لا تغضوا البصر..!
- 788
أصوات “متعوّدة دايما” لا تريد أن ترى إلاّ الجزء الفارغ من الكأس.. لا تلمح إلاّ “السواد” ولا تريد أن تحدق في كلّ ما هو أبيض.. إنها للأسف، تريد أن تـُري غيرها إلاّ ما تراه بعيون التيئيس واغتيال الأمل والتفاؤل!
الطامة الكبرى أن هذا النوع من البشر يريد تتفيه حتى الانتصارات.. حاولوا بطريقة يائسة بائسة ومخجلة “استصغار” استرجاع الجزائر في عيد الاستقلال، لجماجم ورفاة شهداء المقاومة.
حاولوا تغطية الشمس بالغربال، عندما تعلق الأمر بالموقف الرجولي والبطولي للجزائر، على لسان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عندما قال بأن القضية الفلسطينية أمّ القضايا، وقضية مقدّسة، وأن أرض الشهداء لن تهرول مع المهرولين نحو التطبيع ولن تباركه.
حاولوا “غضّ البصر” عن مسعى التغيير والإصلاحات ووضع أساسات وأركانات الجزائر الجديدة استجابة لمطالب الحراك الأصيل، وأغمضوا أعينهم في وضح النهار عن مضامين “دستور نوفمبر”.
لقد حاولوا إطفاء الأضواء الكاشفة، عن مسار تغيير ما يجب تغييره، وإعادة الكلمة للصندوق وردّ الاعتبار للإرادة الشعبية، ومنح وسام الاستحقاق للكفاءة بدل الرداءة وإعادة الحقوق الضائعة لأصحابها.
حاولوا التغطية على الحرب الضروس ضد الفساد وقلاع المفسدين والفاسدين، وحاولوا تلوينها بكلّ ألوان قوس قزح، باستثناء إنصاف العدالة ودعم الحقيقة، ومساندة هذا المسعى الذي كان مجرّد حلم جميل للجزائريين خلال الزمن البائد.
إنهم يحاولون اليوم، إخفاء “النّصر” الذي حققته الجزائر في مكافحة وباء كورونا، ويا عجب العجّاب، فهم “زعفانين” لأن اللقاح وصل، ولأن التطعيم انطلق، ولأن الجزائر كسبت معركة “المخابر” في وقت قياسي بينما مازالت دول كبيرة تنتظر دورها في الطابور.
مصيبة هؤلاء “الرهط” أنهم يهاجمون سرّا وجهرا.. لا ينتقدون النقد البنّاء.. يطلقون النّار عشوائيا وحتى على سيارات الإسعاف.. يسوّدون كلّ أبيض، لا يقدّمون الحلول والبدائل.. بارعون في وضع العقدة في المنشار والعصا في العجلة.. وعاجزون عن التغيير بالتي هي أحسن.
نعم، “قوى الشرّ” تقاوم دائما التغيير ولا تريد الخير للبلاد والعباد.. لكن “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، والأهمّ في المهمّ، أن “فخامة الشعب” لا ينتظر وصيّا ولا وسيطا ولا ناطقا باسمه، بعدما افتكّ قراره واسترجع سلطته واختار رئيسه، ووضع خطوات متتالية نحو الأمام من أجل تغيير هادئ وهادف، رغم “العوائق” الاضطرارية والحواجز المزيفة وقضاء الله وقدره.
مثلما كتب التاريخ، على مرّ العصور، ستنتصر الجزائر ـ إن شاء الله ـ على الدسائس والمؤامرات، فهي محمية من الرحمان الرحيم، وتحرسها عيون ساهرة لا تنام برّا وجوّا وبحرا، لجيش وطني شعبي، يجاهد ويراقب ويدافع بكلّ بسالة وتضحية، إلى جانب رجال وأبطال وخيّرين في مختلف المؤسسات والهيئات الوطنية، الكتف للكتف مع إخوانهم المواطنين في كل بقاع المحروسة.