آمال صحراوية بتصحيح الرئيس بايدن لخطأ ترامب
"أسوشيتد برس" تفضح حصارا مغربيا للمدن المحتلة
- 856
عرفت مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة حصارا أمنيا غير مسبوق بمناسبة الزيارة التي قام بها قبل يومين، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر مخافة انفجار موجة غضب للسكان الصحراويين الرافضين لسياسة الأمر الواقع التي يسعى المحتل المغربي، فرضها عليهم بقوة الحديد والنار.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء أن الحصار الأمني الذي فرضته سلطات الاحتلال المغربية على المدينة فاق، الحصار الذي فرض على مراسلها الذي قام بزيارة حديثة للمدينة المحتلة لمنعه من التواصل مع السكان الصحراويين وقال حينها بأن الزوار والمقيمين يخضعون لنفس المعاملة. ويعتمد المغرب سياسة إغلاق وحصار على المدن الصحراوية المحتلة لمنع وصول مراقبين وحقوقيين وصحفيين أجانب لتجنب فضح انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان أمام الرأي العام ضمن حصار مشدد تتواطأ فيه الصحافة المغربية بشكل مفضوح مع المخزن. وتأتي زيارة المسؤول الأمريكي إلى الداخلة المحتلة في وقت يعلق فيه الصحراويون إمالهم على إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في تصحيح الخطأ الفادح الذي ارتكبه سلفه في منح ما لا يملكه إلى ما ليس له حق فيه عبر اعترافه بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية. وأعربت النانة لبات الرشيد، مستشارة الرئيس الصحراوي، عن أملها في أن يصحح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الإعلان غير القانوني للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب حول الصحراء الغربية.
وقالت المسؤولة الصحراوية "عن أمل أن يستطيع الرئيس الأمريكي الجديد إصلاح ما أفسده سابقه بالعودة إلى المواثيق الدولية التي ضرب ترامب بها عرض الحائط ونسف بها ديمقراطية أمريكا العتيقة". وهو ما جعلها تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية أمام "امتحان كبير" في ما يتعلق باحترام القانون الدولي، خاصة وأنها وصفت "التسويق" لافتتاح "قنصلية دبلوماسية أمريكية" بمدينة الداخلة المحتلة بأنه "مغامرة غير محمودة العواقب" قالت إن "أهم معالمها المخاطرة بالقانون الإنساني الدولي". ورصدت نفس المسؤولة أن زيارة وفد أمريكي إلى مدينة العيون الصحراوية المحتلة مؤخرا تزامنت مع "تعيين خليفة بومبيو بما يعني أن الوفد منتهي الصلاحية حتى وإن بقي من عمر حكم ترامب نحو 10 أيام"، ما جعلها تعتبر أن تلك الزيارة "عند بناية فارغة في مدينة الداخلة المحتلة والتسويق على أنها قنصلية مجرد دعاية إعلامية للنيل من معنويات الشعب الصحراوي خاصة مع ما يحققه الجيش الصحراوي من انتصارات ميدانية".
وثائقي يعرض معارك ضارية بين الجيش الصحراوي ونظيره المغربي
وفي هذه الأثناء عرض فيلم وثائقي بث مساء الاثنين على القناة التلفزيونية الجزائرية الثالثة المعارك الضارية الدائرة رحاها على طول الجدار العازل بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي والجيش المغربي عقب خرق الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي.
ونقل الوثائقي الذي حمل عنوان "قطاع المحبس 48 ساعة في قلب المعركة المخفية"، حقيقة الوضع السائد في ساحة المعركة بين جبهة البوليزاريو والمخزن، مقابل تعتيم إعلامي ممارس من قبل الأخير حول ما يحدث فعليا على الأرض. وسلط الوثائقي، الضوء على الهجمات المركزة التي يشنها جيش التحرير الشعبي الصحراوي على مواقع تخندق قوات الاحتلال المغربي على طول جدار العازل محولا بذلك مساحات شاسعة منه إلى أنقاض بفعل القصف المتواصل. ونقل الفيلم الذي عايش فيه طاقم التلفزيون وقائع الأحداث بمعية مفارز متقدمة لوحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي صورا حية وواقعية للهجمات الضارية التي تستهدف بصورة متواصلة معاقل ونقاط تمركز القوات المغربية المتخندقة خلف أحزمة لم تعد تقيهم من ضربات المقاتلين الصحراويين. كما بيّن مدى تمرس المقاتل الصحراوي وجاهزيته وهو العارف بخبايا الأرض والميدان ومدى العزيمة وروح التضحية المغروسة في الجيل الجديد المقاتل العازم السير على درب أجداده وآبائه وكله إصرار على بذل الغالي والنفيس إلى غاية تحرير كل شبر من أرضه المغتصبة.
وكشفت الشهادات الحية للقيادات العسكرية والمقاتلين الصحراويين التي نقلها نفس الوثائقي عن إرادتهم وتصميمهم على تحرير أرضهم المحتلة والمضي قدما نحو النصر أو الشهادة وكلهم قناعة أن حرب التحرير مسؤولية كل الأجيال. وعلى نقيض الادعاءات المغربية، كشف الوثائقي وجود حرب مكتملة الأركان بهجمات وغارات وقصف مركز ليلا ونهارا على عدة محاور تستخدم فيها مختلف أصناف الأسلحة التي تبين مدى تمرس وحدات جيش التحرير الصحراوي وقدراته القتالية في مواجهة حرب فرضت عليه عنوة من قبل الاحتلال المغربي. من جهته يواصل الجيش الصحراوي قصفا مدمرا لقواعد الاحتلال المغربي، ضمن سلسلة هجماته خلف جدار العار لليوم 60 على التوالي. وجاء في البيان رقم 60 الصادر عن وزارة الدفاع الصحراوية "تعرض جنود الاحتلال المغربي المتخندقين خلف جدار الذل والعار بقطاعات أمغالا وحوزة والفرسية والمحبس لقصف مدمر نفذته قوات الجيش الصحراوي". وأبرز البيان "استهدفت وحدات متقدمة من الجيش الصحراوي قواعد الجيش الملكي المغربي بعدة مناطق على غرار منطقة أمقلي النبكة بقطاع أمقالا ومنطقة أمغالا الدشرة بقطاع أمغالا"، مضيفا أن "قصفا شديدا ركز نيرانه على تخندقات قوات الاحتلال المغربي في منطقة فدرت العش قطاع حوزة".