ضيف الله يصدر "الحساسية الشعرية العربية الجديدة"
رهانات على تحولات جديدة
- 829
صدر، مؤخرا، في طبعة مشتركة بين "دار ضمّة" الجزائرية و"دار خطوط وظلال" الأردنية، كتاب "الحساسية الشعرية العربية الجديدة.. من قصيدة النثر والهايكو إلى الشعرية الرقمية" للكاتب بشير ضيف الله. ويحتفي الكتاب بتجارب راهنة، وأسماء صنعت الاستثناء إلى غاية نهاية العشرية الثانية من الألفية الثالثة على امتداد الوطن العربي؛ مشرقه ومغربه.
جاء في تصدير الكتاب أن الأصوات ترتفع هنا وهناك، حافرة في أسئلة الوجود الشعري ورهاناته وجدواه، عبر تحولات جديدة، و«إكراهات" واقعية، فرضتها جملة من المعطيات، أبرزها "النزوح الشعري" نحو الرواية، كملمح عربيٍ جديد، له تداعياته على الشعر، ليتساءل الكاتب: "هل المارد الشعري في أزمة فعلية الآن؟ هذا المارد الذي صنع الحدث بدءا من أنصاف القرن الماضي ونصّبَ حوله ثورات "نقاشاتية" بفعل الجديد اللاّفت في كل مرة؛ من الثورة على أوزان "الخليل" وعمود الشعر، إلى الثورة على المتن والبنية والرؤية والشكل، فظهرت أصوات وتداعت أخرى في ما يشبه "جنون" الشعر العظيم؛ حيث انتفضت قصيدة النثر، وشقت بكل تيماتها عصا الطاعة، معلنة عن عصر"إيقاع الجملة" إلى حين، ومستفيدة من بروز هذا الشكل الشعري في "أوروبا"، ثم ظهرت قصيدة "الهايكو" كعلامة على هذا التحول بفعل انفتاح الشاعر العربي على التجربة الشعرية "اليابانية"، غير الجديدة طبعا".
ويضيف الكاتب: "غير أن هذا "المجد" النثري/الهايكوي لم يكن بمنأى عن تأثيرات العولمة والمد الرقمي المخلخل للقيم والمحمولات الإبداعية، فلم يعد الشعر "علامة مقيّدة"، ولا "ماركة مسجلة"، وإنما بسط نفوذه "الرقمي" هذه المرة، مبشرا بالقصيدة الرقمية الجديدة بكل أشكالها، بعيدا عن التقسيمات"المدرسية"، قريبا مما تتيحه تقنيات الصورة و«الميديا -بلاير" وفضاءات التواصل الاجتماعي من حرية "فائقة". ولو أن هذا الخطاب الشعري لايزال جديدا على المتلقي العربي، إلا أنه يتوجه شيئا فشيئا نحو الانتشار بفعل المارد الرقمي وقدرته اللامحدودة على الاستقطاب الجماهيري، خصوصا مع العشرية الثانية وبداية العشرية الثالثة من الألفية الجديدة". وللإشارة، فإن بشير ضيف الله أكاديمي وشاعر وكاتب، نال عددا من الجوائز، من بينها جائزة "كتارا" عن فئة الدراسات والبحوث عام 2017.
بشير ضيف الله وُلد يوم 27 أكتوبر 1971 م بحاسي بحبح بولاية الجلفة، وهو أستاذ في اللغة العربية وآدابها، وعضو بالمجلس الوطني لجمعية الجاحظية الوطنية، وعضو سابق في اتحاد الكتّاب الجزائريين. تحصّل على شهادة دكتوراه العلوم في المناهج النقدية المعاصرة وتحليل الخطاب - بجامعة الجزائر المركزية. ومن بين شهاداته ماجستير آداب تخصص دراسات أدبية من جامعة الجزائر، وليسانس حقوق، وليسانس آداب، وشهادة الكفاءة المهنية للمحاماة. كما أدرج اسمه في العديد من الموسوعات والدواوين، مثل "موسوعة الأدباء والعلماء الجزائريين"، منشورات دار الحضارة، 2002. وله ديوان "الشهيد محمد الدرة"، منشورات البابطين، الكويت، 2001، ومعجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، الكويت، والموسوعة الكبرى للشعراء العرب، وغيرها من الأعمال.