أكد أن الهرولة للتطبيع مع إسرائيل لن تستمر

سفير فلسطين يستبعد إمكانية عقد مؤتمر دولي للسلام

سفير فلسطين يستبعد إمكانية عقد مؤتمر دولي للسلام
أمين مقبول، السفير الفلسطيني بالجزائر
  • 744
ق. د ق. د

استبعد أمين مقبول، السفير الفلسطيني بالجزائر، إمكانية عقد مؤتمر دولي للسلام إلا في حال وجود ضغط دولي يلزم الكيان المحتل ويدفع الإدارة الأمريكية إلى أخذ الشراكة الدولية بعين الاعتبار، رغم أن مجلس الأمن الدولي برمج نقاشا حول إمكانية عقد مؤتمر سلام برعاية دولية في جدول أعماله أمس.

ويرى مقبول في حديث مع وكالة الأنباء الجزائرية أن الوصول إلى تحقيق ذلك ليس بتلك السهولة، لما يستدعيه من ضغط أوروبي ودولي للوصول إلى الهدف المرجو، خاصة بعد رحيل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب الذي كان حليفا استراتيجيا للمحتل الإسرائيلي. ولدى تطرقه إلى مساعي القيادة الفلسطينية إلى أن تكون هناك مشاركة دولية في مؤتمر السلام لمنطقة الشرق الأوسط، تحدث مقبول عن طرح البديل الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إشارة إلى أن الشعب الفلسطيني يريد السلام، لكن ليس عن طريق الوسيط الوحيد المنحاز للكيان الصهيوني وإنما عن طريق مؤتمر دولي تشارك فيه الرباعية الدولية ودول العالم الأخرى المعنية بالسلام، عسى أن يكون للمؤتمر مفعول أكثر مستندا إلى قرارات الشرعية الدولية. ولأنه يدرك أن مثل هذه المساعي لا طالما اصطدمت بعقبة الاحتلال المدعوم من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، عبر الدبلوماسي الفلسطيني عن آماله في أن لا تقف الإدارة الأمريكية الجديدة عقبة وأن تحظى هذه الدعوة بموافقة أمريكية ودولية ويكون لها تأثير إيجابي. وعبر مقبول عن هذه الآمال بقناعة أن بعض التصريحات الصادرة عن إدارة جو بايدن تحمل في طياتها إيجابية، حيث قال نأمل أن تعالج الأخطاء التي ارتكبها ترامب بحق الشعب الفلسطيني والمنطقة.. نعلم أن إدارة بايدن لن تمارس ضغطا على الكيان الإسرائيلي لكنها على الأقل لن تمارس أيضا ضغطا على الفلسطينيين وستمسك العصا من الوسط.

وأضاف رغم أننا نعرف بأن السياسة والاستراتيجية الأمريكية تقف مع الكيان الصهيوني طوال الوقت، لكننا شبه متفائلين من منطلق أن الفلسطينيين يأملون في أن تكون الإدارة الديمقراطية أقل سوءا وعداء وتلتزم بقرارات الشرعية الدولية التي قفز عليها ترامب وشطبها من السياسة الأمريكية. وفي حديثه عن التطبيع الذي قامت به بعض الأنظمة العربية مع الكيان الإسرائيلي، أشاد السفير الفلسطيني بموقف الجزائر بجعل القضية الفلسطينية مقدسة. وقال إن الجزائر ليس لها مثيل في الدول العربية ولا في دول العالم في موقفها الثابت والداعم والمؤيد للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وبأن مواقفها ليست بالجديدة مع فلسطين. وتوقف مقبول عند تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي قال إن الجزائر لن تشارك ولن تبارك التطبيع مع الكيان الصهيوني، معتبرا إياها بلسما على الجراح الفلسطينية، وقد وجه رسالة إلى الأنظمة العربية ولجيران الجزائر بأن السلام لن يحل بالمنطقة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب في هذا السياق عن اعتقاده بأن عملية الهرولة لن تستمر، مرجعا ذلك إلى كونها قد تمت في وقت سابق لوجود ضغوط أمريكية في عهدة ترامب وهي الضغوط التي لن تكون مع إدارة بايدن رغم مباركتها للخطوة. كما يرى بأن عديد الأنظمة العربية أدركت أنه لا فائدة من التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل تحقيق مبادرة السلام العربية وموقف الجزائر والسعودية كانا حاسمان في هذه المسألة. ولم يخف السفير الفلسطيني بأن التطبيع أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية على اعتبارها قضية عربية مركزية وأساسية وفتح المجال أمام بعض المتخاذلين العرب لإقامة علاقات اقتصادية وتشريع الوجود الصهيوني في فلسطين. وانتقد السفير الفلسطيني تشكيلة الجامعة العربية وقوانينها ونظامها الداخلي الذي قال إنه ليس بالمستوى المطلوب لوجود مبادئ أساسية هناك لا تؤخذ بالإجماع وإنما بالتصويت.. وهناك بعض الأنظمة لديها ثقل كبير سياسي ومالي وإداري وجغرافي وتؤثر على قراراتها. وهو ما جعله يتأسف لـعدم إدانة الجامعة العربية للتطبيع رغم كونها خرقا لقراراتها، مطالبا بـإعادة ترميمها حتى تصبح ناطقة باسم الأمة العربية وليس الأنظمة العربية فقط.