توسع نطاق الغضب الشعبي إلى المضيق المجاورة
احتجاجات شعبية بالفنيدق المغربية للجمعة الثالثة على التوالي
- 791
خرج مئات الاشخاص من أبناء مدينة الفنيدق الواقعة الى شمال المغرب للجمعة الثالثة على التوالي، للتعبير عن غضبهم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشونه والذي توسع إلى مدينة المضيق المجاورة التي شهدت نفس الاحتجاجات.
وأكدت وسائل إعلام مغربية، تجدّد الاحتجاجات في مدينة الفنيدق، أول أمس الجمعة، في ظل استمرار تغاضي السلطات عن مطالب المحتجين وانعدام أي حوار. وخرج مئات المتظاهرين في احتجاجات تواصلت إلى غاية ساعات متأخرة من ليلة الجمعة إلى السبت عبروا خلالها عن تنديدهم بالوضع الاقتصادي بالمنطقة على خلفية إغلاق معبر مدينة سبتة الواقعة تحت "السيادة" الإسبانية والذي كان يجرى من خلاله استقدام سلع إلى داخل المملكة وعدم إيجاد بدائل اقتصادية للسكان وفرص الشغل للشباب العاطلين. ويعاني سكان المدينة أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، منذ أن قرّر المغرب إغلاق معبر مدينة سبتة نهائيا في ديسمبر الماضي والذي كان يشكل متنفسا لهم للحصول على لقمة عيشهم.
ويعتمد اقتصاد المدينة بنسبة كبيرة على أنشطة ما يعرف في المغرب بـ "التهريب المعيشي" عبر نقل السلع من سبتة التابعة للسيادة الإسبانية وبيعها داخل المغرب ضمن تجارة مصدر رزق غالبية السكان منذ عقود. وردّد المتظاهرون شعارات مطالبة بتحسين وضعهم الاجتماعي وتوفير بدائل للتهريب المعيشي لانتشال الأهالي من الفقر. وجاءت هذه الاحتجاجات بعد أن كان في وقت أصدرت فيه محكمة مغربية يوم الثلاثاء الماضي حكما بالسجن، ستة أشهر موقوفة التنفيذ بحق أربعة معتقلين على خلفية مشاركتهم في احتجاجات المدينة. وشهدت "جمعة الغضب" الأولى والثانية بالفنيدق تدخل قوات الأمن المغربية واستخدامها للعنف لفض المظاهرات وتفريق المحتجين ونفذت على إثرها اعتقالات في صفوف المحتجين لم يتم تحديد عددهم حتى الآن.
كما عاشت مدينة المضيق المجاورة، مساء الجمعة الأخير، احتجاجات مماثلة للمواطنين خرجوا للتنديد بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها منذ إغلاق المعبر الحدودي أيضا مع مدينة سبتة. وذكرت تقارير محلية أن ظروف وباء كورونا التي حرمت مدينة المضيق من أعداد كبيرة من السياح، “زادت من معاناة السكان بسبب ارتفاع نسب البطالة، إذ أن أغلبهم يعيش على عائدات البضائع الإسبانية المهربة من خلال المعبر الذي تم إغلاقه. ويبلغ عدد العاملين الذين توقف نشاطهم، بمعبر باب سبتة منذ حوالي سنتين، نحو 4 آلاف نسمة بحسب إحصائيات لمنظمات حقوقية. وهم بالتالي يعتبرون معيلين لمئات من الأسر التي يقدر عدد أفرادها بالآلاف داخل مدينة الفنيدق ومناطق مجاورة لها.وا