بينما أدان معهد باريس للحريات بشدة قمع الحريات بالمغرب
أبناء عن تعرض الناشط المعتقل شفيق العمراني للتعذيب
- 1958
قررت المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء المغربية تأجيل النظر في ملف الناشط المغربي، شفيق العمراني، إلى 25 فيفري الجاري وسط تداول أنباء محلية تعرضه للتعذيب بعد اعتقاله السبت الماضي في مطار الدار البيضاء ليبدأ مسلسل التأجيل لمحاكماته كما تعود عليه القضاء المغربي في تعامله مع المعتقلين من النشطاء والحقوقيين بالمملكة.
وكتب محمد العمراني، شقيق الناشط الحقوقي المعتقل بسجن عين السبع ـ 1 بالدار البيضاء، في تدوينة على حسابه الخاص على "الفايسبوك"، أنه تم إدخال شقيقه إلى المحكمة "وهو لا يقدر على المشي وسقط أرضا.. حملوه وأدخلوه". وبينما أكد شقيق المعتقل أن أفراد عائلته منعوا بالقوة من التواصل معه، قبل أن تعلمهم محاميته بتأجيل الجلسة إلى يوم 25 فيفري وأن شقيقه مضرب عن الطعام منذ يوم السبت وما زال مضربا إلى أجل غير مسمى، منعت زوجته من الحديث معه مما دفعها إلى الاستنجاد بالقنصلية الأمريكية وتقديم شكوى كونها أمريكية ومغربية الجنسية. وذكرت عدة مصادر حقوقية أن الحالة المتدهورة التي بدى عليها شفيق العمراني لدى استقدامه الى المحكمة، تشير إلى احتمال تعرضه إلى التعذيب إثر اعتقاله. من جانبه، بث نور الدين العواج الناشط في "حركة 20" التي ينتمي إليها شفيق العمراني، فيديو على "يوتوب" أدان فيه "الاعتقال التعسفي والتهم التي تم تلفيقها للعمراني"، مؤكدا على أن "اعتقاله سياسي شكلا ومضمونا". وأشار إلى أن شفيق العمراني يتواجد في حالة صحية متدهورة جدا ودعا إلى التضامن الواسع معه، مؤكدا أن اعتقاله هو عقاب على "تضامنه مع جميع قضايا الوطن ومع جميع الكادحين والمهمشين ومع كافة الأصوات الحرة ومع المعتقلين بالمغرب". وحذر من "التهم اللاأخلاقية والتلفيقات الجاهزة والمطبوخة التي يستعملها النظام لتشويه صورة المناضلين وأصحاب الأقلام الحرة كما سبق وأن فعلوه مع توفيق بوعشرين ومع عمر راضي ومع سليمان الريسوني واليوم مع شفيق العمراني". وتم إيداع العمراني سجن "عين السبع 1" بمدينة الدار البيضاء بأمر من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بتهم "إهانة مؤسسة دستورية وإهانة هيئة منظمة قانونا وإهانة رجال القوة العامة وموظفين عموميين".
وهي التهم التي أكد حقوقيون ومتتبعون لأوضاع حقوق الانسان بالمغرب أنها أصبحت "عملة متداولة" بالمملكة. وأمام هذه الممارسات القمعية ضد كل صوت منتقد في المغرب، أدان معهد باريس الفرانكفوني للحريات بشدة اعتقال العمراني وطالب بـ«الإفراج الفوري عنه من منطلق أن التعبير السلمي عن الرأي لا يمكن اعتباره جريمة بموجب القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان". كما شدد المعهد على وجوب إنهاء السلطات المغربية "قمعها للحريات العامة وحملة الاعتقالات التي تنفذها بحق النشطاء والفنانين وغيرهم ممن ينتقد نظام المملكة أو يعبر سلميا عن آراءه عن الأوضاع بها". وكان العمراني الذي اشتهر ببث مقاطع من الولايات المتحدة تنتقد الأوضاع في المغرب، نشر فيديو على صفحته من مطار "شارل لوروا" في بلجيكا أعلن فيه ساعة وصول رحلته إلى المغرب. وحمل الأجهزة الأمنية مسؤولية ما قد يتعرض له من مضايقات عند وصوله إلى بلده. وكشف في نفس الفيديو عن تعرضه لتهديدات عدة تنبهه إلى ما قد يلحق به من أذى في حال عودته إلى المغرب. ووجهت النيابة المغربية إلى العمراني المعروف على موقع يوتيوب بلقب "عروبي في أمريكا" اتهامات "ارتكابه أفعالا تكتسي صبغة جرمية، بنشره مجموعة من الفيديوهات تتضمن عبارات مسيئة ومهينة في حق مؤسسات دستورية وهيئات منظمة وموظفين عموميين".