قصد تثمين المنتجات الفلاحية الوطنية
حمداني يدعو لتعزيز الاستثمار في الصناعات التحويلية
- 452
أكّد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الحميد حمداني، أوّل أمس الخميس، سعي القطاع إلى دعم وتعزيز الاستثمارات في مجال الصناعات التحويلية الغذائية بغرض تثمين المنتجات الفلاحية الوطنية وتحفيز الفلاحين على رفع المردودية وزيادة وتيرة الانتاج كما ونوعا.
صرح الوزير، خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى مجمع التبريد والتعليب والتخزين للفواكه "كاتم" ووحدة إنتاج وتوضيب الصلصات "لوسيور" ببلدية تسالة المرجة، أنّ القطاع "جاهز" لمرافقة ودعم الاستثمار المهيكل الرامي إلى تثمين المنتوج الفلاحي في ظلّ تحقيق فائض في عدّة منتجات فلاحية هامة، مشددا بهذا الخصوص على الالتزام بشرط أساسي يتمثل في بلوغ نسبة إدماج وطني بـ100 بالمائة، كما حثّ على ضرورة مساهمة هذه المشاريع في خلق مناصب شغل جديدة والتوجّه نحو التصدير. وخلال جولته عبر أجنحة المؤسّستين، حيث استمع لشروح حول القدرات الانتاجية والإشكاليات التي تعترض المنتجين خلال دورة الانتاج والتسويق، أكّد الوزير أنّ القطاع يسعى في مجال الانتاج الفلاحي إلى تجسيد ثلاث أهداف رئيسية، وهي تحقيق الجودة والاكتفاء في السوق المحلية والتصدير وتحفيز الاستثمار المهيكل الذي يسمح بإنتاج المادة الأولية محليا. واعتبر في نفس السياق أنّ استغلال المواد الفلاحية، سواء الحيوانية أو النباتية، في الصناعات التحويلية، سيساعد الفلاح على تسويق منتوجه ويضعه في أريحية من حيث التخزين، ما يدفعه إلى رفع مستويات إنتاجه في السنوات اللاحقة.
ويتوجب -حسب السيد حمداني- صياغة رؤية عصرية لإدماج المنتوج الجزائري في عمليات التحويل، تعتمد أساسا على التنسيق بين الفلاحين والمربين والمنتجين والمحولين عبر عقود تضمن استمرارية عملية التموين والتمويل لكل الأطراف. وكانت هذه الزيارة فرصة للمسؤولين عن مجمع "كاتم" التي تتربع على مساحة إجمالية تقدّر بـ1.800 هكتار بولايات الجزائر والشلف وسيدي بلعباس، للحديث عن بعض الانشغالات والتي تتعلق أساسا بإشكالية النقل التي واجهت صادرات المجمع خلال جائحة كوفيد-19، حيث تسبّبت هذه الإشكالية في تسجيل صادرات بـ 40 طنا فقط خلال 2020 بينما خطّط المجمع لتصدير 2000 طن خلال العام الماضي ويعمل على تصدير 4000 طن في 2021. من جهتهم أشار مسؤولو "لوسيور" التابعة لمجمع التوابل العامة -الجزائر، إلى أنّ الشركة تمكّنت من تحقيق نسبة إدماج تقدّر بـ85 بالمائة بفضل الاعتماد على مواد فلاحية محلية، في انتظار التعاقد مع مؤسّسة متخصّصة في إنتاج العلب الزجاجية لتبلغ نسبة الادماج 95 بالمائة. وبعد أن تمكّنت من بلوغ كميات قاربت 7 آلاف طن من مختلف الصلصلات المطابقة لشهادة الايزو، تتوجّه الشركة للشروع في تصدير منتجاتها خلال 2021.
من جهته اكد الرئيس المدير العام لمجمع تثمين الإنتاج الفلاحي "جيفابرو"، مصطفى بن حنيني، على ضرورة دعم المستثمرين في الصناعات التحويلية الغذائية، بالأخصّ في مجال النقل بما يسمح لهؤلاء المتعاملين بتعزيز عمليات التصدير. في سياق آخر أكّد الوزير حمداني، أنّ الجزائر تملك كلّ القدرات للذهاب إلى زراعة عصرية تواكب التكنولوجيا، مؤكّدا أنّ المطلوب هو التخلّص من البيروقراطية ومنح آفاق واعدة للمستثمرين من خلال تقديم تسهيلات وتشجيع الشراكة. وأوضح وزير الفلاحة، على هامش الزيارة التي قادته إلى ولاية البليدة، لمعاينة مزرعة نموذجية ببلدية موزاية، أنّ مستقبل الزراعة العصرية قائم على المزارع النموذجية التي يعوّل عليها لترقية الاقتصاد الوطني وخدمة الفلاحين، خاصة وأنّ الفلاحة في السنوات الأخيرة أظهرت قدرات الفلاحين الموالين، مشيرا إلى أنّه مع أزمة "كوفيد 19"، لم تسجّل الجزائر أيّ نقص في المواد الفلاحية لما يزيد عن سنةـ