جمعية "البدر" لمرضى السرطان

المرافقة النفسية للمصابين تزيد من فرص شفائهم

المرافقة النفسية للمصابين تزيد من فرص شفائهم
  • 1013
و. أ و. أ

المرافقة النفسية والاجتماعية لمرضى السرطان أحد أهم العوامل المساعدة في رفع نسبة شفائهم موازاة بالعلاج الصحي الذي يخضعون له، حسبما أكد الأطباء الذين شاركوا في لقاء علمي عن بعد، نظمته جمعية البدر لمرافقة مرضى السرطان.

أوضح رئيس الجمعية مصطفى موساوي، أن العديد من المرضى المصابين بالسرطان يجدون أنفسهم مجبَرين على التنقل إلى المراكز الجهوية لمكافحة السرطان، وترك عائلاتهم، وهو ما يؤثر سلبا على نفسيتهم؛ الأمر الذي يستدعي تجنّد الجمعيات والمجتمع المدني، للتكفل بهم، ومرافقتهم نفسيا واجتماعيا. وتسعى جمعية البدر من خلال مختلف الخدمات التي تضعها تحت تصرف مرضى السرطان ممن يقصدون مركز مكافحة السرطان بالبليدة من 30 ولاية، تسعى لتوفير لهم المرافقة النفسية والاجتماعية اللازمة، يقول السيد موساوي. ويتجلى ذلك في توفير لهم خدمة الإيواء والنقل والإطعام والدعم المالي والصحي، وغيرها من الخدمات التي تخفف من عناء المرضى، وتزيد من فرصهم في الشفاء. ومن باب أن مريض السرطان لا يقتصر شفاؤه على التكفل الطبي فحسب وإنما يتعداه إلى العناية النفسية والاجتماعية، حسب الدكتور ياسين تركمان نائب رئيس الجمعية، تسعى الجمعية إلى توفير لهؤلاء خدمات المرافقة النفسية والاجتماعية، المتمثلة أساسا في خرجات التسلية والترفيه للمقيمات بدار الإحسان، وجلسات المعالجة النفسية والدينية ومحو الأمية والأشغال اليدوية التي توفرها هذه الدار. وأضاف أن "مسار مريض السرطان طويل وشاق ومكلف". وتسعى الجمعية لأن تكون حاضرة خلال هذا المسار؛ بدءا من الكشف عن المرض وتشخيصه، فالعلاج، ثم إلى ما بعده، وذلك من خلال توفير له التحاليل الطبيبة والأشعة بأسعار رمزية، إضافة إلى توفير خدمات الإيواء والنقل وغيرها.

وفي هذا الصدد، تمكنت الجمعية منذ تأسيسها سنة 2006، من التكفل بأكثر من 3670 مريض على مستوى كل من دار الإحسان لإيواء مرضى السرطان بمدينة البليدة، ودار مماثلة ببلوزداد بالجزائر العاصمة. وبالرغم من جائحة كورونا التي زادت من معاناة هؤلاء المرضى لا سيما بعد إغلاق دار الإحسان في إطار تدابير الحجر الصحي للحد من انتشار الوباء، إلا أن الجمعية لم تتخلف عن خدماتها للمرضى؛ حيث تمكنت السنة الفارطة من ضمان المبيت لـ 332 مريض قدموا من 40 ولاية من الوطن، وتوفير لهم 1550 من التحاليل الطبية، علاوة على التواصل مع المرضى عن بعد، حسبما أكدت المكلفة بالاتصال على مستوى الجمعية، وسام سديرة. 

التكفل النفسي والاجتماعي "حافز" لمجابهة الداء الخبيث 

أكدت إحدى المقيمات في هذا اللقاء، أن التكفل النفسي والاجتماعي الذي يسهر على تقديمه الطاقم الطبي والمتطوع للمقيمات بدار الإحسان، ساهم، بشكل كبير، في تجاوزهن المرض، والرفع من حظوظ شفائهن.

وقالت مقيمة من ولاية عين الدفلى إن المعاملة النفسية والاجتماعية التي تتلقاها خلال هذه الدار، لا تتوفر "على مستوى فندق من خمسة نجوم". ومن جهتها، أكدت الدكتورة في علم النفس العيادي بومغار ليلى، أن المرافقة النفسية لمريض السرطان حاليا لم تعد تقتصر على الاستماع والحديث معه، بل تعدتها إلى أخذ بعين الاعتبار، الناحية الفكرية والسلوكية والانفعالية له، والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة للمريض، كما قالت. وعدّدت المتحدثة في مداخلتها، مختلف مراحل التكفل النفسي والاجتماعي بالمريض؛ بدءا بصدمة خبر مرضه المرتبطة بفكرة الموت عنده، وكيفية التعامل معها، واحتوائه قدر ما أمكن؛ حتى يتمكن من مواجهة المرض، والاستجابة بذلك للعلاج. للإشارة، فقد تخلل هذا اللقاء الذي نُظم بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي للسرطان والذي نُظم عن بعد في إطار التدابير الاحترازية لفيروس كورونا، عدة مداخلات ونقاشات حول داء السرطان، وظروف التكفل بالمرضى.