الملتقى الأدبي "أحمد رضا حوحو"
قسنطينة تناقش "دور المثقف في بناء اللحمة الوطنية"

- 764

احتضنت دار الثقافة والفنون "مالك حداد" بولاية قسنطينة، يومي الإثنين والثلاثاء، أشغال الطبعة الثانية من الملتقى الأدبي الوطني "أحمد رضا حوحو"، التي جاءت هذه السنة تحت شعار "دور المثقف في بناء اللحمة الوطنية"، بمشاركة ثلة من الأدباء والشعراء، من قسنطينة وخارجها، حيث عرفت الفعالية تنظيم محاضرات، قراءات شعرية، ورشات تكوينية، وصلات موسيقية تراثية، وعمليات بيع بالتوقيع لإصدارات أدبية، مع تنظيم معرض للكاريكاتور الفنان نور الدين مزهود.
بالمناسبة، أكدت السيدة أميرة دليو، مديرة دار الثقافة "مالك حداد"، أن المنظمين ارتأوا ربط المناسبة مع احتفالات الجزائر باليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه، المصادفة لـ22 فيفري، مضيفة أن طبعة هذه السنة، قررت تسليط الضوء على دور المثقف في بناء المجتمع، والعمل على تقوية الترابط والتماسك بين أفراده، وقالت إن المثقف له دور كبير، من خلال إنتاجاته في توجيه وتأطير المجتمع، ضمن ما يعرف بـ"الجزائر الجديدة". من جهته، اعتبر الكاتب والشاعر شوقي ريغي، خلال مداخلته، تحت عنوان "دور المثقف في تقوية وبناء اللحمة الوطنية"، أن المناسبة فرصة لإبراز تضامن المثقف الجزائري، من فنانين وأدباء وشعراء، مع ما يقوم به الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، حامي الحدود والواقف على أمن وسلامة البلاد والعباد، مضيفا أن مثل هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، وتصب في بوتقة واحدة، هي تطور الجزائر ونموها وتقدمها إلى الأمام. أما الأستاذ يوسف شقرة، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، فقد اعتبر أن المثقف له دور كبير في تقوية اللحمة الوطنية، حيث عرج على مراحل تكوين المجتمعات، والدور الكبير للمثقف كعمود فقري في بناء البيت، انطلاقا من وقت الجاهلية، وقال إن المثقف الفاعل والمتشبع بالقيم الإنسانية، الذي يحمل مشروعا، كانت له رؤيته الخاصة للأحداث، مضيفا أن المشكل في الجزائر ظهر مباشرة بعد الاستقلال، عندما فضل النظام الاستثمار في الهياكل والمنشآت القاعدية على حساب بناء الإنسان.
قدم الكاتب والناقد محمد رابحي، من ولاية عنابة، مقاربة اجتماعية للوسط الأدبي الذي كان يعيش فيه الأديب الراحل أحمد رضا حوحو، معتبرا أن هذه النقطة تبقى مجهولة عند غالبية الأدباء، وأضاف أن البيئة التي ميزت نشاط هذا الأديب تشبه كثيرا البيئة الاجتماعية التي نعيشها مع نفس الإشكالات، وقال إن رضا حوحو ظٌلِم من طرف العديد من الكتاب والأدباء الذين ينتمون إلى الطبقة المثقفة، عندما حصروه في لون أدبي واحد، وهو القصة القصيرة، متناسين العديد من المجالات التي نشط فيها هذا الكاتب، على غرار المسرح والصحافة، وأضاف أنه من خلال قراءاته للعديد من كتابات رضا حوحو، على غرار مقدمة قصة "صاحبة الوحي" التي يصف فيها إقامته بالمملكة العربية السعودية، والتي يمكن استخلاص مضمونها في أن التنوع بين الشعوب لا يشكل عائقا في سبيل الاتحاد، كما يمكن الوقوف، حسب الناقد محمد رباحي، على فكر الأديب الراحل الذي يتبنى فكرة أن الاختلاف لا يشكل حجرا في طريق الارتقاء والتطور، وقال إن رضا حوحو كان متفتحا على الآخر وداعيا إلى لم الشمل.