياق الحرج الذي تعرفه الأوضاع على المستويين الدولي والاقليمي. كما أشار إلى أن المحادثات تركزت على استعراض واقع العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين وقضايا السلم والأمن والاوضاع في مالي، وليبيا والصحراء الغربية، منطقة الساحل وإفريقيا الوسطى، فضلا عن تهديدات الإرهاب المتزايدة في جميع أنحاء القارة.

وأعرب بوقدوم في هذا الصدد عن سعادته لكون المشاورات الثنائية قد انتهت بتوافق تام في الآراء والمواقف حول جميع المسائل المعروضة، بما في ذلك الحاجة إلى تكثيف الجهود المشتركة داخل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لتعزيز مصالح إفريقيا وتجسيد التطلعات المشروعة لشعوب القارة، من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار والحرية، فضلا عن  تجديد العزم المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وجنوب إفريقيا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.